الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد الثقافي التونسي يعكس حقيقة ما يدور بالمشهد السياسي

هيثم بن محمد شطورو

2017 / 3 / 11
المجتمع المدني


ما المغزى من استقالة السيدة آمال موسى؟
ففي قراءة لما ورد على لسان السيدة آمال موسى المستـقيلة من إدارة مهرجان قرطاج الدولي في دورته 53 ، في وصفها لأسباب الشلل الموضوعية على مستوى البيروقراطية الإدارية، ذكرت جملة من التوصيفات التي يجب أخذها بجدية تامة، إن كانت تهمنا الثـقافة و نعتبرها ليس سلاحا ضد الإرهاب فقط و إنما ضد الانحطاط و التخلف و التـفكك الاجتماعي و انعدام الجمالية و الأخلاق و قيم الخير و الحق، و بالتالي سلاح التطور الفعلي على كل المستويات..

تعيين نخبة من أبناء وزارة الثـقافة من اداريين ومستـشارين فهل تم ذلك لكفاءتهم أم لأغراض اخر ى؟
إن المتأمل في تركيبة ادارة المهرجانات سواء جمعيات أو هيئات يُقر أن وزارة الشوءون الثـقافية وزارة
تـشاركية بامتياز لكن الواقع لا يعكس ذلك. إن استـقالة السيدة "آمال موسى" المثـقـفة التي مثلت تونس في المحافل الدولية ليست سوى صرخة المستغيث من واقع الانحطاط في صلب عنوان مقاومته. صرخة مثـقف يريد أن تكون بلده أجمل كما حلم بها. المثـقف يا ناس حامل وهج الجمال و الخير الكلي دون قرينة بمنفعة شخصية. المثـقف المتعالي عن عقلية الأنانية و الانحطاط السائدة. شعلة الحق و نبراس الحرية الذاتية..

لقد جاء على لسانها من أسباب استـقالتها، أن الإدارة العميقة (وقد سبقها الدكتور عبد الواحد المكني الذي قدم استـقالته من هيئة تظاهرة صفاقس عاصمة للثـقافة العربية سنة 2016 معلنا في ما معناه أن الإدارة العميقة لا تريد تغيير المشهد الثقافي) عمدت لإثـناءها عن عـقد الندوة بتغيير أقـفال الإدارة مما اضطرها لتـنظيم الندوة الصحفية بالمقهى. فهل في هذا التمشي مغزى كتـنـشيط المقاهي على غرار تـنـشيط الساحات عبر إقرار مدن الفنون عوضا عن تأهيل الفضاءات الخاصة بالعروض الفنية بدور الثـقافة وإصدار القوانين المنظمة للمؤسسة ودفع عمل المرفق العام وتطويره؟
لا يمكن إرجاع مثل هذا التمشي الأعوج غير المجدي سوى في تـناغمه مع المنهج السياسي العام الذي يريد إخراج الدولة من أي فعل و عمل لتطوير القطاع العام، بل هي سياسة تهميشه إن لم تكن إرادة انهياره لتسليمه إلى نادي الخوصصة في إطار ايديولجية لبرالوية فقيرة اتكالية ارتمائية منحطة غير وطنية، شبيهة باكساء القرود لألبسة البشر...

إن ما جرى لا يعكس أن تونس قد تصالحت مع مثـقـفيها ومبدعيها، بل تعتبرهم العدو الأساسي خلف برامج تـزيـيـف كل شيء و تسليع كل شيء، لأن المثـقـف يبحث عن أنسنة الإنسان بينما هم لا يرون في أنفسهم إلا غريزة شهوانية يعكسون نظرتهم تلك على البقية.. لذلك فالمثـقف المحارب للقبح و الزيف هو العدو الأساسي، و لكنه بما هو لا يصطنع أطروحة سياسية مضادة و لا يطلب السلطة و إنما الحقيقة فان محاربته بالتهميش و التـناسي و الإبعاد.. المثـقف المتـناسخ عن التوحيدي المغترب وسط أهله.
كان الأجدى بالسيد الوزير أن يسمح للسيدة آمال موسى تـنظيم الندوة الصحفية بإدارة المهرجان ومناقـشة المسألة في كنف الرصانة والاحترام، و قبول استـقالتها والقيام بالإجراءات الإدارية من تسليم وتسلم العهدة. هكذا يدير الشأن رجل الدولة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمل كلوني: شاركت بجهود قانونية في قرار اعتقال كبار قادة إسرا


.. ما هي عواقب مذكرات اعتقال الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالا




.. عقبة أمام -الجنائية الدولية- حال صدور قرار اعتقال لقادة إسرا


.. ضابط شرطة أميركي يشعل سيجاراً أثناء اعتقال مشتبه




.. بايدن: ليس هناك تكافؤ بين إسرائيل وحماس ونرفض تطبيق المحكمة