الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دامداماران [1]

وديع العبيدي

2017 / 4 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وديع العبيدي
دامداماران [1]

(القرآن).. كتاب العرب الاول، كما (التوراة) كتاب العبرانيين الاول. هكذا أريدَ له أن يكون ويعرَف بين الناس. ولم يكن -الناس- حين ظهوره، على عناية بمثله، أو حاجته، فلم يجد اهتماما، بل لقي اعتراضا وتبخيسا من وجهاء القوم وكبار الناس. وهؤلاء هم المتعلمون والاغنياء والحكام المحليون.
وقد بقي (القرآن) واهله غرباء مهملين على هامش مكة واهلها، حتى كاد الأمر ان يضمحل ويزول، قبلما تظهر استراتيجية العنف، وسيلة لترويجه وفرضه على -الناس-. وباستراتيجية العنف تظهر ضرورة التحول الجغرافي والسكاني –تغيير المسرح والجمهور- الى حاضنة متقدمة، على خلاف الحاضنة الاجتماعية المكية، استقبلت الجماعة المستجدة بالرعاية والاحترام والدعم..
[ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك، الذي أنقض ظهرك، ورفعنا لك ذكرك؟.. ألم يجدك يتيما فآوى، ووجدك ضالا فهدى، ووجدك عائلا فأغنى!..]- (الشرح 1-4، والضحى 6- 8). فلما استانسوا من اهل يثرب الامان والدعم، ومطمحهم أكثر من ذلكم، قلبوا لهم ظهر المجن، وانهالوا عليهم سلبا وتقتيلا وصادروا البلاد وطاردوا العباد، وغيروا اسم يثرب وجعلوها عاصمة ومركزا للدولة.
*
ملاحظة اولى..
يقسم المعنيون فترة الابتداء تلك الى قسمين: وهما أساس دراسة كل ما يتعلق بالاسلام، بينما تجاوزهما والتعتيم عليهما وعلى تفاصيلهما اساس الخلط والخبط واللبط في افهام العرب واحوالهم اليوم.
والقسم الاول هو المكان الاول والفترة الزمنية الاولى المعروفة بمرحلة (مكة/ بكا)، ويحددها المؤرخون بثلاثة عشر عاما، ابتداء من اول ظهور الفكرة الدينية. ولم يتجاوز عدد اتباعها المائة شخص خلال ذلكم.
والقسم الثاني، هو الفترة اللاحقة عقب ترك مكة الى [الحبشة ويثرب]، عندما توزع المائة شخصا اخيرا بين حبشة النجاشي المسيحي وهم (سبعون شخصا)، والعدد الاقل البقية انتشروا في الاطراف حتى اذن لهم يهود يثرب وبنو ساعدة بالايواء بينهم.
في وقت لاحق، تحول (القرآن) الى مركز حركة اجتماعية سياسية، ذات طابع ومضمون عسكري، حملت اسم (الاسلام). وبالاسم الجديد وقوته العسكرية المحركة سوف ينتشر الفكر القرآني/(القيادة المكية) والخطاب القبلي/ (الحاشية والأداة التنفيذية) من مدينة لما يليها.. لتتسع خارج الحجاز اولا ثم خارج شبه جزيرة عرابيا.
*
الملاحظة الثانية من البحث..
التركيز على تقسيم الدراسة والتفكير بين اثنين كلا على حدة..
- القرآن ككتاب ودستور شامل جامع مانع وما يتعلق به على حدة..
- الاسلام كحركة سياسية توسعية وما يتعلق به على حدة..
هذا الفصل ضرورة دراسية منهجية كما هو ظاهرة تاريخية زمنية، أوقع الخلط واللبس بينهما العرب والمسلمين في مزيد من حيص بيص حتى اليوم. هذا الفصل ايضا، سيكون ضرورة لتصنيف التيارات والحركات الظاهرة عبر الزمن، داخل الاشكالية الاسلامية، حيث عوّل بعضها على (القرآن) الكتاب، وعوّل الاخر على (الاسلام) الحركة، مما انعكس على ازمة الهوية والخطاب المسلم.
استخدم القرآن في مرحلة البداية، الدعوة السلمية والاعلام الدعائي، عندما كان يوعز لاصحاب الاصوات الموسيقية تلحينه وغناؤه في مراكز الاسواق ومفترقات الطرق لاجتذاب الناس واستعطافهم وسيما النساء وضعفاء الحال، اضافة الى الترويج القسري لشخصيات وافكار يرفضها المجتمع التقليدي. بينما تراجع أثره ودوره في العهد السياسي التوسعي، ووضع الحركة امام مسؤوليات لا عهد لهم بها: مثل الادارة والسلطة وادارة المال العام والقضاء.
*
الملاحظة الثالثة..
تكشف نصوص القرآن وسيرة ابن اسحاق النوفلي، امرين تم بخسهما في واقع الفهم والدراسة وهما..
- رفض قريش ووجهاء العرب لاشخاص الدعاة الجدد لاسباب وجيهة الاعتبار..
- رفض اهل الكتاب التفسير والرواية المنسوخة لأسفارهم وقصصهم الدينية والتاريخية..
ففي البند الاول استغرب اهل قريش مطالبة نفر من –المتمردين من قاع المجتمع- السيادة على المجتمع وفرض سلطاتهم وأفكارهم. بينما وجد ان الجزء الاعظم من (قرآن مكة) يتناول نسخ قصص وشخصيات العبرانيين والمسيحيين، بطرق تخالف نصوصهم الكتابية، وتراوغ تعاليمهم الدينية والروحية.
وما يزال المسلم المعاصر في عصر الانترنت وسيولة المعارف، وتوفره على ادوات القراءة والدراسة، يستند الى المرويات القرآنية المشوهة عن العبرانيين والمسيحيين، وينعتهم بأسماء محرفة ومدلسة، يجادل بها ويتفاخر، دون ان يراجع المصادر القديمة والنصوص المنقول عنها، ويقرأها قراءة محايدة من غير احكام مسبقة.
علما ان المصادر التي نهل عنها القرآن ليست الاسفار الكتابية القانونية المعروفة لليوم لدى اهلها، وانما هي المصادر التاويلية الشفاهية من مرويات التلمود المشوهة او الاسفار غير القانونية في المسيحية، بما فيها الاناجيل المزورة والمحرفة المعروفة عند الدارسين المعنيين.
وعندما لا يجد المسلم مصداق مرويات القرآن عن اهل الكتاب في كتبهم القانونية الحالية، يتهم الكتب بالتحريف والتزوير. ويفوته ان التزوير هو اللاحق والاصل هو السابق، وكتب اهل الكتاب سابقة تاريخيا وثقافيا ومثبتة بكل المعايير، بينما (القرآن) لاحق ومحدث، وهو الذي اخذ عن سابقيه وتطرق لاحوالهم واخبارهم التي وصفها بـ(احسن القصص)!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 134-An-Nisa


.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم




.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس


.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي




.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س