الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الغاية والوسيلة ...

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2017 / 4 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بين الغاية والوسيلة ...
تعددت الوسائل بتعدد الأهداف البشرية ، فالبعض يبحث عن وسيلة شريفة للوصول الى غايته أما البعض الآخر فلا يكترث ولا يتردد في اختيار الوسيلة أياً كانت، وبشرط أن توصله الى غايته ..
والغايات في العادة تتمحور في الكسب المادي السريع ، بما يعنيه هذا من رفاهية معيشية وسلطة معنوية للمُثرين على الآخرين ، أو كسب سياسي كالوصول الى مواقع السلطة واتخاذ القرار، مما يعني سلطة حقيقية ومباشرة يمتلكها الفائز، سلطة في اتخاذ القرارات التي يراها منسبة وتتساوق مع فكره ومصالحه .
والقليل فقط من الناس من يصل الى مبتغاه وغاياته. بينما غالبية الناس تئن تحت ثقل السلطة ورجالاتها، سلطة المال وسلطة السياسة .. ولم يُخلق بعد الحزب السياسي الذي لا يتطلع الى تَبوُءِ السلطة وتسنم المناصب العالية الرفيعة والسيادية ...باستثناء الانظمة العربية والتي ليس فيها منصب سيادي واحد ..!!
ومع تفهمنا لدوافع اولئك الباحثين عن السلطة والسيطرة ، حتى لو استعانوا بوسائل دنيئة وخسيسة ، ففي المحصلة يحققون طموحاتهم ويصلون الى غاياتهم والتي هي غايات انانية ، بشكل عام... وقد نخشاهم في العلن ونلعنهم في السر، متمنين زوالهم وزوال ثرواتهم التي كدسوها من عرق ودم المسحوقين .. وفي الوقت نفسه فالكثيرون أيضا ، يمجدونهم ويمجدون عصاميتهم ..!!
لكننا كبشر ما زلنا نرفض مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة "، ونعتبر، وعلى سبيل المثال، من يبيع نفسه مقابل بضعة دولارات أو ريالات ، نعتبره نذلا، جبانا، انتهازيا وما الى ذلك من صفات الخسة والنذالة ..
لكن المشترك بين الجميع ،أي اصحاب الوسائل الشريفة (ولا أقول المشروعة) ، وأصحاب الوسائل غير الشريفة (والتي قد تكون مشروعة بنظر القانون) ، يجمعهم جميعا ، العمل على الوصول الى الغايات ... أي أن هناك غاية ما ،يسعون الى الوصول اليها ..
هكذا كانت وما زالت الحروب والتي هي وسيلة لتحقيق غايات ، قد تكون سياسية أو اقتصادية ، وكذا هو الحال مع المناورات السياسية ، الخداع ، الكذب وحتى السرقة ، فهي وسائل لتحقيق غايات ..
ففي المحصلة لكل فعلٍ يصدر عن الإنسان، هناك دافع وهدف أو غاية .... فحتى القتلة المتسلسلون ، الذين يقتلون من يوقعه حظه السيء في طريقهم ، غايتهم أو هدفهم هو الشعور بالمُتعة ( المرضية طبعا) التي يحصلون عليها نتيجة القتل ...
لكنني تساءلتُ اليوم بيني وبين نفسي ، وذلك إثر التفجيرين الإجراميين في كنيستين مصريتين وأثناء تأدية المسيحيين لصلواتهم ، تساءلتُ ، عن الهدف من القتل والتفجير ..!!
فهؤلاء وكل امثالهم من الدواعش يجدون بالقتل غاية وليس وسيلة لتحقيق غاية ..
أعتقد أن الوسيلة قد أصبحت غاية بذاتها .. القتل هو الوسيلة وهو الغاية !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نخشاهم في العَلَن ونلعنهم في السِّر!
أمين Amin ( 2017 / 4 / 9 - 18:17 )
نخشاهم في العَلَن ونلعنهم في السِّر!، فالبعض يبحث عن وسيلة شريفة للوصول الى غايته أما البعض الآخر فلا يكترث ولا يتردد في اختيار الوسيلة أياً كانت، وبشرط أن توصله الى غايته .. فهمتها إنَّها ميكيافيليَّة الأمير الموقع الإلكتروني!..

سَل دواعش العالَم السَّفِل الإنترنت.


2 - الجواب على سؤالك
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 10 - 10:22 )
يوماً طيبا ً أيها العزيز قاسم،

لماذا يفجر شخص ما نفسه؟

لا بدَّ من التقاء عاملين:
1 تكوين نفسي مريض و وعي مشوه، لأشخاص ٍ غالبيتهم ساذجون لا يمتلكون إدراكاً عميقا ً أو شموليا ً للعالم الذي يعيشون به، و يتسمون بالتعصب الكبير و التشنج المستمر في ردود الأفعال، مع افتقار ٍ إلى حس إنساني يجمعهم بمن هم خارج دائرتهم الضيقة.

2 ثم َّ أيديولوجيا عنيفة تحتضن التكوين النفسي السابق، و تزوِّده بأسباب الاستدامة، و تحفِّزه على الخروج للعلن، مع توكيد على صوابه و صلاحيته.

الإرهاب الجسدي هو آخر شكل من أشكال هذا المرض و أكثرها ضررا ً، و تسبقه أشكال أخرى حاضرة على صفحات الإنترنت وهي: الهوس العنصري المريض و ترجمته إلى الاستهداف اللفظي، و اعتبار ذلك العنصر سببا ً مباشراً لأي مشكلة سواء ً كانت واقعية أو غير واقعية، و محاولات فرض النفس و إحداث الفوضى. هذه كلها مظاهر للانحطاط في الوعي، و هي تسبق العنف الجسدي و الانتماء للمجموعات التكفيرية.

العالم وين يا صديقي و احنا وين!!!!!!!!!!!

مودتي!


3 - العزيز امين تحية حارة
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 4 / 10 - 13:12 )
وخالص شكري لك
لكن يا صديقي العزيز
-وضّح، أبِن، أفصح-
احترامي


4 - عزيزي نضال الغالي يا هلا
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 4 / 10 - 13:14 )
فاقدينك بالهكام يوم ...وينك؟
بدأتُ أعتقد أن لا دافع وراء هؤلاء سوى الرغبة في الانتحار وقتل أكبر عدد من الناس ..
تشكرات
مع المودة

اخر الافلام

.. شركة ناشئة في أبوظبي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة المصابي


.. -مشروب الضفادع- ??في #بيرو كعلاج للربو، كان مجاورا للـ #باجة




.. وسط تكثيفِ الهجمات الروسية.. بوتين يؤكد أن بلاده تعمل على إن


.. صحف: كيم جونغ أون يستعد للحرب وقد يجرّ أميركا لحرب قبل الانت




.. قراءة عسكرية.. قوات الاحتلال تدمر دبابة لم تتمكن من سحبها من