الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب التي تُدار في الخفاء -2-

طارق سعيد أحمد

2017 / 3 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من هو الخليفة العباسي الناصر لدين الله؟ كيف أدارت الفتوى تنظم الحياة السياسية؟


في البداية لابد أن نعترف أن آفتنا ليست كما قال عنها عمنا نجيب محفوظ أنها النسيان، الوضع اختلف وفصل بين اكتشاف محفوظ العبقري سنوات وسنوات انصهر بداخلها حزمة من التفاصيل يصعب حصرها ،ولا أنكر أن آفة النسيان في جيناتنا المصرية حتى أننا نعيش بلا ذاكرة!، لكن آفتنا ومصيبتنا الحقيقية التي تأكل في مجتمعنا الآن هي الجهل، نعم الجهل!، لك أن تختلف معي كما شئت ولك أن تصفني بالجاهل في الوقت الذي يحلو لك، ولكن هل تنكر أنك سألت نفسك عن سبب هذا الفقر الذي يلاحقنا ولا ينوي تركنا ؟ ، كم مرة سألت فيها نفسك.. هو الحال مش بيتغير ليه؟!، حتى وبعد ثورتين يا جدعان!، أكيد مش معمولنا عمل على "قلب" جمل!، كل ما في الأمر أن ما يدير شؤوننا جاهل بدوره جاهل بكيفية تحديد الرؤية والنظر وتقييم الأمور جاهل بظروفك وبظروفي، كل اللي بيعمله تنفيذ الأوامر وفقط، بدون تفكير بدون حذف أو اضافة بدون حتى حرفة ومهارة في التنفيذ، إذن كم تبعد المسافة بيننا وبين إدارة مبدعة؟. عليك أن تجيب أنت بنفسك ولا أحد غيرك.
وعدت في مقالي الفائت الذي كان يحمل عنوان" الحرب التي تُدار في الخفاء" أن استكمل الحديث عن هذا القانون الخبيث والجاهل بطبيعة احتياجنا لفتح قنوات التواصل و............................................................................................................ وفي هذا التوقيت الخطير، وها أنا أفعل، وبمنتهى الصراحة لم ابذل جهد في كتابة هذا المقال كعادتي كل ما فعلته هو أنني بحثت في التاريخ لدقائق محدودة كما يفعل هؤلاء الناظريين للخلف المنتمين للوراء! وفي العصر العباسي وجدت ضالتي وتلمست خيوط الحدوته، ولا مجال هنا لأسرد أو حتى أحكي هامسا عن حجم صدمتي حينما قرأت عن الخليفة العباسي الناصر لدين الله (575 ـ 622هـ). نعم فكرة القانون "الحمروشي" تكمن وتمتد جذورها في العصر العباسي.. تخيل!.
تبدأ الحدوته التاريخية في كثير من الأبحاث بنشأة الفتوى والتأكيد على أنها ظلت نظاماً شعبياً عاماً، له مبادئ نشأت طبيعياً في المجتمع المسلم القديم، وانطبع عليها الإنسان في هذا المجتمع الذي يغلب عليه العادات القبلية المتأثرة بخشونة الصحراء، ومن ثم حاولت الجماعات التي انضمت إلى هذا النظام أن تسن لها تقاليد تنظيمية ذات طابع موحد، واستمر نظام الفتوى هكذا غير ذي صلة رسمية ولا يتحكم فيه أحد بعينه، ولم يقع تحت تأثير أرباب الحكم ولم يكن لها مؤسسة تحتكرها، حتى جاء الخليفة العباسي الناصر لدين الله الذي تبنى فكرة تنظيم مجتمع تحركه وتسيطر عليه الفتوى على كل الأصعدة التي يقع تحت طائلها الشعب المصري والعراقي فجعلها تحظى بإهتمام رسمي، وتحديدا في عام 604 هـ أعلن في منشور رسمي سمّي بـ"منشور الفتوى"، تبني نظامه الفتوى الإسلامية ونُشر على الناس وقرأه كاتب ديوان الإنشاء.

أما عن أسباب تأسيس الناصر لدين الله للفتوى الرئيسية، هي توجيه طاقة رجل الشارع في بغداد والديار المصرية إلى مرحلة معينة من التماسك حتى جعل منهم جيشاً منظماً حرس مملكته، وفتح به مدناً عدة في خراسان وتكريت وحديثة وغيرها. والخلاصة أن الظروف التي عاشتها الدولة العباسية في عهد الناصر لدين الله وتزايد الأخطار السياسية من كل جهة هي التي فرضت عليه أن يقوم بمثل هذا الإجراء الذي ساعده كثيراً على تنظيم الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتصدي للأخطار المحدقة بالبلاد، فبإلقاء نظرة تاريخية على الأوضاع التي سبقت السياسي المحنك الخليفة العباسي الناصر لدين الله، وما كانت تعانيه البلاد من فوضى سياسية وعسكرية، وما أعقب ذلك من الفوضى التي أحدثها المغول في العالم الإسلامي، أدركنا أهمية الإجراء الذي اتخذه الناصر لدين الله في تنظيم المجتمع الإسلامي سياسيا، بإعطائه جرعة نشطة جدا من الفتاوى شُكلت بها الدولة ونظمت على أثرها الحياة السياسية. وتوته توته خلصت الحدوته"التاريخية" حلوه ولا ملتوته؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه