الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا .... هربرت رايموند !

جواد كاظم الدايني

2017 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شكرا .... هربرت رايموند !
لم يكن تصريح مستشار الامن القومي الامريكي, هربرت رايموند, الاول من نوعه, فيما يخص استخدام مصطلح, الارهاب الاسلامي المتطرف, والذي استخدمته ادارة ترامب ومستشاريه كثيرا, في حديثهم عن الاعمال الارهابية, معتبرا ذلك " امر خاطئ". كما صرح قبله قادة ومسؤلون من جهات عالمية, نفت اختصاص, الاسلام والمسلمين, بالارهاب. فهو مورس, على نطاق واسع, في التاريخ الانساني, وبدوافع مختلفة, قد تكون قومية, دينية, او عنصرية. ولا تكاد امة قد خلا تاريخها, من صراعات مؤلمة, كان الارهاب فيها عاملا خطيرا, في حسم الخلافات والاختلافات. الا ان ما يميز الارهاب " الاسلامي ", انه عاد للظهور, في فترة تاريخية, اتسمت بالحداثة, والتركيز على القيم الانسانية, وسمو الحق الانساني في الحياة والحرية, بالاضافة الى التقدم التكنولوجي, وبراعته في توضيف تقنيات التواصل والاتصالات, ليظهره " اسلاميا " ولا مثيل له في التاريخ.
لا اعلم بالطبع, قيمة تلك التصريحات, وهل هي كافية, لحل مشكلة الارهاب او نفيه عن الاسلام والمسلمين؟.اعتقد ان الاجابة بكلمة واحدة, لاثبات او نفي, تلك التهمة, تشوبه الكثير من السطحية, والانفعالية. السبب في ذلك هو, عدم وجود حدود واضحة, ومتباينة بين, الفكرة الارهابية, والفكرة الاسلامية, ونجد ذلك متمثلا بالمواقف الرسمية لبعض المؤسسات الدينية, والشخصيات الفكرية, من الجماعات الارهابية " الاسلامية ", وعدم قدرتهم على " تكفيرها" واعتباره خارجة, عن ملة الاسلام, بتقدير يكفي لكف تهمة الارهاب عنه . اشكالية المواقف الفكرية والثقافية من ذلك, يعود الى العقلية الاسلامية في التعاطي مع " قدسية " النصوص الدينية, فهو لا يؤاخذها, على حجم الارهاب الذي "يعشش" بين حروفها, بل يؤاخذ, الجماعات الارهابية, على تأويلها !. المشكلة الحقيقة, ليست في جماعات متطرفة, تظهر وتختفي, بين الحين والاخر, بل في الارهاب الفكري, الذي يستند الى تلك النصوص, والذي ينزل الناس منازل مختلفة. بين الكافر, والمؤمن, والذمي, والموالي, والمخالف. لذلك تبدوا العلاقة بين الارهاب والاسلام, هلامية ومتداخلة, والتمايز بينهما يصبح امرا بالغ الصعوبة.
هل يمكن القول ان " داعش " مثالا, لا يمثل وجها, من وجوه الاسلام, بنسخته الاصلية؟. هل يحق لاحد ان يلوم " داعش", اذ يستحضر, تلك النسخة الان, ما دامت هي مقدسة في كل شيئ, وما دامت كل عناصرها واسبابها متوافرة الان, فالمؤمنون موجودون, والذميون موجودون, والكفار يهاجمون دار الاسلام, والمهمة مقدسة وهي اعلاء, كلمة رب المسلمين, وبالطبع كل ما يترتب على ذلك من احكام السبي والغنيمة والقتل, وتطبيق نصوص الشريعة الاسلامية المقدسة.
كاتب هذه السطور, جزأ من المجتمعات, المدعوة " اسلامية ", رغم اعتراضي على هذه التسمية, ومشكلة هذه المجتمعات, انها مؤخوذة بالتفسير الديني للحياة وللوجود, وبسبب مشاكلها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية, فهي تسمح للديني, بان يأخذ حيزا اكبر’ من حجمه, ليتعدى بهيمنته, الى المجال العام للمجتمع, محاولا الغاء الفوارق بين فردانية الانسان, ومجتمعه. فهو يريد التحكم بحيوية ذلك المجال, حيث لا مجال لهيمنة فكرة على اخرى, سوى احترام قيم الحرية والمساوات والتسامح. الاغلبية من تلك المجتمعات, ترغب بالسلام والتعايش السلمي, والهناء بحياة مستقرة, بعيدا عن فكرة, من يهيمن؟ وهنا تكمن فداحة الخطر الديني, انه يعتقد ان الفكرة الدينية, هي من يجب ان تهيمن, بجميع المشاكل, التي تسببها, لحرية ومصداقية الفرد, والتعاطي مع الاخرين, حين تجعل القبول, بفكرته, جزأ من المسالة الايمانية الخاصة بالفرد. لذا قد لا يجد احدنا, تناقضا في مجاورة, ذمي من اهل الكتاب, وهو يتلوا في قرأنه " ان الدين عند الله الاسلام ... ومن يبغي غير الاسلام دين فلم يقبل منه وهو في الاخرة من, او يجاور مذهبا اخر من دينه وهو يتفكر بدليل فرقته الناجية.
خديعة اخرى مشهورة, يسوقها الديني, عندما تواجه نصوصه تشريعاته, مسألة الحقوق والقيم الانسانية الاعتبارية الحديثة, وهو اشد ما قد يعانيه الديني, من حرج " اذا وجد في ذلك حرج ", لانه لا يستطيع نقد تلك القيم, ولا يستطيع اعادة النظر في قيمة واهمية تلك التشريعات والنصوص, كونها مقدسة, ولا يمكن, بالمطلق, ان تكون غير صحيحة او يشوبها شك بالاهيتها, وحتى لا يفقد الديني مصداقيته امام مريديه, فهة يعالج ذلك بالقول ,ان الخلل دائما بالتطبيق وليس بالفكرة, وهي حجة غدت, غير موضوعية, وطريقة لتنزيه الديني, والافراط في تقديسه, والتغاضي عن مشكلته مع, الفكرة والمعنى. هناك مشكلة اخلاقية وفكرية حقيقية, فيما ينادي به الديني,في غالبية افكاره ودعواته, تعكس بالتالي مشاكل في التطبيق, يمكن ان ينتج, من بين ما ينتج, داعش, وكل الفكر المتطرف الذي لا يؤمن بالتعدد و التعايش السلمي. تخطي المشكلة الدينية ليس بالامر الصعب, فهي قبل ان تكون فكرية وايمانية, فهي تنموية, اجتماعية وسياسية واقتصادية, فأغلب المجتمعات التي تعاني خللا تنمويا, تجد الديني يسرح ويمرح, بعقل الناس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah