الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة والموت

لاوند ميركو

2017 / 4 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مفردتان متناقضتان متكاملتان ،
الحياة وتشمل الروح أو الحركة والطاقه، والموت أي السكون والتوقف وما بينهما من مراحل وأسرار تعبر عن مرحلة مؤقته أو جسر عبور بين التحول والآخر هذا إذا نظرنا إلى الأمر بشكل كلياتي شامل بدون التوه في تفاصيل وأشكال المراحل المختلفة وخصوصياتها.
وكل مفردة تعبر عن الأخرى فالوجه الآخر للحياة هو الموت والعكس صحيح أيضا فالحياة والموت تشكلان ثنائية قطبية في جدلية الحركة والسكون .
وفيها لكل شيئ بداية ونهاية وبنفس الوقت تكون النهاية هي الوجه الآخر للبداية أي أن كل بداية تحمل نهاية وكل نهاية تحمل بداية ولكن بشكل مختلف لأن نهاية العناصر والأشياء تحمل بداية عناصر وأشياء جديدة مختلفة عن العنصر الأم سواء في البداية أو في النهاية وفي الحقيقة فالموت والحياة لاتعبران عن ماهية الطبيعة إنما يشكلان جزء” من سلسلة الطبيعة الكونية ومن الخطأ بمكان أن يتم اختزال التاريخ الكوني بوجود الحياة فقط لأن التاريخ الكوني مليئ بالعناصر المختلفة والمتنوعة عبر عصور بأكملها .
هنا يمكن جمع الحياة والموت تحت سقف واحد وهو التحول أي تحول العناصر الحياتية ذات خاصيات مشتركة إلى عناصر أخرى ذات حيوات مختلفة تماما كانشطار الخلية إلى تكوين خلية جديدة فيها نفس مكونات الحركة من ثنائيات متناقضة ومستمرة.
ومن الأخطاء الشائعه الحكم بموت الحياة وفنائها بمجرد تحول العنصر الحي والمادة المشكلة له إلى عنصر آخر حيث لاوجود للموت وبالتالي لاوجود للحياة انما طاقة ومادة وحركة تبدأ متحولة وتنتهي بالتحول . مادة تلعب دورا في وجود مادة أخرى انشطارها الى مادة جديدة يؤدي الى انشطار المادة الأخرى الى مادة جديدة وهكذا يسير التاريخ الكوني بشكل متوازن بين ثنائيات متكاملة ومتناقضة وأي خلل في التوازن يعني بداية تحول ونهاية آخر .
قامت الميثولوجيا بتفسير الوجود والتاريخ الكوني بحكايا هرمية محبوكة من الآعلى إلى الأسفل وربطتها بقوى الطبيعه المجهولة كمركز أساس يجمع الوجود حوله ويحشرها في روحانيات مقدسة وبأشكال وتفاسير منوعة تجمع جميعها على دوغمائية مهيمنة على كل هذه القوى فاستطاعت بذلك إبعاد الذهنية البشرية عن التفكر والتأمل والتحليل و حتى تحريف التحليل الذهني ضمن قوالب التحريم والتحليل أي الممنوع والمسموح واستخدمت لأجل ذلك أسلوب الترغيب والترهيب فحشدت بذلك كما هائلا من الانحرافات البحثية في الأسلوب والبحث والتفكر وعلم الوجود والإنسان وعناصر الطبيعة وآليات عملها وغيرها من المواضيع والعلوم المتعلقة بالتوازن والشد والجذب
أي قوانين الفيزياء الطبيعية والفلسفة والتاريخ وعلم الفلك واللاهوت وهكذا .
رغم ذلك فرحلة البحث والتنقيب لم تتوقف عند الإنسان حيث استمر بحكم قوانين الطبيعة وظواهرها الباطنيه والخارجيية في إطار نفس الثنائية بالبحث والتفسير بداية بالاسلوب والوسيلة انتهاء بالهدف والنتيجه لإدراك الماهية الحياتيه للحركة المستمرة والمتحولة لذلك نجد أن الحياة والحركة والطاقة خالدة بينما الموت والسكون متحولان ومتجددان مايجمعهما اي الحياة والموت هو ذلك الفاصل الزمني من عمرهما مرتبطا بظاهرة مكانية معينة في مرحلة زمانية معينة متجددان بشكل دائم ومستمر ولكن ليس بالشكل المتعارف عليه ميثولوجيا وعقائديا صرفا حيث تكون الطاقة مركزية دائمة وحيوية مستمرة بأشكال متغيرة ومختلفة حسب الظروف الزمانية والمكانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف