الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفخ العربي الذي وقع فيه أقباط مصر

أسعد أسعد

2006 / 1 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مضت أربعة عشر قرنا من الزمان و الاقباط المسيحيون واقعون في فخ من عدم الوعي و عدم الفهم للديانة الاسلامية و تاريخ و ثقافة العرب الذين احتلوا البلاد و فرضوا عليها الدين الجديد كدين مخالف و ضد للمسيحية التي هي الديانة الاصلية للبلاد المصرية عند وقوع الغزو العربي
و الفخ هنا هو ماقَبِلَه المصريون الاقباط بما ادّعاه عليهم العرب المسلمون حيث دَعَوهم نصاري و أحيانا أُخري أهل الكتاب و كان المسيحيون الاقباط في جهلهم بطبيعة هذه التسمية بحسب ما تعنيه في اللغة العربية و النصوص القرآنية قد قبلوها دون أن يعوا ماذا تعني هذه التسمية في القرآن العربي و خلفية الفكر الديني و الثقافي العربي فكان الاقباط فرحين بها و أحيانا فخورين بها و هم لا يدرون ماذا تعني بل و اعتبروا أن الاضطهاد الواقع عليهم بسبب كونهم نصاري أو أهل كتاب هو موهبة من الله يسعون إليها كما سعوا إلي الاستشهاد في عصور الدولة الرومانية المظلمة
فلو قرأ الاقباط النصوص القرآنية في هذا الشأن و فهموا اللغة المكتوبة بها و الظروف التي كُتبت فيها و القصد من الكتابة و خاصة مُسمّيات الأشياء لهالهم ماذا تعني كلمتي "نصاري" و "أهل الكتاب" في القرآن و لوجدوا أن القران قد وصم هاتين الطائفتين بأبشع التهم أقلها الكفر و الفسق في معظم الايات التي ذكرهم فيها و في أقل القليل الذي لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة قد دعاهم مؤمنين و ذلك في حالات إستثتائية
و كان موقف الاقباط هذا من عدم فهمهم بل و ارتضائهم بما وُصِموا به هو الذي أكد للمسلمين بحسب ما وصف به قرانهم النصاري و أهل الكتاب أن الاقباط المسيحيين هم أيضا كافرون و فاسقون . و باختلاف الثقافة المسيحية في مصر القبطية التي كانت في ذلك الوقت هيلينية رومانية عن الثقافة الاسلامية في الجزيرة العربية مثل عدم تحريم الخمر عند المسيحيين ـ و إن كان السكر هو المحرّم ـ و سفور النساء و عدم إحتجاب النساء و اختلاط الرجال بالنساء مع التحريض علي الحشمة في كل شئون الحياة المصرية القبطية كل هذا إلي جانب تَمَسُّك المسيحيين بعقيدتهم التثليثية عن الله الواحد جعل المسلمين يوقنون إن الاقباط هم النصاري الكفّار و الفاسقون و تولدت بينهم الكراهية التي انعكست علي عدم انفتاح المسلمين علي العقيدة القرآنية السليمة عن الله الاب و الابن و الروح القدوس و اعتقد المسلمون إنها عقيدة الشرك بالله و عدم التوحيد و أدي ذلك الي إجتهاد المسلمين في محاولات إثبات فساد تلك العقيدة من النصوص القرانية مما سبب بالاضافة إلي كراهيتهم للمسحيين أن يغيب عنهم تكامل النص القرآني الواضح منه تثبيت عقيدة التثليث الصحيحة و ليس إلغائها بل و أدي ذلك الوضع إلي أن يعتمد المسلمون في مقاومتهم لهذه العقيدة علي الآيات القرآنية الواردة عن مقاومة القرآن للعقائد الغير صحيحة عن التثليث و هي العقائد التي كانت منتشرة بين نصاري الجزيرة العربية و ليس بين اقباط مصر المسيحيين المستقيمي الرأي المثبَتة عقيدتهم السليمة عن التثليث قرآنيا
و تفاقم الموقف أيضا بين الاقباط المصريين و العرب المسلمين عن عقيدة صلب المسيح و موته و قيامته و صعوده أي رفعه إلي السماء فبسبب نظرة العرب التكفيرية إلي الاقباط تاهت منهم كل النصوص القرآنية التي تُثبت صحة هذه العقيدة و اعتمدوا علي نص واحد فقط ينفي تنفيذ الصلب عن اليهود و يبرئهم من قتل المسيح عيسي ابن مريم فاتخذوا هذا النص قاعدة لمقاومة مسيحيي مصر و اضطهادهم
و بالإجمال فإن ما ارتضاه الاقباط المسيحيون علي أنفسهم أي أن يوصفوا بأنهم نصاري و أنهم من أهل الكتاب هو السبب في عدم قبول المسلمين العرب للعقيدة المسيحية الصحيحة المثبتة بنصوص القرآن إذا ما دُرست بعيدا عن النقد القرآني لعقائد النصاري و أهل الكتاب التي وردت في القرآن و هي عقائد بحسب قانون الإيمان المسيحي و نصوص الكتاب المقدس تعتبر عقائد فاسدة في رأي المسيحيين أيضا
و أقول للمسلمين نحن لسنا نصاري فهذه طائفة كانت قديما في الجزيرة العربية بعيدة كل البعد في عقيدتها عن مسيحية أقباط مصر و لسنا أهل كتاب بل نحن أتباع عيسي ابن مريم الحي المقام من الاموات بشهادة القرآن و نحن المسيحيين الذين قال عنهم القران "و جاعل الذين اتبعوك (أي اتبعوا عيسي المسيح) فوق الذين كفروا (أي الذين لا يتبعوا عيسي المسيح) إلي يوم القيامة"
و أناشد مؤتمر الاقباط و الناشطين السياسيين أن يطالبوا الازهر و القيادات الاسلامية بأن يصدروا بيانات يعلنوا فيها إن الاقباط المصريين عقيدتهم المسيحية هي عقيدة قرآنية سليمة و انهم مختلفون عن القوم الذين دعاهم القرآن نصاري و الذين دعاهم القرآن أهل الكتاب لان الاقباط هم المسيحيين الحقيقيين الذين دعاهم القرآن أتباع عيسي المسيح
لأن تغيير النصوص الدستورية و إصدار القوانين التي تحفظ حقوقا للاقباط باعتبارهم أقلية ستزيد من تفاقم المشاكل الاجتماعية و التمييز بين المسلمين و المسيحيين لأن المطلوب ليس تعديل وضع قانوني بل بالحري تعديل الثقافة الاجتماعية للشعب المصري المسلم الذي يعتقد خطأ أن القبطي المصري نصراني و من أهل الكتاب الذين دعاهم القرآن في أكثر من موضع كفارا و فاسقين
لقد وقع الاقباط في فخ قبول التسمية الخطأ لمدة أربعة عشر قرنا و بسبب خطأ الاقباط هذا أخطا المسلمون أيضا في تفسير العقيدة المسيحية قرآنيا فوقعوا في فخ تكفير المسيحيين و بذلك آذوا أتباع عيسي المسيح الذين جعلهم الله فوق الذين كفروا ليس فقط أيام النبي محمد بل إلي كل الايام إلي يوم القيامة
فيا مسيحيي مصر و يا مسلميها أُخرجوا من هذا الفخ الذي هو عدم الفهم الذي وقعنا فيه جميعا لمدة أربعة عشر قرنا من الزمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية