الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفاق في الاسلام

حسين ديبان

2017 / 4 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يتحدث المسلم عن الحرية واستحقاقاتها وكل ما يتصل بها تشعر وكأنك في حضرة فولتيير، وحين يتحدث عن السلام تتخيل وكأنك بين يدي غاندي، وحين يكون الحب موضوع حديثه فأنت حتما تتخيله روميو ولكن طبعا بدون جوليت.

حين يتحدث عن المرأة وحقوقها فهو المدافع الأول والأخير عن حقوق المرأة وكرامتها، وفي حديثه عن الطفل وطرق تربيته تعتقد أن أولاده وبسبب تلك التربية قد غدوا سادة الدنيا أخلاقاً وعلماً ورقياً وحداثة في مستقبلهم الحياتي.

حين يتحدث عن الأخرين وحقوقهم تغدو الدولة العلمانية أمام طروحاته نموذجاً عاجزاً عن تلبية حقوق مواطنيها.. متخلفة في ذلك كثيراً عن طروحات الإسلامي التقدمية والثورية في مجال المساواة والعدالة الإجتماعية التي يكفلها الإسلامي ونموذجه لكافة مواطنيه.

حين يتحدث عن العلم فهو فارسه، وإن تحدث عن الحضارة فهو خالقها، وعن التكنولوجيا فهو بيل غيتس أو ستيف جوبز، وإن تحدث عن الجمال قال لك إن الله جميل يحب الجمال، أما إن أتى على ذكر الفلسفة فإنه على الفور يستحضر فلاسفة التاريخ بوصفهم مسلمين كانوا يؤدون الصلاة ويصومون رمضان الخ وكان موقع الصدارة والدلال في دواوين خلفاء الله في أرضه.

مثير للدهشة والقرف والغثيان معاً تلك البجاحة والصفاقة والوقاحة -المسلم يسميها ثقة- التي يتحدث بها المسلم عن كل تلك الأمور في حين أن واقع حاله وواقع الاسلام كله في التعامل مع تلك الأمور واضح وجلي وظاهر على مدار الساعة والأيام والسنين والقرون ومنذ فجر الاسلام.

فالإسلام لم يعرف الحرية في تاريخه إلا بوصفها حرية غير المسلمين في اعتناق الإسلام وليس العكس أبداً لأن عكس ذلك يؤدي بصاحبها المسلم الى حد السيف وقطع عنقه. إن دين الإسلام وليس أي دين غيره هو بأفعال ممثليه ممن امتلكوا السيف والسلطة والنفوذ وبنصوصه الواضحة والصريحة والتي لا تحتمل التأويل والإجتهاد من يقول من بدل دينه فإقتلوه، وهم لطالما نفذوا ذلك القتل حيث أتيح لهم تنفيذه.. إن غياب قدرة المسلم على تنفيذ حد الردة لا علاقة لها بحرية عقيدة غير موجودة أبداً، بل مرتبطة فقط بقدرته التنفيذية.. إن توفرت نفذ وإن لم تتوفر تم تأجيل التنفيذ لحين توفرها.

ما ينطبق على الحريات ينطبق أيضا على غيرها في الاسلام، فالاسلام هو دار حرب دائمة طالما امتلك المسلمون القدرة على خوض الحرب.. انه دين اعلاء كلمة الله والدعوة لدينه، وهذه الدعوة لا حدود جغرافية وبشرية لها.. إن واحد من أحلام أكثر المسلمون اعتدالاً الذي يصرحون عنه علناً هي في قدرتهم يوماً ما على رفع راية الله أكبر في ساحات لندن وباريس وواشنطن ومدريد وغيرها من عواصم ومدن الغرب أو الروم حسب تسميتهم المفضلة.. إن علاقة الإسلام بالسلام كعلاقته بالحب فهو لا يعرف إلا الحب بالله وهو نوع من الحب قد يؤدي بمحبوب المسلم الى القتل ببساطة لأن الهدف من وراءه هو ارضاء الله وليس ارضاء من يحبه المسلم سواء كان صديقاً أو حبيباً أو حتى أخاً وأماً وأباً.

في الحديث عن كرامة المرأة وصون حقوقها في الاسلام فالوضع مبكي ومضحك ومقرف في آن واحد، فعن أي كرامة يتحدث من نصوصه تساوي المرأة بالحمار والكلب الأسود في قطعها لصلاة الرجل إن مروا من أمامه وهو يصلي.. في كل تلك الأماكن التي ورد بها ذكر المرأة في الإسلام تشعر بكمية من الإهانة والإستحقار والمصادرة للمرأة وحقوقها من أبسط تلك الحقوق ووصولاً لحقها في الحياة.. أما علاقة المسلمين بالأطفال والطفولة فهي لا تعدو أكثر من كونها عملية جماعية لغسيل أدمغة الأطفال ومصادرة طفولتهم وتغييب قدرتهم المستقبلية على الاختيار والتساؤل والشك من خلال عملية اجبار لحظوية ومستمرة على الأطفال لتنفيذ الواجبات الاسلامية وهو ما يؤدي الى متوالية في الأجيال العاجزة عن مواكبة العالم وعلومه وتطوراته.. ذلك أن آباءها وأجدادها عملوا على تكليسها وتجميدها في مضارب القرن السابع الميلادي.. كيف لشخص من ذاك القرن أن يرى أناس القرن الواحد والعشرين؟!

على ذات المنوال يصبح حديث المسلم ومن خلفه الاسلام عن حرية الأخرين غير المسلمين لغواً ونفاقاً وانفصاماً في ظل سياسة ممنهجة منذ فجر الاسلام المحمدي وحتى اللحظة في إبادة الأخر والعمل على استئصاله، فالدين عند الله هو الاسلام، ولا يجتمع دينان في جزيرة العرب وعلى المسلمين أن يقاتلوا الذين كفروا من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.. انني أضع يدي على قلبي كلما شاهدت شيخاً يعانق قساً.. لقد عنى ذلك ويعني على الدوام أن مجزرة بحق المسيحيين على وشك الحدوث، فلا دولة في الاسلام بل ديار ولا مواطنين في الاسلام بل رعية لا يتساوى فيهم المسلم مع غيره، ولا تداول سلطة في الاسلام بل حكم وتفويض من الله حتى الممات أو القتل، ولا مختلف في ديار الاسلام فالمختلف هو أدنى وأقل.. إنه أهل ذمة عليه أن يدفع أتاوة (جزية) للعصابة الحاكمة بأمر الله حتى ينفذ بريشه وحياته.

ولا حضارة في الاسلام، فالاسلام أصلا لم يفعل شيئا سوى تدمير ما كان موجودا من حضارات في ذلك الوقت وكل وقت.. الاسلام ولا أحد غيره من دمر حضارة فارس ومصر وحرق مكتبة الاسكندرية، وهو لم يستفد من التكنولوجيا إلا في جانبها الاجرامي الذي يساعده على تفجير الأخرين في الجو والأرض والبحر وحيث استطاع الوصول وكذا استخدامها في بث التحريض على الأخر الذي اخترع هذه التكنولوجيا وقدمها له وكذلك الحض على الكراهية والتحشيد للقتل والعنف.. ان الاسلام ذاته الذي يفتخر بالفلاسفة والمبدعين (المسلمين) الذين ظهروا في فترة من فترات التاريخ الاسلامي نتيجة ابعاد الدين بنسبة كبيرة عن حياة الناس هو نفسه عن طريق أبي حامد الغزالي الشيخ الأكثر اعتدالا في تاريخه قد كفر كل الفلاسفة ورجال العلم فكان أن تم نفي البعض وقتل بعضهم الأخر وحرق كتب البعض الثالث.

عبر كل ذلك وكثير غيره رسخ الاسلام والمسلمين أسلوبين وخطابين للتعايش مع العلم.. الأول يلقيه المسلم طالما كان ضعيفا وعاجزا عن الفعل والتأثير والحرب، والثاني حين يملك أسباب القوة ومقوماتها، وبين هذا وذاك فان مجموعات لا بأس بها منه لا تلتفت أبدا لوضع المسلمين المزري وتمعن في تهديدها للعالم وإجرامها وتفجيراتها وإبداعها في ذلك الاجرام يوما بعد يوم دون أن تلقى أدنى ادانة واستنكار من عموم المسلمين.. هل من مظاهرة ولو عشرة أشخاص سارت في شوارع العالم الاسلامي أو في تجمعات المسلمين في الغرب احتجاجا على جرائم داعش وقبلها القاعدة وغيرها من المجموعات الإرهابية.. ربما يكون محمد محقا تماما في قوله أن الاسلام يبدأ غريبا وينتهي غريبا، فقبل عصر القوة والسطوة فان بضعة أشخاص فقط قد والوا محمد خلال ثلاثة عشر عاما من عمر الدين الجديد الغريب، واليوم من الطبيعي أن ينظر العالم بغرابة واستهجان واستنكار لأناس يريدون بعث مضارب قريش وغبارها وقوانينها البدائية وظلامها في شوارع مدن القرن الحادي والعشرين وتحت أنوارها وهو ما لن يسمح العالم به أبدا.

الى اللقاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أكثر شعوب الدنيا سوءا وفسادا ورذيلة
حسين البصري ( 2017 / 4 / 12 - 17:34 )
وهم آخر من يتحدث عن الفضائل لانهم والحق يقال أبعد الناس عنها