الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نصلح التعليم في العراق ؟ ما معنى ان تكون اكاديميا ؟

ماجد عبد الحميد الكعبي

2017 / 3 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يظن معظم الناس وبما فيهم كثير من الاساتذة الجامعيين ان الانتماء للجامعة (المكان) يمنحك مجانا لقب (اكاديمي)، بيد ان الواقع الاكاديمي يؤكد ان (الاكاديمية) هي معايير سلوكية وقيم أخلاقية فضلا عن المنزلة العلمية. وان من لا يعلم بذلك فعليه ان يسعى الى تحقيق متطلبات الاكاديمية. فكم من صاحب علم ومكانة مرموقة بين زملائه في الجامعة وهو لا يعلم انه فاقد للاكاديمية بسبب تعجرفه وتعاليه وتفاخره بنفسه على اقرانه ، وحقده على تلاميذه لانهم تفوقوا عليه في ميادين معرفية اخرى. وكم من شيخ كبير بسنه وعلمه يحسب انه اكاديمي مخضرم واستاذ متمرس وهو لا يعلم ان الاكاديمية ترفضه لانه فظ اللسان سيئ الخلق كأنه عجوز شمطاء لا ينجو من سلاطة لسانها حتى نفسها. وكم من عالم وباحث كبير يخدش حياء الاكاديمية بنفاقه ولسانه المعسول بين زملائه حتى اذا تمكن من امره سل سيف الحقد والضغينة ساعيا الى ايذائهم. وكم من تدريسي شاب يتكلم بلغة الحداثة ويدبج كتاباته بافكار ما بعد الحداثة ولكنه يكرس كل حياته لخدمة مصالحه الشخصية واذا ما تجادلت معه بقضية علمية او ادارية عاد الى طبعه فهددك عشائريا. الاكاديمية يا سادة ! اخلاق وقيم ضحى من اجلهما اناس افنوا حياتهم في سبيل العلم والمعرفة والوصول الى الحقائق الموضوعية لخدمة البشرية وليس لخدمة مصالحهم ومنافعهم الشخصية.
الجامعات الغربية ياسادة لا تعطيك دروسا في العلم والمعرفة فقط بل تمنحك فرصة لتطلع على منجزات اولئك الاكاديميين العظام واخلاقهم السامية الذين كرسوا جل حياتهم من اجل
خدمة غيرهم. الجامعات الغربية تمنحك الفرصة لتتعايش مع اكاديميين علماء يتكلمون همسا من شدة تواضعهم ولا يكتمون اعجابهم بطلابهم ، ولا يخشون من تكرار قولهم : لقد تعلمنا من طلابنا. الجامعات الغربية ياسادة! تعطيك دروسا في الاخلاق والقيم الاكاديمية والتي منها: ان لا تؤمن بانك الوحيد الذي يمتلك الحقيقة ، وانك وحدك العالم بحقائق الاشياء وخوافيها لان الزمن كفيل بكشف ادعائك ، لذا عليك ان تحتاط باستعمالك لغة الترجيح والتغليب بدل القطع والجزم. وان لا وجود مؤكد للحقائق المطلقة بما فيها العلمية، وان يكون لديك استعداد للتغيير والتحديث والتطور. الجامعات الغربية تعطيك درسا ان التواضع صفة من صفات الاكاديمية والتعجرف والعنجهية صفتان من صفات البربرية.وان يكون لديك مشروع تسعى لتحقيقه اثناء وجودك في الجامعة وخارجها. ولكي تكون اكاديميا يجب ان تبتعد عن اطلاق الاحكام التعميمية وان لا تقع في التناقض. يضاف الى ذلك ان تفصل بين الايديولوجيا التي تؤمن بها والعمل الاكاديمي البحثي . وان تكون موضوعيا الى اقصى درجة على الرغم من نسبية الموضوعية.
وختاما ، لا ازعم باني قد احطت بكل السلبيات والايجابيات التي تدخل وتبعد الجامعي في الحقل الاكاديمي ولكني استطيع القول اني قد اشرت بعضا من تلك الامور املا ان تتوسع الافكار وتاخذ ابعادا اكبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط