الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لست في وطنك

عباس موسى الكعبي

2017 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لست في وطنك..
حينما تختلف مع احدهم ويهددك بفصل عشائري وارسال (كَوامة) الى بيتك لغرض اجبارك على الخضوع لطلباته، فانت لست في وطنك.. حينما تجبر على طاعة قانون عشائري يضعه زعماء عشائريون رجعيون وقانون دولتك الوضعي لا تحترمه حتى سلطته القضائية، فانت لست في وطنك.. حينما يكون جارك انانيا ويساهم في تخريب بيتك ويسعى لازعاجك، فانت لست في وطنك.. حينما تذهب لدائرة حكومية ويطلب منك الموظف رشوة كبيرة رغم سلامة معاملتك من الناحية القانونية، فانت لست في وطنك.. حينما تلتقي بمدير احدى الدوائر ويضع عراقيل لعدم اتمام معاملتك رغم قانونيتها كونك لا تنتمي الى حزبه او لا تمتلك واسطة نافذة، فاعلم انك لست في وطنك... حينما تذهب الى السوق الشعبي وتطلب من العجوز البقال البسيط كيلوين طماطة او خيار ويختارها لك بيديه، وبعد ان تعود الى بيتك لا ترى سوى انصاف خيار مقطعة عفنة ومغطاة بالطين!، فهذا ليس وطنك... حينما تذهب الى محل لشراء حاجة معينة او الى ميكانيكي لتصليح سيارتك فيبيعك مواد مزيفية بسعر الاصلية او يخدعك باصلاح سيارتك لسرقة نقودك، فهذا ليس وطنك..وحينما يصدًع اصدقائك اذنك بكلمات بشأن معنى الصداقة والايثار، وعند البلاء لا ترى منهم سوى نفر قليل ومتردد، فانت لست في وطنك... حينما تقضي نصف حياتك مع حبيب هو الاقرب الى قلبك وتعرف بالصدفة انه كان يخدعك ولم يكن يعير بالا لكرامتك، فانت لست في وطنك.. حينما تسمع بشخص شريف وموظف نزيه وتستغرب من وجوده، فانت لست في وطنك.. حينما ترى مجتمع يطالب بعسكرة نفسه ويمدح مليشيات همها حراسة التخلف، فانت لست في وطنك.. حينما تشاهد زعماء وامراء حروب ورجال دين يتحكمون في دولتك ويستثمرون بنجاح في مآسي الماضي، فانت لست في وطنك..حينما تخشى البوح بافكارك بحرية امام الفقراء والمحرومين والمستضعفين، فانت لست في وطنك.. حينما ترى استاذا جامعيا محملا بالحقد والكراهية للاخر المختلف، فانت لست في وطنك.. حينما ترى مجموعة سرادق توضع وسط الشارع وتغلقه رغم انفك، فانت لست في وطنك.. حينما تمنع مهرجانات الفرح والاغاني والموسيقى بشكل رسمي وغير رسمي بحجة الحفاظ على الآداب العامة، فانت لست في وطنك.. حينما تنتشر ثقافة النواح والحزن بهدف العبودية الطوعية، فانت لست في وطنك.. حينما لا ترى خدمات اساسية وانت تقف امام كومة من القذارة المتروكة تعلوها صورة لاحد الرموز، فانت لست في وطنك.. حينما لا ترى صورة او جامعة او شارع يحمل اسم احد علمائك ومفكريك ومثقفيك المتنورين، فانت لست في وطنك..حينما لا ترى مستشفيات حديثة ومدارس لائقة وطرق مناسبة وجامعات عصرية، فانت لست في وطنك.. حينما ترى شريحة كبيرة من الناس المحرومين تدافع عن اصنام بشرية متخلفة ومنتفخة، فانت لست في وطنك.. حينما تفرض عليك الخرافة كدين وسلوك اجباري، فانت لست في وطنك.. حينما يحمل احد افراد عائلتك عداوة واضحة لك بسبب افكارك، فانت لست في وطنك.. حينما ترى ان معظم خريجي الكليات والمعاهد يثنون على اصحاب المنابر وامراء القتل والخطف والسلب، فانت لست في وطنك.. حينما ترى مدًرس تربوي يعلم تلاميذه كيفية الصلاة على الميت بدلا من تعليمهم كيفية مساعدة الاحياء، فانت لست في وطنك.. حينما ترى حكومة ورموز فاسدة ومتخلفة تفوز في ثلاث دورات انتخابية ومرشحة بقوة للفوز باخرى، فانت بالتأكيد لست في وطنك...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال