الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن-الترتيل - المطهرون

انطلاق الرحبي

2006 / 1 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الترتيل: من رتل: ثغر مرتل ورتل مفلج مستوي النبتة حسن التنضيد.
أساس البلاغة للزمخشري. إخترت هذه المعنى للترتيل حسب ماذكرت في الحلقة الأولى بأن القرآن جاء مرتلاً . وكذلك نقف عند هذا المعنى في الكثير من قواميس اللغة
العربية القديمة منها والحديثة . وهو المعنى الذي يناسب عظمة القرآن في قوله الثقيل الذي يحمل المعرفة الإنسانية بأرقى أشكالها وليس كما يدعي التفسيرالأوحدي: من الواحد الذي يفسر القرآن كله!. بأن الترتيل هو( تلاوته بتبيين حروفه على تواليها). كما يقول فضل الله في وحي القرآن والطباطبائي في الميزان. وهاك قول السيد قطب في ظلاله وترتيل القرآن . وهو مد الصوت به وتجويده. بلا تغن ولاتطر ولاتخلع في التنغيم) . الله الله.. ياعين إسعفيني !!. وفي الجلالين ( ورتل القرآن) : تثبت في تلاوته ( ترتيلا). أنظر معي ماذا تؤدي مدرسة الترادف من قلب للحقيقة الى نقيضها فهل يعقل هذا المعنى بحق سيد الفصحاء والبلغاء وهو القائل :أنا أفصح العرب بيد أني من قريش والفصاحة في اللسان ( اللفظ) حيث جعلوا الترتيل هو تلفظ الكلمات بتأني وبوضوح وكأن لسان النبي أعجمي أو فيه لحن . هذا ماجاد به علينا التفسير الأوحدي على مر القرون ولك أن تقيس كيف يتم تشويه الحقائق القرآنية الناصعة نتيجة الترادف . فالترتيل إذن هو التنسيق للحقيقة الوجودية وتميزها لتبيانها للناس واضحة ناصعة لاإشكال فيها وأتت على مراحل لأن القرآن يكشف عنها من خلال قانون السيرورة والصيرورة المادية والمعرفية , فمن المستحيل أن تنزل دفعة واحدة . أي أن هناك إستحالة معرفية أولاً وإبطال لعملية القراءة نفسها والتي إستمرت 23 عاماً ثانياً, وهو الذي يفسر معنى دعاء النبي : وقل رب زدني علما. لاحظ هذا الدعاء جاء في القرآن وليس حديثاً له (ص) . مما يؤكد على أهمية القراءة بشروطها الثقيلة ونتائجها المعرفية العظيمة .المطهرون : من طهر: واطهّر وتطهّر. مايتطهر بالماء. المجاز : تطهر من الإثم : تنزه منه. وطهره الله وهو طاهر الثياب: نزه من مدانس الأخلاق, والتوبة طهور للمذنب. الزمخشري : أساس البلاغة : مادة طهر. هذا ماتقوله لنا قواميس اللغة العربية عن معنى لفظة طهر . فهل جاءت بهذين المعنيين حصرا في القرآن ؟. أم أعطاها القرآن معنىً جديداً ومختلفاً فلنقرأ في الآيات التالية ونتدبر قولها:
-أولئك الذين لم يرد الله أن يطهّر قلوبهم
-إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا
- وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين.
-إنى متوفيك ورافعك إليّ ومطهّرك من الذين كفروا.
يعطي القرآن للفعل طهر معنىً معرفياً في الآيات الأربعة أعلاه ففي الآية الأولى يدور الحديث حول الرسول والإيمان برسالته لأن الآية تبدأ بـ( يأيُّها الرسول) من قبل بعض الناس الذين كفروا بعد ما ادعوا الإيمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم . والمجموعة الثانية من اليهود الذين يحرفون الكلم من بعد مواضعه والذي يؤدي الى تحريف المعنى الحقيقي له. لاحظ أن المجموعتين إمتازتا بموقف معرفي من الرسالة وهو عدم الإيمان بها نكرانها(= الكفر بها) بالنسبة للفئة الأولى والتحريف بالنسبة
للفئة الثانية. النتيجة المعرفية أن قلوبهم ( وجودهم المعرفي) حسب نظريتنا إنتبذت عن الحقيقة المعرفية ومالت نحو الوهم والباطل( الكفر والتحريف). أما الآية الثانية بخصوص أهل بيت النبي فتؤكد على مسألتين:الأولى: ذهاب الرجس : من رجس: أصل يدل على إختلاط. يقال هم في مرجوسة من أمرهم, أي إختلاط. والرّجس :صوت الرعد, وذلك أنه يتردد. ومن الباب الرّجس: القََََذَر, لانّه لطخ وخَلُط .1. أي أن القلب طاهر لاإختلاط فيه من الوهم (= الإنتباذ). الثانية: وهي نتيجة للأولى وهو ( تطهر القلب) الخالي من الوهم والباطل في حركة قراءته للحقيقة المعرفية أي قلب في علاقة ( إنجذاب) دائم مع الوجود المعرفي العام( الرحمن) لايحيد عنه والذي يؤدي الى التملك المعرفي للحقيقة المادية والمعرفية. وهو هو دورهم العظيم كمرجع معرفي للمسلمين وليس فقهاء يفتون الناس في أمور الوضوء والصلاة والحج كما أراد لهم السادة العلماء!!!. والتي لاتحتاج لعلم عالم لأنها وصلتنا بالتواتر عنه (ص). فأين ضاع إنتاجهم العلمي والمعرفي الحقيقي والذي ينفع الناس في بناء مجتمع الحرية والعدالة الإجتماعية التي جاهد في سبيلهما جدهم وأبيهم عليهما الصلاة والسلام طوال حياتهما؟.
الآية الثالثة والتي تخص العظيمة مريم وماأدراك ما مريم معلمة الإنسانية الخالدة ، بلسان حال المستوى الإنجذابي في الوجود المعرفي للإنسان وهو الملائكة بعد أن حققت مريم الشروط الذاتية للإصطفاء والتطهير فبات قلبها منجذباً ومتعلقاً بالوجود المعرفي العام ( الرحمن) لايحيد عنه قيد أُنملة في قراءته للوجود المادي وإنتاجه لحقائقه المعرفية وبذلك استحقت أن تكون المعلم للآتي من بعدها من الناس وهو هو معنى نساء العالمين، النساء من النسيئة المتأخر 2، وهنا نقف مرة أخرى مع مدرسة الترادف التي حولت مريم العظيمة من معلم للإنسانية الآتية بعدها إلى نساء الناس في زمانها فقط أما بالنسبة لنا فلاتعنينا!!لاحظ النظرة الدونية لها أيضا فهي مصطفاة على النساء فقط ولنساء زمانها!! لإنه من غير الممكن عند ذكور الترادف ان تعلمهم عظيمة مثل مريم ولكن الله يريد ذلك ولو كره المفسرون.أما بالنسبة لإبنها عيسى المعلم الثاني للإنسانية معها فتلخص الآية عظمته كمعلم خالد مع أمه بأن الله متوفيك من الموافاة ورافعك من الرفعة والمنزلة العظيمة أي جاعلك وجودا رحمانيا خالصا لايدخل قلبك الكفر من الستر أي نكران الوجود الموضوعي فالفرق إذن معرفي بين قلب طاهر منتج للمعرفة وكاشف عن حقائق الوجود المادي وآخر كافر غير منتج وقالب للحقيقة إلى نقيضها فالأول معلم والثاني ظالم مستبد في الواقع الإجتماعي الإنساني..

1،2 مقاييس اللغة ابن فارس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah