الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طفلة البامبرز ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2017 / 4 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



طفلة البامبرز ..
تتناقل وسائل الإعلام العربية ، بما فيها موقع "الحوار المتمدن" ، قصة اغتصاب الطفلة المصرية والتي لم تبلغ العامين من عمرها، مستعملةَ الوصف" للجريمة : طفلة البامبرز..!! ويبدو لي بأن إطلاق صفة طفلة البامبرز على ضحية اغتصاب شنيع، فيه من التبسيط لهول الجريمة. فكل الاطفال في سن الضحية يرتدون البامبرز، وهكذا تُصبح ضحية الاغتصاب واحدة من مئات ملايين أطفال البامبرز. لكنها وللحقيقة طفلة وقعت بين براثن مجرم ومغتصب.. فلو تداولت وسائل الإعلام الخبر هكذا مثلا : ضحية الاعتداء الجنسي – طفلة ما زالت ترتدي البامبرز..!! لكان ذلك أجدى. وكان اقرب للحقيقة من مجرد التعبير،"طفلة البامبرز" !!
ضحايا الاعتداءات الجنسية والاغتصابات، هم في المكان الأول بشر، اطفالا كانوا أم كبارا، ولا يهم في وقوعهم ضحايا لاعتداءات جنسية، نوع ملابسهم أم عدمها ..
أفهم بأن الخبر، يبغي لفت الأنظار الى هول الجريمة ، ولكن، يجب التعامل مع هذه الجرائم بوضوح حاد وشديد، وتسمية الأشياء بمسمياتها ، لئلا تضيع الطاسة، كما يقول المثل .
فالمجرم في هذه الجريمة هو بيدوفيل ، قد يكون قد اعتدى سابقا على عشرات الأطفال، مُختلفي الأعمار، كما هو الحال مع كل بيدوفيل ، والذي لا يتم القاء القبض عليه، إلّا بعد أن يكون قد اعتدى على عدد كبير من الأطفال .
وتدلُّ التقديرات إلى أن بيدوفيلا واحدا، وفي حال لم يتم الكشف عن جرائمه، يتمكن طيلة حياته من اغتصاب ما يزيد على الألف طفل .... هذا تقدير علمي مدروس ..وليس من بنات الخيال.
و"يمتاز" البيدوفيليون بأنهم مناورون ومراوغون من الدرجة الأولى، يمتلكون "نَفَساً طويلا"، ويخططون طويلا "لإصطياد" ضحاياهم.. حتى أن أحدهم ( وهذا موثق) من الولايات المتحدة، قد خطّط لإنجاب أطفال ، لكي يكونوا "تحت تصرفه" وقت "الحاجة" ، وهكذا تزوج وأنجب أطفالا كانوا ضحاياه لاحقا ..
وخلال عملي في علاج المعتدين جنسيا ، في سجن للشبيبة (حتى سن 18)، كان في المجموعة العلاجية مُعتدٍ مُدان باغتصاب طفلة في الخامسة كانت تسير في حديقة عامة ، ولما سألناه (أنا وشريكتي)،كيف استطاع ان يُثار جنسيا من رؤية طفلة صغيرة في الخامسة ؟ أجاب ، بأنه في تلك اللحظة لم يرَها كطفلة في الخامسة بل كفتاة مغناج ، نظرت اليه بإبتسامة ودعته لممارسة الجنس معها، بإشارة من عينها !!
فالبيدوفيليون يُعانون من خلل في استيعاب الطفل الضحية ، فهم يرونه ناضجا ومؤهلا للجنس ، لا بل وشريكا كاملا وراغبا في ممارسة الجنس ...
قد تكون الطفلة التي ما زالت ترتدي البامبرز ، ضحية جريمة تقشعر لها الأبدان، لكن وفي عالمنا العربي هناك مئات الاف الضحايا من الاطفال والذين يتعرضون للاغتصاب والاعتداءات الجنسية يوميا لكن دون أدنى التفات من المؤسسة الرسمية ولا من وسائل الاعلام...
والدور الهام يقع على عاتق الاسرة والمدرسة في اكساب الاطفال مهارات حياتية ، تمكنهم من عدم الوقوع ضحايا لاعتداءات جنسية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل يمكن شفاء المُعتدي؟
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 5 - 11:53 )
يوماً طيبا ً يا صديقي!

هل يمكن علاج المُعتدي بحيث يُشفى من هذا المرض؟

قرأت عن بعض الحالات التي يتم إجبار المعتدين المُكررين للجرم على الخضوع لعملية إخصاء أو القبول بتناول عقاقير كيميائية تقتل الرغبة المريضة، فهل يُطبق هذا في إسرائيل؟

دم بكل الود!


2 - قولُ لبيبٍ أريبٍ ورَدَ في المَقالةِ: أفهم
أمين Amin ( 2017 / 4 / 5 - 12:17 )
قولُ لبيبٍ أريبٍ ورَدَ في المَقالةِ:

«أفهم بأن الخبر، يبغي لفت الأنظار الى هول الجريمة، ولكن، يجب التعامل مع هذه الجرائم بوضوح حاد وشديد، وتسمية الأشياء بمسمياتها ، لئلا تضيع الطاسة، كما يقول المثل».

الاغتصاب الأشنع العَلني للوجدان العام وللحَياءِ، جُنحَة نشر الكراهيَة باسم الحوار وجُرم ازدراء الأديان باسم التَّمدّن!.

في ردِّكَ على (تعليقٍ) على موضوعِكَ السّابق؛ أنَّكَ لا تفهم!..

«قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ!».


3 - العزيز نضال تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 4 / 5 - 13:05 )
الإخصاء الكيميائي فقط ، هو إحدى الطرق العلاجية المتبعة في إسرائيل ، لكن بشرط ان يوافق المعتدي على ذلك، وهو للبالغين فقط فوق سن ال-18. ويحظى المعتدي الذي يوافق على تناول العلاج الكيميائي تحت مراقبة طبية لصيقة ، بتخفيف الحكم الصادر بحقه.. لكن البعض يرفض الإخصاء الكيميائي والبعض كذلك يتحايل عليه .
أما بالنسبة لأبناء الشبيبة (تحت سن 18)، فهم قانونيا (لا يُعاقبون)، فالقانون يفترض علاج هؤلاء ... والمقصود لكل أبناء الشبيبة في اصلاحيات ..
والاصلاحيات نوعان : المفتوحة أي دون اسوار والثانية المغلقة أي يبقى المدانون في الإصلاحية والتي تشبه السجن في كثير من جوانبها ،ما عدا، وجود مرشدين بدلا من سجانين وعمال اجتماعيين .
وتبقى مشكلة ، حيث لا يحظى الجميع من المعتدين الجنسيين الصغارلعلاج وعات تنتهج العلاج النفسي الدينامي وتزودهم بمهارات لتشخيص حالتهم والسيطرة على الدوافع الجنسية
هذا باختصار ..
مع خالص المودة


4 - اهلا استاذ امين
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 4 / 5 - 13:07 )
تحياتي وشكري
في ردي السابق على تعليقك قلتُ: لم افهم
ولم أقل لا افهم!!
وهذا فرق لو تدري كبير !! ههههههه
خالص احترامي

اخر الافلام

.. كيف ساهم متابعي برنامج -ماذا لو- بتطوّره؟ • فرانس 24 / FRAN


.. رومانسية خيالية، غرام مأجور... اليابان، مختبر أشكال الحب الج




.. العنف الجنسي ضد القاصرات: -ظاهرة متجذرة- في الـمجتمع الـمصري


.. فوضى ونهب وعنف في كالدونيا الجديدة.. هل استقر الوضع الأمني؟




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. غاية أم وسيلة؟