الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعذيب الحيوانات ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2017 / 4 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




تعذيب الحيوانات ..
شاهدتُ هذا الفيلم القصير عن قيام فرد أو اكثر ،بإشعال النار في سيارة خُردة وبداخلها كلاب حبيسة ، ولم تتمكن فرق الإنقاذ من إخراج الكلاب الحبيسة داخل السيارة المشتعلة .. وهذا رابط الخبر :
.goo.gl/ynsGxQ
أعادني هذا الخبر والفيديو، سنوات إلى الخلف ، حيث عملتُ في مجموعة علاجية داخل مؤسسة مغلقة (سجن للشباب)، وكان أعضاء المجموعة ،هم من المدانين الشباب، الذين قاموا باعتداءات جنسية ، وفي الأغلب الأعم قاموا بعمليات اغتصاب لأطفال .. وشمل الحكم القضائي الذي أدانهم ، بإلزامهم بتلقي علاج خاص بالمعتدين جنسيا .. وهو علاج نفسي يهدف الى تعميق معرفتهم بأنفسهم ، كيفية السيطرة على ، التحكم وادارة الغضب، واكتساب مهارات سلوكية للتحكم بالذات .
ومن السلوكيات التي سبقت الاعتداء الجنسي والتي تحدث عنها هؤلاء المعتدون ، فهي أن غالبيتهم ذكرت بأنهم قاموا بتعذيب الحيوانات ، من قطط ، كلاب ، طيور وأحدهم قام بشق بطن حمار بسكين .. وكلهم صرحوا وبدون استثناء بأنهم حصلوا على نشوة ومتعة جراء تعذيب الحيوانات ..
فتعذيب الحيوانات ومع أنه بذاته نوع من السلوك المضطرب الباثولوجي، إلّا أنه يأتي كمقدمة وكفاتحة لما هو أشدّ هولا من التعذيب .. فتعذيب الحيوانات هو بمثابة "بروفة" لما سيأتي بعده .. ومنها الاعتداءات الجنسية العنيفة على الأطفال غالبا ..ولكنها ليست الوحيدة ...
فقد اثبتت عدة ابحاث في الولايات المتحدة وجود علاقة بين تعذيب الحيوانات وبين العنف الجسدي ضد المسنين والعنف داخل العائلة ..
فالشخص الذي يُمارس العنف ضد المسنين ، الاطفال والزوجة في العائلة ، هو شخص سبق له أن مارس تعذيب الحيوانات .. ويربطهما جميعا ، أي الاعتداءات الجنسية على الأطفال أو الفتيات الصغيرات، على المسنين وممارسة العنف في العائلة ، تربطهما رابطة الضعف ... فجميعهم ضعاف أمام "جبروت" المعتدي الذي ينتشي بقوته وقدرته ، ويبرهن لنفسه أولا ولهؤلاء الضحايا بأنه قوي ..!!
وما زلتُ أذكر محاولتي في فهم "الدافع" وراء الاعتداء الجنسي على طفل ، إذ وجهتُ سؤالا ، بصيغة اقتراح لأحد المعتدين في المجموعة العلاجية ، وقلتُ له : لماذا لا تشتري "الجنس " من بائعة هوى ؟ خاصة وأن كثيرا من العاملات في بيع الخدمات الجنسية ، هن من الروسيات المهاجرات الشقراوات ...؟
وكانت إجابته كالتالي : لقد قمتُ بذلك ، لكنني لم أشعر بالمتعة ...!! بينما حينما يعتدي على طفل فإنه يشعر بمتعة كبيرة لأنه يشعر بالسيطرة والقوة ..!!
ولماذا أصدعُ رؤوسكم بهذا الحديث الصعب ... لكي لا تتهاونوا عندما ترون من يُعذب حيوانا .. فمستقبله واضح ومعروف ، وستقع ضحايا آدمية لاحقا لهذا المجرم ..!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الذكاء و الأنا
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 18 - 08:38 )
صباح الورد يا صديقي،

الموازي لسلوك العنف الموجه للقاصرين بين البشر تجده بين الحيوانات، و حتى على شكل اعتداءات جنسية من أنواع ضد صغار أنواع أخرى،،،

،،، في الحالتين هناك غريزة عنيفة تريد السيطرة فتجد خصما ً ضعيفا ً يمكنها من: الانتصار، و يضمن لها تحقيق: النشوة، و هو ما لا يمكن الحصول عليه من:صراع مع ند،،،

،،، لكن في حالة الحيوان يكون تحكم الغريزة مفهوما ً (حتى مع استقباحه) بسبب غياب: الوعي و الإدراك، و هنا سؤالي لك بحكم خبرتك:

ما مدى تأثير العاملين التالين على سلوك المعتدين من البشر: 1 الذكاء. 2 نضوج الأنا و مدى سيطرتها؟

مودتي لكم!


2 - هيئة الحوار الكريمة
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 18 - 12:02 )
أرجو منكم إدراج تعليقي.
تفضلوا بقبول الشكر.


3 - انت بتؤمر !!
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 4 / 18 - 13:35 )
تحياتي عزيزي نضال
الاحظ بأن هذه المواضيع ، لا تحظى بكثير من -المُشترين- ، قصدي المواضيع التي تبحث في السلوكيات الباثولوجية ..
لكنني سأكرس مقالتي القادمة (قول انشالله) للحديث عن المعتدين من خلال ملاحظاتي في المجموعات العلاجية ..
خالص مودتي


4 - يسلم قلمك
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 18 - 18:38 )
تسلم يا طيب و يسلم قلمك!

أنت الآن تأتي بجديد، تسلط الضوء على زوايا إنسانية معتمة، روادك قليلون لأن هذا النوع من المعرفة يُعتبر -ذوقا ً مُكتسباً- Acquired Taste و هو ما نحتاجه لنستبدله بالقديم المعشعش في العقول و النفوس، ذي الموجة المستمرة الثابتة التي لا إنتاج فيها و لا إبداع و لا حضارة.

مودتي الخالصة!


5 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 4 / 20 - 20:56 )
لكم تمام العافية و السلامة
و تحية للزميل نضال الربضي
اليكم ما يكمل الموضوع
http://abedelghani.blogspot.fr/2017/04/blog-post_19.html?utm_source=feedburner&utm_medium=email&utm_campaign=Feed:+abedelghani+(%D8%B5%D8%AF%D9%89+%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%85%D8%AA)

اخر الافلام

.. كيف ساهم متابعي برنامج -ماذا لو- بتطوّره؟ • فرانس 24 / FRAN


.. رومانسية خيالية، غرام مأجور... اليابان، مختبر أشكال الحب الج




.. العنف الجنسي ضد القاصرات: -ظاهرة متجذرة- في الـمجتمع الـمصري


.. فوضى ونهب وعنف في كالدونيا الجديدة.. هل استقر الوضع الأمني؟




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. غاية أم وسيلة؟