الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلاص الفردي.. نعمة أم نقمة ؟!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2017 / 4 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الخلاص الفردي.. نعمة أم نقمة ؟!
يطمحُ الإنسان السوّي ويعمل جاهدا، من أجل تحسين ظروف حياته المعيشية ، فردا كان أو رب عائلة. وهذا هو الأمر الطبيعي ، فالخلاصُ الفردي هو دافع وحافز نحو "تحقيق" الذات .
وفي هذا تتفقُ الايديولوجيات الدينية والمدنية ،بكافة تشكلاتها وتمظهراتها.... فالدين ،أي دين وكل دين، يحثّ المؤمنين به الى خلاص فردي في العالم الأُخروي ، ويشترطُ لذلك على الانسان أن يؤدي الفروض الدينية ... بينما الرأسمالية كأيديولوجيا ونظام حكم ، تُحمّل الإنسان الفرد مسؤولية خلاصه الفردي والذي يعني أول ما يعنيه، الكسب المادي ، وحبذّا لو كان سريعاً وناجزا.
طبعاَ ، هناك منظومة قِيَم وأخلاق ، تدعو لها هذه الأيديولوجيات ، لكي يسود النظام بين هؤلاء الأفراد المتنافسين على خلاصهم الفردي ، ولكي يظهر هذا التنافس وكأنه تنافس شريف .. تستطيع أن تغش، تخدع وتحتال مثلا، لكن عليك أن تضمن عدم انكشافك للملأ.
ما يحدثُ في أرض الواقع يأخذُ منحيين بارزين ... المنحى الأول هو التظاهر بالتقوى عند المتدينين ، وذلك عن طريق إختزال الدين في تأدية الطقوس ، لأنها الوحيدة التي تضمنُ للفرد خلاصا في العالم الأُخروي ، ولو صاحب هذه الطقوس ، ظلمٌ ، استغلالٌ، وأكل حقوق الناس عدوانا وبالباطل ..
أما المنحى الثاني الذي يتوجه إليه الباحثون عن الخلاص الفردي ، هو الإعتداء على خصوصية الآخر ومحاولة فرض "رؤيته الدينية" للخلاص، عليه، بالترهيب تارة وبالترغيب تارة أُخرى . وقد وصل هذا المنحى أوج وحشيته في ممارسات الدواعش . والمقصود بالدواعش هنا، هي الممارسة القمعية للآخر واستحلال دمه وخصوصيته، لذا، يمكن اعتبار زعيم كوريا الشمالية داعشيا بامتياز وايديولوجيته دينا جديدا.
وكذا في الأيديولوجيات "المدنية" ، فالخلاص للفرد في النظام الرأسمالي ، هو بالربح واكتساب الأموال قدر المستطاع ، ولا تهم في هذا السياق ، الوسيلة لكسب هذه الأموال ، عن طريق الخداع والغش أو عن طريق الاستغلال البشع ، أو الاستيلاء على الثروات العامة بالقوة العسكرية . المهم أن تمتلئ جيوبك بالمال وتضمن لنفسك رفاهية الحياة ، وليَمُت الفقراء جوعاَ.
لكن لماذا تنجح الايديولوجيات التي تتبنى نظرية الخلاص الفردي ، وتفشل تلك التي تتبنى أيديولوجيا الخلاص المجتمعي ؟! كمنظومة الدول الاشتراكية السابقة ؟
ايديولوجيات الخلاص الفردي ، أوهمت الجميع بأن بإستطاعتهم ، لو توفرت لديهم الرغبة والارادة فقط، أن يُصبحوا أغنياء ،بل وتُمجّد سيرة حياة البعض الذي "نفضوا" عن انفسهم غبار الكسل وشحذوا هممهم ووصلوا الى شاطيء الخلاص والأمان ... لكنها تتغاضى عن سيرة حياة الملايين الذي يقضون جوعا.. رغم رغبتهم، إرادتهم وعزيمتهم الحقة ، في العمل ،من أجل تغيير ظروف حياتهم .. وهذه الأيديولوجيا تخلق في روح الإنسان شعورا بالذنب، لأنه فقير ، وتؤدي به إلى تقييم منخفض للذات لا وبل الى الغائها بتاتا.. ويتولد ونتيجة لذلك شعور بعدم القيمة وازدراء للذات ، يؤدي في نهاية المطاف الى الخضوع والخنوع لقوانين اللعبة غير المتكافئة سلفا ومقدما .
بينما ايديولوجيا الخلاص المجتمعي ، أرادت أن تفرض وبأوامر فوقية ، خلاصا للمجتمع قبل الخلاص الفردي ...فوفرت على سبيل المثال، التعليم والعلاج المجاني ، لكنها "قمعت" وبقسوة أحيانا ، الطموحَ الفردي... فالفرد في سبيل الجماعة .. وقد خلقت هذه الايديولوجيا في النفوس ، الإحباط وعدم الرغبة في المبادرة لخلق واقع جديد .
نعم قد يقول قائل، بأن بعض النُظم ، تُحاول أن تساند وتدعم المتعثرين في السعي نحو الخلاص الفردي ، كبعض الدول التي تتبع نموذج دولة الرفاه في اوروبا ...وهي بهذا تدعم الخلاص الفردي ،أي أن الأبواب مشرعة لكل طموح، من جانب، وتضمن الحد الأدنى من الكفاية للمتعثرين .. وهي بهذا تخلق توازنا بين "الأقوياء" و"الضعفاء" .. ومع ذلك تبقى الفوارق ضخمة بين الفئتين .. ففئة تحصل على كل ما تريد، وفئة تتفادى الموت جوعا..
فآليات "مساعدة ودعم" المتعثرين في طريق الخلاص الذاتي ، هي في حقيقتها ، تكريس لواقع غير عادل البتة، تكريس للغنى الفاحش من جهة ، وتكريس للفقر المدقع من جهة أُخرى ..
ما هو الحل إذن ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل - 1
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 3 - 11:14 )
يوما ًطيبا ً أيها العزيز قاسم!

جذبني هذا الموضوع بشكل خاص، لأنه خاطب َ في َّ تأملات ٍ كثيرة عبُّرت ُ عن بعضها في مقالات و بعضُها مكنون ٌ قد يخرج ُ يوماً، صارت عندي الآن شبه َ قناعات ٍ، و ربَّما نوافذ َ على فهم الحياة و ديناميكية تفاعُلاتها.

سألت َ أيها الطيب: ما الحل؟

اسمح لي أن أستعير من حوار ٍ دار بيني و بين العزيز جيفارا ماركس، فأجيبك َ كما أجبتُه:

- المجتمعات ستجد الحل في جدلية: الإنسان و الواقع، و ستخرج أنماط معيشة جديدة، لبشر طوروا قدرات التعامل مع الحياة و سيجدون توازنهم، لأن الحياة ببساطة هكذا!

المدينة الفاضلة وهم، غير موجود، لم يكن أبدا ً موجوداً، و لن يكون أبدا ً،،،

،،، هناك فقط: الإنسان و الواقع، و جدلية الطرفين! -

أضيف ُ على السابق فأقول:

ليس َ علينا أن نفترض َ أن الواقع مُشكلة تطلب ُ حلَّا ً، إنما هي حقائق خيَّبت توقعاتنا البشرية فأسميناها: مشاكل، ثم حكمنا بنقصها فطلبنا الكمال و سمَّيناه ُ: الحل، لكن الواقع أن مشاكلنا و حلولنا لا تُلزم الطبيعة في شئ!

يتبع


2 - الحل - 2
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 3 - 11:23 )
تابع

في التوراة هناك سفر ٌ يعرض ُ وجهةَ نظر ٍ أقرب َ إلى الإلحاد و اللادينية، و هو -سفر الجامعة- المنسوب إلى سليمان ابن داود. هذا السفر قريب من الواقع بدرجة كبيرة جدَّا ً حتى أنني كنت ُ دوما ً أتعجَّب ُ كيف جعلوه جزءا ً من الكتاب المقدس، أيام الإيمان :-)))

يقول السفر (سأقتبس ُ منه بحرية بين الفصول و الآيات):

-الأعوج لا يمكن أن يقوم، والنقص لا يمكن أن يجبر

لأن في كثرة الحكمة كثرة الغم، والذي يزيد علما يزيد حزنا

لأنه ليس ذكر للحكيم ولا للجاهل إلى الأبد. كما منذ زمان كذا الأيام الآتية: الكل ينسى. وكيف يموت الحكيم كالجاهل

وأيضا رأيت تحت الشمس: موضع الحق هناك الظلم، وموضع العدل هناك الجور

لأن ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة، وحادثة واحدة لهم. موت هذا كموت ذاك، ونسمة واحدة للكل. فليس للإنسان مزية على البهيمة، لأن كليهما باطل يذهب كلاهما إلى مكان واحد. كان كلاهما من التراب، وإلى التراب يعود كلاهما

يوجد باطل يجرى على الأرض: أن يوجد صديقون يصيبهم مثل عمل الأشرار، ويوجد أشرار يصيبهم مثل عمل الصديقين. فقلت: إن هذا أيضا باطل

يتبع


3 - الحل - 3
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 3 - 11:26 )
تابع

فمدحت الفرح، لأنه ليس للإنسان خير تحت الشمس، إلا أن يأكل ويشرب ويفرح، وهذا يبقى له في تعبه مدة أيام حياته التي يعطيه الله إياها تحت الشمس

لتكن ثيابك في كل حين بيضاء، ولا يعوز رأسك الدهن

التذ عيشا مع المرأة التي أحببتها كل أيام حياة باطلك التي أعطاك إياها تحت الشمس، كل أيام باطلك، لأن ذلك نصيبك في الحياة وفي تعبك الذي تتعبه تحت الشمس

كلمات فم الحكيم نعمة، وشفتا الجاهل تبتلعانه

ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة

في الصباح ازرع زرعك، وفي المساء لا ترخ يدك، لأنك لا تعلم أيهما ينمو: هذا أو ذاك، أو أن يكون كلاهما جيدين سواء

النور حلو، وخير للعينين أن تنظرا الشمس

لأنه إن عاش الإنسان سنين كثيرة فليفرح فيها كلها، وليتذكر أيام الظلمة لأنها تكون كثيرة. كل ما يأتي باطل

افرح أيها الشاب في حداثتك، وليسرك قلبك في أيام شبابك، واسلك في طرق قلبك وبمرأى عينيك، واعلم أنه على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة

فانزع الغم من قلبك، وأبعد الشر عن لحمك، لأن الحداثة والشباب باطلان

يتبع


4 - الحل - 4 - و الأخير
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 3 - 11:29 )
تابع

إذا ً فلنعش الواقع و لندع المجتمعات تقرر ماذا تريد أن تصنع، و كيف تمضي، و لتصنع الشعوب قوانينها و أنظمتها، و لنبلغ في السعي إلى تمامه، و في الفرح إلى نشوته، و في الوعي إلى تحقُّق تمامه و سموِّه،،،

،،، هذا هو الحل، أن نعيش أحياء ً أحراراً!

اعذرني على الإطالة، لكنك لمست َ شيئا ً ما في داخلي فأحببت ُ أن أشاركك َ و القراء الكرام بهِ.

دمتم جميعا ً بكل ِّ قوَّة ِ الحياة!


5 - الحلُّ يبدأ دائمَا بالفرد يُشار لَهُ بأصبع البَنان
أمين Amin ( 2017 / 4 / 3 - 16:20 )

حرفُ ف الفرد بنقطة حياء جبين واحدة، عندما (قاسم، أفنان) شرقي نهر الأردن يدعو إلى تحرر فاتكان مَكّة متحَرِّرَاً مِنْ مَليكٍ يخاف الهلال الشِّيعي لا الإرهاب الوهابي ودواعش الإنترنت، و(قاسم، محاجنة) غربي النَّهر يدعو إلى مناقبيَّة الخلاص الفردي السَّوي.. نعمة أم نقمة ؟!، مِنَ الخضوع والخنوع لمالِك الأرض والعِرض والموقِع الافتراضي داعش الإنترنت!.


6 - بابا: لا يوجد حل!
أفنان القاسم ( 2017 / 4 / 4 - 08:27 )
يوجد كيف تتعامل مع الواقع الراهن للتوصل إلى نصف حل أو تلت حل أو ربع حل، بكلام آخر لتوزيع اقتصادي أكثر عدالة وبس، فالنظام أيًا كان النظام لن يكون عادلاً مائة بالمائة أبدًا، ونحن كل ما نفعله أن نحقق بعضًا من المكاسب لا كل المكاسب وإلا لم يعد هناك مجتمع، وفقط بهذه الطريقة يبني الإنسان ويشعر بإنسانيته... أنا أحب كل ما تكتب! وعلى فكرة لما قرأت أول سطرين مما يقول نضال أصابني الغثيان، كفى أخلاقيات قل له وفلسفات لا طائل منها!!! وعلى فكرة ثانية أنا أشكر أمين على ربطنا معًا لغويًا وفكريًا...


7 - نضال العزيز تحية
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 4 / 4 - 09:43 )
صباحك فل
ليس لي سوى الثناء على مجهودك واضافاتك القيمة
بخالص مشاعر الود


8 - العزيز امين المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 4 / 4 - 09:45 )
صباحك فل
شكرا على التعليق والقراءة طبعا
لكنني لم لفهم مرادك من التعليق وما الذي تقصده .
اعذرني مع خالص مودتي


9 - العزيز جيفارا ماركس
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 4 / 4 - 09:47 )
تحية وشكرا
قد تكون الكومونة هي الحل ...
لكن بشرط ان يتخلص الجميع من -الخلاص الفردي - ..
والبحث عن خلاص جماعي
مع الاحترام


10 - العزيز رفيق التلمساني المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 4 / 4 - 09:49 )
تحية وجزيل الشكر على تعقيباتك التي تُثري المواضيع المطروحة .
لا بد وانك انتبهت الى أنني لم اطرح حلا ومن وجهة نظري وانما تسائلت عنه ..
قد اكتب مقالا تاليا لهذا الموضوع
دمت بخير


11 - ابني العزيز
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 4 / 4 - 18:00 )
سلاما أيها الغالي
طلبتُ إعادة نشر التعليق ، واعرف ان صاحب التعليق هو الأستاذ افنان القاسم ، لأننا أعتدنا مناداة بعضنا بيا ابي ويا ابني تحببا وملاطفة .
لم يصلني التعليق المحذوف وطلبت إعادة نشره


12 - كل منا له منهج مختلف
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 4 - 20:20 )
عزيزي الدكتور أفنان،

أختلف معك في الكثير لكني لا أخاطبك من خلال شخص آخر كما فعلت، إنما بطريقة مباشرة كطبعي، و لا أصف ما تكتب كما وصفت تعليقي حتى حينما لا يعجبني أو حينما أراه مفارقا ً للواقع، فانا أؤمن بالحوار الصحي المباشر بين أشخاص ناضجين واضحين يتسمون بأخلاق الحوار و يلتزمون بأدبياته، و أذكرك أنه تمت الإساءة لي على صفحتك و لم أرد إحتراماً لك أولا ً و لأسباب أخرى لا أود الخوض فيها، وأتوقع منك معاملة بالمثل لا أرضى بغيرها، فإن لم تجدها في نفسك فيفضل أن تبقى بيننا مسافة صحية، الخيار لك.

لك منهجك و أنت حر و لي منهجي و أنا كذلك.

شكرا ً لك.


13 - تساءلت حذفوني ليه، بينما صفحتك صفحتي وأنا
أفنان القاسم ( 2017 / 4 / 5 - 11:13 )
لا أسيء إلى أحد، أقول ما أقول بكل لطف حتى ولو كنت مباشرًا أحيانًا، سأتوقف عن الكتابة لبعض الوقت، فلا تقلق عليّ...


14 - عزيزي نضال أنا حبيتك بس تخفف شوي
أفنان القاسم ( 2017 / 4 / 5 - 11:16 )
أنا أحترم كل ما تقول وأقرأك لما تسعفني عيني، لكني كما تعلم عملي أكتر مني نظري، لا تزعل رجاء.


15 - و أنا أبادلك مشاعر المودة
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 5 - 14:33 )
عزيزي الدكتور أفنان،

أشكرك لردك الجميل، و أثمن لك حلمك.

أحاول أن أكون عمليا ً بدوري ما استطعت، لكنَّ العملي ينبغي له التأسيس على الجانب النظري لأن النظري يصيغ الرؤيا و يدفع لتحديد الأهداف و القنوات و الأدوات، و في النهاية يحقق التنفيذ.

شعوبنا بحاجة للعملي، على راسي من فوق كلامك، لكنها تلقت نظريات كثيرة أفسدت وعيها، أحاول بدوري أن أساهم و لو مساهمة بسيطة بتعريضها لنظريات بديلة تحرِّرُها و تُصلح الوعي الضحية.

أتمنى لعينيك َ الشفاء و التعافي بعد العملية، و دوام العطاء.

كل المحبة.


16 - العزيزان الغاليان الاستاذ افنان وازميل نضال
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 4 / 5 - 16:04 )
تحياتي لكما واشعر بالغبطة لالتقائكما على صفحتي المتواضعة ..
أستاذ افنان سؤال : ما رأيك بجامعة البوليتكنيك في نيس ؟
يومكما سعيد

اخر الافلام

.. كيف ساهم متابعي برنامج -ماذا لو- بتطوّره؟ • فرانس 24 / FRAN


.. رومانسية خيالية، غرام مأجور... اليابان، مختبر أشكال الحب الج




.. العنف الجنسي ضد القاصرات: -ظاهرة متجذرة- في الـمجتمع الـمصري


.. فوضى ونهب وعنف في كالدونيا الجديدة.. هل استقر الوضع الأمني؟




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. غاية أم وسيلة؟