الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا ملجم العقول لجم عقلي علي كيفك

منال شوقي

2017 / 4 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بادئ ذي بدء إن كنت ممن يؤمنون بالغيب و يعبدون إله الفجوات و ورثوا الدين كما ورثوا جيناتهم عن أسلافهم فهذا المقال لن يقدم و لن يؤخر و قرائتك له كعدمها ذلك أنك تعتقد أن إلهك أمرك بإعمال عقلك في إتجاه واحد فقط يخدم إيمانك به بينما يتحول نفس عقلك هذا إلي شيطان إن هو فكر في الإتجاه المضاد و هنا ليس لدي ما استطيع مساعدتك به .
.
يقول محمد متحدثاً بلسان إلهه : اليوم أكملت لكم دينكم ، فهل حقاً كان قد فعل في حياة محمد ؟
الواقع يقول لا لم يفعل ، فقد كان إله الإسلام بانتظار رجال كابن كثير و الطبري و القرطبي و البخاري و الألباني و بن حنبل و الشافعي و غيرهم كثيرون ليكملوا وضع الدين الإسلامي و إلا فهل يصمد كتاب إله الأسلام وحده كمرجع ديني أوحد وحيد ؟
إن الأسلام كغيره من الأديان مر بمراحل تطوير و تهذيب و تحايل لرأب المتناقضات و كثير من محاولات العقلنة و المنطقة ليستسيغه العقل فلا يتعارض مع مبادئ و أبجديات المنطق و رغم ذلك فلم يخلو - شأنه شأن أي إنتاج بشري - من تضارب و عدم اتساق و فجوات لا فكاك منها إلا بالاستعانة بالماورائيات و كبح جماح العقل بوضع حدود له لا ينبغي تجاوزها و إلا فهو الكفر و من ثَم الخلود في النار ، و العجيب أن ردع العقل يكون علي الأغلب ذاتي إذ يردع الشخص الديني نفسه بنفسه و قد لقنوه منذ نعومة أظافره و محاولاته المنطقية الأولي الفطرية و الطبيعية إبان طفولته أن النقد الديني مرادفاً للوسواس و أن التساؤل له حدود و بعض الأسئلة ليست من بنات أفكار السائل و إنما هي أسئلة الشيطان يحاول أن يجعله يحيد عن الصواب و أن يوقعه في المحظور فيكون مصيره التهلكة ، و هكذا يعيش الشخص الديني و لديه عدو خيالي يحاول طيلة الوقت الإفلات من بين أنيابه .
.
إن الديني يحيا و هو متيقن من أن كائنا ذو قدرات لا نهائية ( إله ) يراقبه لحظة بلحظة ، و هو لا يراقب أفعاله فقط و إنما يستطيع أيضاً أن يخترق عقله فيطلع علي أفكاره و أحاديثه الداخلية و هكذا إعتقاد هو أحد أنواع الشيزوفرينيا التي تم قبولها من العقل الجمعي فصارت حقيقة لا جدال فيها بينما نعتبر اعتقاد مريض الشيزوفرينيا بأنه مراقب من كائنات فضائية أو من مخابرات إحدي الدول جنوناً لا لبس فيه بينما الفرق بين الحالة الأولي و الثانية ليس إلا اتفاقنا علي أن الأول إيمان و الثاني جنون .
روي عن محمد أنه قال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجري الدم و هو محق تماماً فيما قال إذا علمنا أن الشيطان هو العقل الذي يتم ترويضه و برمجته منذ الصغر فيستجيب بدرجات متفاوتة تتناسب طردياً مع درجة الإيمان و عكسياً مع المدة الزمنية التي يصمد فيها الديني للتفكير المنطقي مفسحاً المجال لعقله أو للشيطان قبل أن يستعيذ منه و يتفل ثلاثاً عن يساره منتصراً بذلك علي شيطانه أو كابحاً لعقله و مغلقاً الباب في وجه عمليات عقلية كالمنطق و التحليل و الاستدلال .
و ليس عجيباً أن نجد أشخاصاً متفوقين في مجالات شتي و دينيين في نفس الوقت فشيزوفرينيا الأديان مكتسبة و إرادية و ليست ناتجة عن أسباب فسيولوجية كاضطراب كيمياء الدماغ كما هو الحال مع مريض الشيزوفرينيا التقليدي و لو أن الدين - رغم ذلك - يحد بشكل أو بأخر من مساحة التفكير الحر و الخيال الذي هو بذرة الإبداع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انا اجيب
احمد الجندي ( 2017 / 10 / 10 - 10:11 )
جال كابن كثير و الطبري و القرطبي و البخاري و الألباني و بن حنبل و الشافعي و غيرهم كثيرون ليكملوا وضع الدين الإسلامي و إلا فهل يصمد كتاب إله الأسلام وحده كمرجع ديني أوحد وحيد ؟
الشباب الطيبة الي ذكرتهيم لم يضيفوا شيئا على الدين وانما شرحوا بعض الاشياء وكلهم ليس مقدسا وقابل للنقد والبحث
عندما تقولين الطبري والقرطبي
الشباب الطيبة هذوله شرحوا بعض الايات فقط وايضا بعض شروحهم وتفسيراتهم خطا
اما البخاري فهو فقط جمع الحديث
اما الالباني فبحث هل هذا الحديث صحيح ام لا وهو ترا من ابناء القرن التاسع عشر اذا بتعرفي
اما حنبل والشافعي فهم اساتذة فقه فقط منهم ما قال صحيحا ومنه ما قال خاطئا
إلا فهل يصمد كتاب إله الأسلام وحده كمرجع ديني أوحد وحيد
مع حديثه
نعم

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية