الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسان بين إيماءات الدين وصراع الوجود الجزء الثالث

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2017 / 3 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ

بعد ان أدركنا ان القران كتاب قصصي صار لنا ان تخذ منه جوانب نحتاجها من الموعظة والتذكير ولربما بعض القوانين الانسانية المنظمة للحياة. ونتجنب ما جاء به مخاطبا العنف والمفاهيم الغامضة والمغايرة الى العهد الحديث. لاسيما والطرح الوضعي للقانون صار ملائم للحياة المعاصرة أكثر من القوانين السماوية او التشريعات البشرية للديانات القديمة. ولابد لنا ان نشير الى تفصيله صغيرة "نحن لا نقصد ان نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض لا!! لكن نعطل العمل في بعض المفاهيم كما عطل قانون الجواري وقانون ملك اليمن. والعبودية وغيرها ". نعود الى موضوعنا وهو جدلية الانسان والوجود. واقعا هناك آيات تتبنى وجودية الانسان وبناء السماوات وبداية الحياة ويتفنن المفسرين في رسم الصور المنطقية وغيرها في الشرح والإيضاح وبعض الأحيان يسعون الى ايجاد باب للتأويل يغلقون فيه التناقض الغريب والخرافي.
يقول الله وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. واحده من الآيات المرعبة عن تصوير خلق الانسان وبداية الحياة حيث الدليل و الثبوتية القطعية .يقول الطبري في تفسيره عارضا بعض الاحاديث المتناقلة مسالة رقم 15338 - حدثني أحمد بن محمد الطوسي قال : حدثنا الحسين بن محمد قال : حدثنا جرير بن حازم ، عن كلثوم بن جبر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها ، فنثرهم بين يديه كالذر ، ثم كلمهم قبلا فقال : " ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا . . . " الآية ، إلى بما فعل المبطلون ) ج 13 ص: 223 .
مشهد كوني مذهل من خلہهل من خلاله يتصور لي الله بهيئة رجل كبير السن لحيته بيضاء يعتلي عرش ويملك عصا سحرية يصنع بها ما يريد. اشار بها على ادم فاخرج بني البشر في عالم الذر! ادم يتوجع يخرج من جسده اناس يقفون بين يديه كعسكر متأهب ويأتي الله يسألهم الست انا الله. يجيبون نعم انت وبيداء الاستجواب والاعتراف المضحك. لنقل جدلا حدث الصراع الوجودي كما اوضحه الطبري واسلمناه القول. لكن مثل هكذا امر يرفضه العقل. فعل ينتج لنا رقم يفوق الخيال لو أحصينا عدد الخلائق من قبل 3 مليون سنه الى الان لاحتجنا الى رقم يفوق مستوى الفكر البشري فكيف إذا كان من البدء حتى الفناء وان كانوا على شكل ذرات صغيرة لابد لهم ان يكونوا كتله كبيرة الحجم.وفي تفسير القرطبي ج 7 ص 282 جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذين القولين " أي قولين لم يفصح الرجل" وأنه تعالى أخرج الأشباح فيها الأرواح من ظهر آدم عليه السلام. وروى مالك في موطئه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين فقال عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون. فقال رجل : ففيم العمل ؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله الله النار .
جميلة هيه المخيلة الاسلامية في التصوير يخرج الاشباح من الاجساد ولربما يرافقها صوت وقليل من الرياح واضواء خافته ويحيى شاهين يقول اكشهن .فلم سينمائي لا اعلم لماذا لم تستغل مواهب مفسرين القران ورواة الحديث في صنع افلام الرعب او الخيال العلمي .نعود الى الصرخة الكونية التي نقلها الخطاب عمر عن نبي الامة ان الله خلق ادم ومسح على ظهره .وحدها عملية التجسيد بان الله يملك يد او جسد تسقط اكثر من نصف القران لان الله استعان بالمجاز حينما قال يد الله فوق ايديهم وان صدقنا القول في التجسيد نؤمن بفكرة المسيح ابن الله وبهذا تسقط الديانة الاسلامية .!ما الشق الاخر وهنا يفتح باب احتجاج ورفض يتيح للإنسان احقية مواجهة الله لان الجنة والنار بإرادته لا ارادت المخلوق و كانه يقول انتم أيها الذرات المتطايرة في الفضاء سوف تكونون بشر ( نعم يا رب و انتم من اهل النار سمعنا واطعنا و انتم من اهل الجنة نعم يا رب شكرا لك انت المنان ).مثل هكذا خطاب ديني مزدوج الفكر يجعل من الانسان الة او أداة تفعل الاوامر كما مساق لها . تجعلنا نكره الفكر الوجودي والتكوين البشري لانعدام فجوة الاختيار الموضوعة بين الرب والعبد او الخالق والمخلوق. يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة