الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارضة تحكي وعاقل يسمع

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2017 / 4 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مع بالغ الأسف والحزن ، لكن ليست هي المرة الأولى التي يستيقظ فيها السوريون والاعلام الدولي على مجزرة بشعة كالتي جرت في خان شيخون ، والتي راح ضحيتها عشرات من السوريين الأبرياء ..
حسناً ، يمكن القول أنه من الصعب على المرء أن يصدق بأن الفصائل الاسلامية يمكنها أن تقتل بعضاً من حاضنتها ، أو جزءا من الناس الذين تعيش بينهم وتحتمي بحماهم ..
لكن يبقى الأصعب بكثير أن يعقل عقل ما ، ولو للحظة واحدة ، في أن يقوم جيش الدولة السورية ، والذي مازال يخوض حرباً ضد إرهاب جماعات الإسلام السياسي المتشدد في ارتكاب هكذا جريمة مروعة بحق أبناء الوطن ..خاصة وانه قد مرّ سابقاً بظروف قتالية محرجة للغاية (كمعارك تحرير حلب وكذلك مؤخراً في معارك دمشق وغيرها ) ولم يفعل ذلك في مرحلة الخسران المحرجة ، فلما يفعلها وهو مقبلٌ على انتصارات متتالية عسكرية وسياسية ودولية باتت مشهودة ..
لابد من الإعتراف أيضاً ، أن الاتيان بإثبات عيني واقعي حقيقي ، على من ارتكب هذا الفعل الشنيع واللااخلاقي قطعاً ، لهو امرٌ يحتاج الى كثير من الشروط الغير متوافرة لأي كاتب يجلس بعيدا الاف الكيلومترات عن موقع الحدث. كما ولا يمكن لأي شخص ان يثبت أو ينفي من هو الطرف الجاني بالفعل ، لطالما ليس هو بصاحب قرار على الأرض وفاعل حقيقي في تشكيل الاحداث على الجبهات ..
لكن يبقى السؤال الأشهر والأكثر ترديداً لدى بعض المخدوعين باعلام مايسمى بالمعارضة المسلحة ومن يساندها من مواخير الاعلام القطري والسعودي ..
هل يعقل إذاً أن تقتل عصابات المجاهدين الإسلاميين هؤلاء الناس وهم من المسلمين أيضاً .. الجواب بكل بساطة يمكن أن يكون نعم ..
يمكن أن يكون هؤلاء السلفيون الوهابيون (جبهة النصرة (القاعدة ) أو دولة الإسلام (داعش ) أو .. أو .. الخ هم من ارتكبوا بالفعل هذه الجريمة البشعة وبدم بارد وتقوى عارمة .. تستند إلى جوهر عقيدتهم الدينية الداعشية ..
إذ يجوز وللأمانة بحسب كتاب البخاري ، الذي تدين له تلك الفصائل الوهابية المجاهدة في سورية في فهمها للاسلام ويعتبره الفكر الداعشي الكتاب الاصح بعد القرأن الإعتماد على الحديث التالي " أن الحرب خدعة " وقد أخبرنا الواقدي " أن الحرب خدعة " هو حديث صحيح قد قيل واستخدم في غزوة الخندق أيضاً ، وقد قال الامام النووي شارحاً له : واتفق الأئمة على جواز خداع الكفار في الحرب كيفما أمكن ..
كما يجوز بحسب تلك الشريعة الوهابية السلفية للفصائل المقاتلة قتل المسلمين وذلك في سبيل تحقيق غاية أو انتصار ما ( إعلامي مثلاً أو إرهابي ) ، وهو ما يسمى " بالتترّس" ، ويعتبر مبدأ ( التترس) من المبادئ الحاكمة للعمل العسكري لدى الجماعات الإسلامية المسلحة. والذين يعتمدونه على ما اشتهر به الفقيه الحنبلي المتشدد "ابن تيمية " بفتوى التترس، وقد استندت بالفعل على فتواه هذه جلّ التنظيرات اللاحقة للتترس والإسهاب الذي شهده فيما بعد استخدام هذا المفهوم. .
قال الملقب بشيخ الإسلام ابن تيمية : ( الأئمة متفقون على أن الكفار لو تترسوا بمسلمين ، و خيف على المسلمين إذا لم يقاتلوا ، فإنه يجوز أن نرميهم ، و نقصد الكفار ، و لو لم نخف على المسلمين ؛ جاز رمي أولئك المسلمين وقتلهم أيضاً ؛ في أحد قولي العلماء ) [مجموع الفتاوى: ج28/ص292].
وكما هو واضح ، يرى هذا المفهوم الفقهي أن وقوع بعض القتلى المسلمين ( من الأطفال او النساء أو الرجال ) غير المقصودين بالعمليات العسكرية لا يعتبر مُحرّماً ، قياساً على جاء في الآراء الفقهية المتعددة ، التي تجيز ذلك ، وتقول أنه اذا كان اعداء المجاهدين ( وفي هذه الحالة جيش الوطن السوري مثلاً ) قد تترّسوا بأسرى أو مدنيين مسلمين في الحرب ، بحيث لا يستطيع المسلمون الوصول اليهم الا عن طريق قتل الاسرى أو المدنيين من المسلمين. .فلا بأس في قتل المسلمين معهم .. وهذا ربما ما قد حصل .. أقول ربما والله من وراء القصد
وللحديث بقية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يغنون رفقة المتطرف الإسرائيلي يهودا غليك في البلدة


.. ناريندرا مودي... زعيم هندوسي في هند علمانية -اختاره الله للق




.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم




.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8