الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن - جعل - عربي

انطلاق الرحبي

2006 / 1 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون
إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون

الجعل من جعل: الجيم والعين واللام كلمات غير منقاسة لايشبه بعضها
بعضاً. وجعلت الشيء صنعته, قال الخليل: إلاّ ان الجعل أعمُّ, تقول جعل
يقول, ولاتقول صنع يقول. مقاييس اللغة- ابن فارس.
جعل: جعل جعلاً: صنع صنعاً, وجعل أعمُّ, لانك تقول: جعل يأكل, وجعل
يصنع كذا, ولاتقول: صنع يأكل. كتاب العين- الخليل.
جعل: جعل الله الظلمات والنور: خلقهما وجعل الشمس سراجاً: صيرها كذلك.
وجعل يفعل كذا. أساس البلاغة- الزمخشري.
عربي من عرب : العين والراء والباء أصول ثلاثة: أحدهما الإبانة والإفصاح,
والآخر النشاط وطيب النفس, والثالث فساد في الجسم أو عضو.
فالأول قولهم: أعرب الرجل عن نفسه, إذا بيّن وأوضح, قال (ص) : الثَّيّبُ يُعرب عنها لسانُها, والبكر تُستأمَر في نفسها. وجاء في الحديث: يستحبَّ حين
يَعرب الصبيَّ أن يقول لاإله إلا الله سبع مرات. أي حين يَبين عن نفسه, وليس
هذا من إعراب الكلام. وإعراب الكلام أيضاً من هذا القياس, لأن بالإعراب
يفرَق بين المعاني في الفاعل والمفعول والنفي والتعجب والاستفهام, وسائر
أبواب هذا النَّحو من العلم.
فأمّا الأمَّة التي تسمى العربَ فليس ببعيد سمّيت عَرَبا من هذا القياس, لأن
لسانَها أعرَبُ الألسنة, وبيانها أجود البيان, ومما يوضح هذا الحديث الذي جاء
( إنَّ العربية ليست باباً واحداً, ولكنها لسانٌ ناطق) . ومما يدل على هذا أيضاَ
قولُ العرب: ما بها عَريبٌ, أي ما بها أحدٌ , كأنَّهم يريدون: مابها أنيس يُعرب
عن نفسه. قال الخليل: العَرَب العاربة هم الصَّريح. والأعاريب: جماعة الأعراب, ورجلٌ عربيّ . قال: وأعرب الرّجُل, إذا أفصح القول, وهو عَرَبانيُّ
اللسان: فصيح,...........مقاييس اللغة- ابن فارس.
كلمة جعل هنا في الآية الكريمة ( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) .
أي صيرناه عربياً والصيرورة هنا معرفية بامتياز ,أي الجعل للقرآن والذي يمثل الحقائق المادية الكونية والإجتماعية وهي حقائق مجردة ليس بعربية أو إنكليزية أو أي لغة أخرى ولكن صيرورتها عربية أو أية لغة أخرى يعتمد على القارئ المكتشف لها وهو هنا معلمنا ونبينا (ص) .هذا إذا اعتبرنا لفظة عربياً هنا بمعناها اللغوي. وعندي ( عربياً) هنا جاءت بمعنى الإبانة والإفصاح وليس المقصود صياغته باللغة العربية لإن ذلك هو (الذكر المحدث) أما هنا ( قرآناً عربياً) فهي هي (قرآن مبين).أي أن القرآن يبين ويفصح عن نفسه (= حقائقه الوجودية والإجتماعية) . هنا نقف على سيرورة إنتاج القرآن نفسه من تنزيل وإنزال وجعل أي مراحل وآلية إنتاج المعرفة ولهذا قلت أن النبوة تؤسس لقوانين المعرفة الانسانية.
والمسألة الهامة هنا أن كشف السيرورة من وظائف العقل ولهذا أنهى الآية
بـ ( لعلكم تعقلون) لأن السيرورة تكشف عن علاقة التلازم والترابط بين
مراحل إنتاج المعرفة . فهل يبقى معنى للقول أن القرآن وأشدد ( القرآن)
هو نص تراثي جامد؟! وهو نتيجةً لتأثير مفاهيم (التفسير الأوحدي)!! .
بل هو في سيرورة وصيرورة متجددة مادام الإنسان يسير ويصير وهو معنى القراءة المعاصرة التي تتوسل أدوات معرفية جديدة لتكتشف الجديد وهو مايدعو اليه القرآن نفسه ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق. ثُمَّ الله ينشيءُ النّشأة الأخِرة ) أي إكتشاف قانون السيرورة والصيرورة (من وحيد الخلية إلى صيرورته إنساناً) حياة ثم موت ثم حياة ( نفي النفي) وهي هي النشأة الأخرة . فمتى نحقق نشأتنا الأخِرة لنلتحق بركب الحضارة الإنسانية التي بدأت مع ( فُلك نوح وصولاً إلى القبطان الخاتم محمد) والذي فارقناه منذ قرون فغرقنا لأنه لاعاصم اليوم من أمر ربي ،عسى أن تعود الحياة لهذا الجسد الميت الذي أسمه (الأمة الإسلامية) .؟!! ألا ترون أن الفلك يجري حاملاً معه الإنسان المنتج للمعرفة والحياة الحرة الكريمة، ولكن القبطان ليس نحن بل من بقي عليه !!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah