الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن -التنزيل-

انطلاق الرحبي

2006 / 1 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التنزيل: هو المفتاح المعرفي الأساس في فهم حقيقة النبوات, لأنه
المحور التي تقوم علية النبوة . فما هو التنزيل؟ وكيف نحت القرآن
مفهوم التنزيل؟ ولماذا إعتبره العامل الأساس لفهم النبوة ونتائجها
المعرفية العظيمة؟.
لغة التنزيل من الأصل نزل:- ترتيب الشيء ووضعه منزله.
مقاييس اللغة: ابن فارس.
هل يحمل التنزيل القرآني هذا المعنى اللغوي حصراً؟ أم أعطى
القرآن لهذا المعنى اللغوي بعداً معرفياً جديداً كما رأينا في مفهوم
المطهرون في الحلقة السابقة.
التنزيل القرآني هو الوجود العام للحقيقة المادية خارج قلب الانسان
وبتعبير أدق : الحقائق المادية في وجودها الخارجي كخلق له سبحانه والتي لم تميز بعد من قبل الوجود المعرفي للانسان(قلبه). والتي أصبحت ممكنة الإدراك لظهورها أي صيرورتها وجوداً معرفياً.
وهوهو قانون( العام والتمييز )أي الحقيقة في وجودها العام
وتمييزها أي صيرورتها وجوداً معرفياً من قبل الإنسان.
فالعلاقة بين الحقائق الوجودية هي علاقة مادية بحتة(ضرورة)
وما أن يتم تمييزها من قبل الإنسان حتى تأخذ وجوداً جديداً وهو
الوجود المعرفي فيصير لها وجودين متلازمين المادي والمعرفي
الأول منه سبحانه لانه خالق ومبدع الوجود وهو هو التنزيل والثاني من الإنسان باكتشافه للأول وتملكه معرفياً، والتي به استحق الخلافة في الأرض عنه سبحانه. وهنا نفهم معنى النبوة(= علوم ومعارف) أي الذي يكشف لنا عن الوجود المعرفي للحقائق المادية في الكون. فالنبي هو الذي ينبأ عن الوجود المادي معرفياً. أي الذي يؤسس القاعدة المعرفية للبحث عن حقائق الوجود وكيفية إكتشافها أولاً والذي يمييز الحقيقة المادية معرفياً ثانياً ومن ثم تملكها معرفياً و مادياً وهو هو قانون التسخير ثالثاً. أي أن النبي يؤسس لقوانين إنتاج المعرفة الإنسانية . وقد يكون النبي عالماً في بعض الفروع , فالتاريخ يكشف لنا دور النبوة في الكثير من الإكتشافات العلمية في شتى المجالات الحياتية للإنسان مثل إكتشاف الكتابة وأدوات الإنتاج والنقد وغيرها ومثال على ذلك آدم: اللغة، نوح: الفلك والجيولوجيا ،إدريس: الكتابة ،يوسف: الإدارة والإقتصاد، داود: صناعة الحديد، سليمان: لغة الحيوان وعلم القضاء، وعيسى: الطب ........الخ. أعود وأقول بأن أي إكتشاف للقوانين الكونية المادية من قبل الإنسان فهو قرآن(= نبوة نعم نبوة) ولكن محدودة ولهذا أعطى القرآن للراسخين في العلم هذا الدورالمعرفي العظيم وفضّلهم على غيرهم من الناس لدورهم التعليمي والذي به تتطورالبنية الإجتماعية وتنتقل من مرحلة أدنى إلى مرحلة أعلى في سلم التطور الإجتماعي وهكذا سارت الإنسانية بفعل هذا التعليم النبوي العظيم نحو رقيها وتقدمها فالتملك المعرفي لقوانين الكون والمجتمع كان المحرك الأساس للتطور الإجتماعي وهو هو قانون التسخير حسب تعبير القرآن العظيم وبه تقاس الامم من حيث رقيها المادي والإنساني فالأمة التي تنتج معرفة وتكشف عن قوانين الكون والمجتمع تكون الأمة المُعَلِّمَة للآخرين لأنها بذلك تتملك الطبيعة وتحقق الخلافة على الأرض وهو هو التسخير والسجود للإنسان بعينه. فالقرآن من المقارنة أو الإستقراء قرن الشيء بالشيء،إي قرن قوانين الكون بقوانين المجتمع وهي هي وظيفة النبوة الأساسية ، فالنبوة مثلت قفزة معرفية عظيمة في حياة الإنسان فظهور النبي مرتبط بقانون السيرورة والصيرورة المادية والمعرفية في حياة الإنسان, لأنه يكشف عن الحقائق المادية والمعرفية الجديدة في حركته التغييرية الإجتماعية الكبرى. وهي هي بقيتهم في العالمين. وهي هي ملك الناس جميعاً وليس ملك العرب أو العجم أو.أو.أو. كما يعتقد من اعتزل الحياة منذ قرون وأصبح عاطلاً عن الحياة وليس العمل فقط. ولايزال يعيش على الماضي الذي لم يصنعه والذي مضىمع أهله:
(تلك أمة قد خلت لها ماكسبت ولكم ماكسبتم ولاتسألون عما كانوا يعملون). فمن يعمل ويحيا وفق قوانين السيرورة والصيرورة يصل إلى غده حاملا الجديد. وبهذا تتجدد النبوة مع كل يوم جديد مادام الإنسان يسير ويصير(يعمل بقانون السيرورة والصيرورة). وبهذا نفهم معنى قول آخر أنبياء الإسلام العظيم محمد: ( مثل القرآن كمثل الشمس والقمر في جريان دائم).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في