الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاهوت التنزيه

نعيم إيليا

2017 / 4 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


التنزيهية شذرة من شذرات اللاهوت. واللاهوت علم من علوم الدين يختص بمعرفة طبيعة الله وصفاته. وهي - كما هو ظاهر من لفظها – صناعة فكرية أو أداة ذهنية يُنزَّه بها اللهُ عن الصفات التي لا تليق به بحسب ذوق مالك هذه الأداة ومنطقه الخاص. وفاعل التنزيه فيها هو الإنسان؛ فيكون الله بذلك مفعولاً به يقع عليه فعل التنزيه من الإنسان. وقد يكون لنا مع هذا الاعتبار والتقدير شأن لاحق. فأما قبل ذلك، فلا بد من النظر في عقيدة التنزيه، من حيث إنها عقيدة لها مقومات ومنطق حجاجي، نظرةً نقدية غايتها الكشف عما فيها من فَنَد:
تقوم عقيدة التنزيه على أن الله: "واجب الوجود، كامل، مطلق، فرد، صمد، بسيط، غني، منزّه…(1)“ وأول ما يستلفت الانتباه في هذا التحديد للذات الإلهية ومقوماتها، أن الله يتجلى فيه جوهراً تتبعه مقولات الكمال والمطلقية والإفراد والصمدية والبساطة والاستغناء بنسق شكلي يحاكي نسق نظرية أرسطو في المقولات. كما يستلفت الانتباه بعد ذلك، أن هذه (المقولات) أو الصفات – بتعبير أفصح - ليس بينها صفة واحدة جديدة تتفرَّد عن الصفات التي خلعها الفلاسفة الإلهيون، واللاهوتيون، وعلماء الدين على الجوهر الإلهي. مما يصح معه القول إن مقومات عقيدة التنزيه خليط من صفات مكررة مأخوذة من هؤلاء.
فإذا جاوز المرء هذا، فألقى سؤاله: ما معنى أن يكون الله واجب الوجود، كاملاً، مطلقاً، فرداً، صمداً، بسيطاً، غنياً؟ ثم ما فائدة كل هذا الذي يوصف به الله بالإضافة إليه؟ تبين له في الجواب ما في عقيدة المنزِّه من الرِكَّة والكهامة:
فأما واجب الوجود، فلفظ دال على أن الله، موجود وجوداً أزلياً أبدياً، وأن وجوده، لازم لا وهم منه.
فأما الكامل، فالتام وهو ضد الناقص.
فأما لفظ الفرد، فدال على الوحدانية؛ أي هو الله واحد لا يشاركه في الوجود إله آخر.
فأما الصمد، فهو الخالد الباقي.
فأما الغني، فهو المكتفي بذاته.
فأما البسيط، فضد المركب.
فأما المنزَّه، فهو الجوهر الذي أبعد عنه المنزِّه ما لا يحب له من الصفات.
فيتضح من ذلك أن لكل صفة من هذه الصفات معنى قائماً فيها عبر عنه لفظ. واللفظ صوت. والصوت موضوع من قبل البشر بالاتفاق. ولأن الألفاظ من وضع البشر، فلا جرم أن تحتمل النبث في ما دلّت عليه من المعاني. والنبث في المعاني ههنا غايته النظر في الأبعاد الفلسفية والمنطقية لهذه المعاني؛ لمعرفة هل هذه الأبعاد متوافقة مع ما يرتضيه لها العقل؟
وها هي على التوالي:
فأما معنى واجب الوجود، فيحتمل معنى جائز الوجود.
إذاً فكيف سبيل المنزِّه إلى ترجيح الوجوب ونبذ الجواز؟ فإنه إن رجح الوجوب، فبم يكون قد أتى؟ أيكون أتى بغير ما أتى به الدينيون إذ قالوا مع الفلاسفة الإلهيين بأن الله واجب الوجود، وليس في جعبتهم من دليل على وجود واجب الوجود إلا اللفظ المرسل على عواهنه، والظن الأبتر؟
وأما صفة الكمال تضاف إلى الله – وبعض الدينيين لا يجوِّز إضافة هذا الوصف إلى الله - فلكالصلابة تضاف إلى الحجر. فكما أن الصلابة لا معنى لها عند الحجر يشاكل معنى الصلابة عند الإنسان، فكذلك الكمال لا معنى له عند الله يشاكل المعنى الذي له عند الإنسان. فإن أبى المنزِّهُ إلا أن يكون له عند الله عين المعنى الذي له عند الإنسان؛ فقد صار الله عنده حينئذ ليس شبيهاً بالإنسان فقط بل متبعّضاً أيضاً على أجزاء – وسيأتي تفسير التبعيض - وهذا مما يخالف عقيدته وينقضها. ثم ما معنى أن يكون الله كاملاً؟ أيشرف الشيء بالكمال ويتميز؟ فإن كان الشيء يشرف بالكمال ويتميز، فقد شرفت بالكمال وتميزت أشياء: فمن الأعداد ما هو كامل كالواحد، ومن الموجودات ما هو كامل كالطاقة، ومن الإنسان ما هو كامل كالخلية، ومن الهندسة ما هو كامل كالدائرة... بل إن كل موجود كاملٌ بذاته، فالناقص لا يوجد أصلاً. وإن تحقق في موجود نقصٌ بعد وجوده عرض لهذا الموجود الانقراضُ والزوال كما عرض لأسلاف البشر وللديناصورات إذ نقصت قدرتها على مغالبة ظروفها الطارئة، وكما سيعرض ذلك للشمس حين تستنفد طاقتها بالنقصان التدريجي.
ومن جهة، فالله إذ هو كامل، لا بد أن يكون ضديداً لناقص. إننا لا نستطيع أن نفهم معنى كمال الله إلا بعرض كماله على ناقص؟ فأي شيء هو هذا الناقص الذي يمكننا أن نعرض الله عليه لنفهم حقيقة كماله؟ أهو واحد من الموجودات المادية؟ أهو الإنسان؟ أهو كائن آخر من الكائنات الحية؟ أهو العدد؟ أهو...؟ فإن كان واحداً منها، أو كان جميعها، فهل يجوز عرض كمال الله عليها – وهذا في حال الاعتقاد بأن هذه الأشياء ناقصة، وهي ناقصة في نظر المنزِّه - والله مفترق عنها بعظمته وجلاله؟ إن الله لكي تُفهم صفة كماله حق فهمها، يجب أن يقاس بذاته وبصفاته إلى إله آخر ناقص بذاته وبصفاته. ولكن هل ثمة إله آخر ناقص بذاته وبصفاته ليقاس الله عليه؟
فأما معنى الوحدانية، فإنه ليصك الجبين صكاً بسؤال: هل الله واحد في الوجود حقاً؟
ولا مفر للمنزِّه من الرد عليه بالإيجاب. وحينئذ يرد عليه المعترض بسؤال أيضاً: فما هذا الكون بإزاء الله؟ أليس وجوداً مشاركاً لوجود الله؟ فإن قال المنزِّه: كلا، ليس هذا الكون إلهاً ليكون مشاركاً لله في الوجود. قال المعترض: إن الوحدانية بالإضافة إلى الله مطلقة! ولأنها مطلقة، فقد وجب أن يمتنع امتناعاً على الإطلاق أن يكون بإزائها وجودٌ غير وجودها، سواء أكان هذا الوجود مادياً أم كان روحياً، وإلا كانت الوحدانية نسبية بين إله وإله وهذا خلف باطل. فإن قال المنزّه إثر ذلك: إنما الله روح ينفذ في الوجود المادي بلا عوائق، قال المعترض: إذاً فقد تحيز الله إذ ينفذ في الوجود المادي. وكيف يتحيز الله، والله في لاهوت التنزيه منزَّه عن التحيز!؟
فأما معنى الصمد الذي يضاد العدم – وهو المعنى المقصود عند المنزه - فيقابله وجود الكون. فإن الكون بما هو وجود، صمدٌ باق بهيولاه لا ينعدم في حساب علماء الفيزياء الكونية وإن استحال إلى نقطة أصغر بملايين المرات من نقطة في نهاية جملة. فإذا كان لصمدية الله مقابل، فما قيمة صمديته؟ فإن أنكر المنزه صمدية الكون، فعليه في هذه الحالة أن يأتي على ذلك الإنكار ببرهان رياضي ينقض برهان علماء الفلك، وإلا فلن يكون لإنكاره قيمة أو وزن.
فأما إن الله غني مكتف بذاته، ففكرة لا تثبت أمام خلق الكون والإنسان… فإن الله لو قد كان غنياً بذاته عن كل شيء، فلماذا خلق الكون والإنسان؟ وكذلك إذا كان غنياً عن كل شيء، فلماذا ليس غنياً عن التنزيه؟
فأما أن يكون الله بسيطاً بحجة أن المركب ينحل ويتفكك إلى أجزاء، أما البسيط فلا … فمردود بالسؤال: ألا يمكن أن يكون الله مركباً، ولا ينحل؟ وبالسؤال: إن كان الله بسيطاً، فكيف للبسيط أن يخلق؟ وبالسؤال أيضاً: إن كان الله بسيطاً، فكيف يوصف البسيط بالكمال والكمال هو أن تتم أجزاء الشيء، والبسيط لا أجزاء له؟
فأما معنى الإطلاق، فأن يمتد المطلق في اللا نهاية. ولكن كيف يكون الله ممتداً بلا نهاية، وثمة عائق يعوق امتداده وهو الكون كما تقدم؟ فإن يكن الله مطلقاً يسد كل الجهات – إن جاز أن تنسب للمطلق جهات - من اللا نهاية إلى اللا نهاية، فأين موقع الإنسان في هذه اللا نهاية، أهو في داخلها أم في خارجها (والخارج ممتنع)؟
ويبلغ المنزِّهُ بمذهبه قصاراه حين يجعل الله منزَّهاً عما يستكرهه له من الصفات والأفعال. ولكن هل يجوز أن ينزّه الله عن صفات وأفعال يستكرهها المنزِّه؟
إن القول بجواز ذلك، يفضي إلى فكرة باردة كالجليد يتقرقف منها العقل ولا يدفأ. وتتمثل هذه الفكرة الباردة في تدمير قدرة الله المطلقة وحريته، إرادته، مشيئته. فإن الله يجب أن يكون حراً حرية مطلقة يفعل ما يشاء من خير ومن شر، وليس لبشر أن يقيده بقيد مما يحب له أو لا يحب من الصفات والأفعال.
فماذا يكون البشر حين تكون له القدرة على أن يخضع إلهه ذا القدرة المطلقة والمشيئة المطلقة لإرادته!؟ وماذا يكون إلهه حين يرضخ لإرادة هذا البشر؟ هل يكون إلهه في هذه الحالة شيئاً آخر غير قطعة من الرخام بيد نحات، أو عجينة من الشمع بيد فتاة في حصة الأشغال؟
بيد أن للمنزِّه منطقه، فهو يرى أن الشرّ بكافة ألوانه إذا نسب إلى الله أضرت نسبته إليه بكمالاته. فإن نسب إلى الله أنه يتجسد، أو يموت، أو يظلم، أو يعبث، دل ذلك في منطقه على أن الله، وإن كان قادراً على أن يتجسد ويموت ويظلم…، لا يفعل ذلك – ولا أحد يدري كيف يكون للخالق قدرة مطلقة ثم إنه يعطلها ! - لأن ذلك ممتنع عنده في العقل أولاً، ومنقص من كماله ثانياً.
فأما امتناع حدوث ذلك في العقل، فيرد عليه: بأي عقل.. أبعقل الله أم بعقل البشر؟ فإن قال بعقل الله، قيل له: وكيف علمت أن ذلك ممتنع في عقل الله؟ ثم كيف يكون شيء ممتنعاً في عقل الله؟
فإن قال بعقل البشر، قيل له: وهل يصح إن امتنع ذلك في عقل البشر، أن يمتنع في عقل الله؟ إن عقل البشر قاصر، ولكن عقل الله بريء من القصور. ومثال ذلك أن عقل البشر يعجز عن تصور أن جزيئاً من الذرة، يحل في مكانين متباعدين في آن واحد، فهل يصح أن يرفض العقل هذه الحقيقة لأنها من الحقائق التي لم يعتد على تصورها عقلُه؟
فأما امتناع حدوث ذلك، لأن ذلك ينقص من كمالات الله، فيرد عليه: ما هي كمالات الله بالإضافة إلى الله ذاته؟ هل كمالاته مثل الكمالات التي عند البشر؟
حسن! أفلا يكون الله كاملاً في نظر الله، إن هو استحال إلى بشر؟ فإن قال المنزّه إن تحول الله إلى بشر إهانة، قيل له: هي إهانة في نظرك أنت لا في نظر الله، ثم كيف تلحق إهانة بالله، والله لا يهان ألبتة؟
والأخطر من ذلك أن المنزِّه يصف الله بصفة البسيط، والبسيط لا يتغير. ولكن المنزِّه لا يراعي أنه يقوض هذه الصفة حين يجعل الله في حالة التحول متغيراً: فمن الكمال والكرامة، إلى النقص والمذلة.
مما يوحي بأنه يطلق لفظه بلا روية!
___________________
(1) الأستاذ ضياء الشكرجي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=547059









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ نعيم ايليا المحترم
nasha ( 2017 / 4 / 19 - 14:00 )
كل الأفكار المطروحة في المقال عن تنزيه الإله أفكار دائرية مغلقة لا تصمد أمام المنطق البشري.
الانسان في الواقع هو مخترع أو خالق الإله وليس العكس ولذلك خلق الإنسان الهه على هيئته وشكله هو.
لكل إنسان الهه الخاص به يختلف عن آلهة الآخرين ، ببساطة لاستحالة التطابق الكامل الشامل بين اي كائنين بشريين ، جسمانيا ماديا ، وعقليا ، ونفسيأ ، وعاطفيا
التباين بين البشر لا يمكن السيطرةعليه بحل علمي منطقي أو تجاري او نفعي أو تنافسي او عدائي او اكراهي او كرهي ...الخ
الحل الأجدى للتخلص من التباين هو التسامح والمحبة والتضحية والتمسك بالقاعدة الإنسانية الذهبية وهي (أفعل لغيرك ما تقبل غيرك أن يفعله لك(
تحياتي


2 - إلقضايا المنطقية
نعيم إيليا ( 2017 / 4 / 19 - 17:15 )
في حياتنا عزيزي الأستاذ ناشا قضايا عملية وقضايا نظرية.
واللاهوت صناعة ذهنية كما ذكرت في المبتدأ. فمسائله تجري في عالم ما وراء الطبيعة، وذا عالم يعتمد على الإيمان لا على العلم والمنطق
ولكن اللاهوتي قد يلجأ إلى العقل أو المنطق في تفسير أو تبرير مسائله الماورائية والترويج لها. وحينئذ لا مناص لك من معالجة منطقه بمنطقك. فإما منطقه وإما منطقك. ويكون منطقك غالبا إن استطعت أن تكشف ما في منطقه من عيوب وضعف.
فالقضايا التي من هذا النوع والتي أمست قضايا منطقية بانتحالها المنطق، لا شأن لها بحياتنا العملية. وقد لاحظت من قبل أنك لا تفرق بين القضايا النظرية كهذه القضية والقضية السابقة التي وردت في المناظرة وبين القضايا العملية.
رأيك ليس خطأ يا عزيزي ولكنه في مكان خطأ.
أحييك تحية طيبة وأشكرك جزيل الشكر.


3 - تعدد الالهة ولاهوت التنزيه
مالوم ابو رغيف ( 2017 / 4 / 19 - 18:20 )
الزميل العزيز نعيم ايليا
تحياتي
انا اعتقد ان اي تنزيه لاله هو انتقاص منه وتلويث له، ذلك ان الادنى لا يستطيع ان يمنح الاعلى ارتفاعا، ولا الناقص يمنح كمالا.ـ
لاهوت التنزيه هو اسلوب ركيك للتميز عن المؤمنين الاخرين، اذ ان الاصل في المسألة هو الاعتراف بوجود اله، ايا كانت صورة هذا الاله، والجدال بين هذا وذاك حول صفات الاله سفسطة كلامية سطحية، المسألة الاساسية هي الاعتراف بوجود خالق للكون يسمى اله.ـ
كما ان القائل بوحدانية الاله عندما يميز الهه عن اله الاخرين بمنحه صفات او تنزيهه من صفات فانه يضيف اله اخر غير ذلك الموجود الذي تعبده الناس.ـ
اذ تميز الاله او تعددت صفاته، يعني تعدد الالهه، فالاله متعددة لتعدد صفاتها التي تميزها


4 - بالحق نطقت
نعيم إيليا ( 2017 / 4 / 19 - 18:56 )
أشكرك عزيزي الأستاذ مالوم على هذه المساهمة القيمة
نعم، إن تنزيه إله هو خلق إله. .قد كنت سميت هذه المساجلة: خلق إله جديد، ثم استبدلت بالتسمية اسم لاهوت التنزيه.


5 - اولوية الجانب العملي التطبيقي
nasha ( 2017 / 4 / 20 - 01:20 )
اعي جيدا يا استاذ نعيم ان موضوعك فلسفي بحت ولكنني اخترت ان اخرج عن موضوع الفلسفة هذا عمدا لابين للقارئ ان هذا الموضوع برمته وكما يقال هو (دق ماء يطلع ماء) مجرد دوران في دوائر مغلقة .
موضوع تنزيه الاله اصلا فكرة فلسفية ميتافيزقية افلاطونية بحثا عن الحقيقة TRUTH اقتبستها وطبقتها الاديان .
افلاطون نفسه صاحب الفكرة لم يتمكن من حل مشكلة مصدر الشر.
اذا كان الاله كلي القدرة اذن لماذا لا يستطيع ان يخلق احسن الشرور ايضا؟
البحث عن الاله هو البحث عن الحقيقة وهذا الجانب يتولاه الباحثين في العلوم الطبيعية والفلسفة والمنطق.
والبحث عن الاله (الحقيقة) يتطلب الامن والسلام والعدل والاستقرار وهذا بدوره يتطلب البحث عن المُثل العليا والاخلاق التي تدعم الامن والسلام والعدل والاستقرار

نحن اليوم في الشرق الاوسط نحتاج الى البحث عن مخرج للمازق الاخلاقي الذي تعانيه المجتمعات ولذلك علينا ان نخوض في هذا الجزء لان منظومة الاخلاق فشلت في توفير المعايير الاخلاقية السليمة ولسنا في حاجة حاليا الى الترف الفكري الفلسفي النظري.
تحياتي


6 - اعتذار من الخطأ
نعيم إيليا ( 2017 / 4 / 20 - 07:00 )
عزيزي الأستاذ ناشا
كتبت لك في ت 2 (لا تفرق بين القضايا النظرية...) والحق أنك تفرق. أرجو إهمال لا النافية
أنت تفرق في الأهمية بين الجانب النظري من الدين والجانب العملي التطبيقي (الأخلاقي بالدرجة الأولى) ولست مخطئاً كما قلت. ولكنك ستخطئ إذا اعتبرت مناظرة بين مسلم ومسيحي ولاهوت التنزيه جدلا دينياً، أو حديثاً مترفاً عن قضايا دينية لا صلة لها بالواقع. .
الداعشي الذي يكفر المسيحي يعتمد على نص. ولكي تردع التكفير الذي يقود إلى مزاولة العنف، فأنت مضطر إلى النظر في النص. ولا أعتقد أن النظر في النص مما لا يُحتاج إليه في ( الخروج من المأزق الأخلاقي...).
وحين يزعم المنزه أن الله بسيط، ثم يقول لك إن الله البسيط إذا تجسد في إنسان، أنقص ذلك من كماله أي تغير. والبسيط كما نعلم لا يتغير.
وكذا حين يسلم بأن الله واجب الوجود هكذا من غير اعتماد على شيء من دليل، ثم يقول لك إن دليله العقل، والعقل السليم كما نعلم لا يقبل شيئاً من غير دليل.
وهكذا...
ولقد خدمت مقالتي الإلحاد من حيث لم أرد ذلك ! لقد أردت تعزيز بعض الحقائق المنطقية التي أذلها المنزه بمنطقه المتعجل. وهذا كل شيء
وشكراً لك


7 - الكراهية والحقد
nasha ( 2017 / 4 / 20 - 08:36 )
الاستاذ نعيم اشكرك على التواصل ولا يهمك الخطأ
شوف يا استاذي العزيز مشكلة العالم اليوم هي الارهاب الاسلامي.
انا (وكما يقال اعوذ بالله من كلمة انا ) ارى سبب الارهاب الاسلامي الوحيد هو الكراهية والحقد والحسد ولا غيره.
كل العالم يقول ان الانتحاريين الاسلاميين ينتحرون للحصول على الجنة والحوريات ايمانا بالميتافيزقيا الاسلامية ولكنني لا ارى هذا هو الدافع وراء الانتحار.
لا والف لا المنتحرون الارهابيون بالحقيقة مرضى بمرض الكراهية والحقد العميق انهم مرضى نفسيين .
الموت ضد غريزة البقاء ، غريزة البقاء موجودة لدى كل الكائنات الحية حتى عند الفايروس الذي يقاوم الدواء من اجل البقاء.
مع احترامي الشديد لاخوتنا واخواتنا المسلمين والمسلمات كلهم ضحايا لثقافة الكراهية والحقد الاسلامية بدرجات متفاوتة الا القليل منهم.
الكراهية مرض نفسي خطير جدا لا ينتبه اليه الناس
انطلاقا من هذه القناعة انا اركز على الجانب الاخلاقي من المعتقد ولا اهتم كثيرا بالبناء الميتافيزيقي التخيلي المافوق طبيعي.
تحياتي


8 - الكراهية
نعيم إيليا ( 2017 / 4 / 20 - 09:50 )
( الكراهية مرض نفسي خطير جدا لا ينتبه إليه الناس )
كلام سليم!
والآن ألا ينبغي أن يعالج هذا المرض؟
لن تنفي وجوب معالجة المرض بالتأكيد. حسن، السؤال الآن كيف تعالج الكراهية؟
هل يمكن أن تعالج من دون النظر في الأسباب التي توجدها؟
وهكذا بعض الأفكار اللاهوتية التي تنتج الفرقة والعداوة والخصومة ينبغي أن تعالج بما يستأصل ناب شرها أو بما يخفف على الأقل من تأثير عضه في النفوس الضعيفة
وشكرا لك عزيزي


9 - ما وراء التنزيه
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 20 - 11:11 )
تحية طيبة لكم أخي نعيم و للضيوف الكرام،

أعتقد أن التنزيه عند من يعتنقه هو الحل التوفيقي بين حاجته للإيمان بإله ما و عدم قدرته على الإستغناء عنه (لأسباب عديدة ليس هُنا مقامُ تعدادها)، و بين الصدمة الناشئة عن تعارض: الصفات و المطالب و العبادات التي تنسبها الأديان له مع القيم الجمالية التي يعرفها الإنسان بطبيعته البيولوجية (كالحب، الانجذاب نحو الجمال، التآخي، التعاطف الإنساني المشترك، إلى آخر القائمة) أو الحاجات البيولوجية الصرفة (مثل التفرُّد و التميُّز، الحرية، الانطلاق، الخ).

التنزيه كقضية عقلية خاضعة للمنطق هو بناء ٌ لا أساس له، أُقيم و تقسَّم إلى غرف ٍ زُخرفت بشكل ٍ جميل ٍ رائع، لكن َّ رياح الفكر كفيلة بهدمها بسهولة، و أسهل ُ ما نستهلُّ به هو السؤال: كيف يصفُ المنزِّه ما لا يعرف و ما يمتنع فحصُه؟

مقالك َ خوض ٌ جميل، و تحفيز ٌ للفكر، للارتقاء بالوعي، و هو ما نريده لشبابنا و شاباتنا العرب، أن يبدؤوا بالتفكير!

احترامي و مودتي!


10 - الإيمان والمنطق
نعيم إيليا ( 2017 / 4 / 20 - 11:56 )
أهلا بأخي العزيز نضال الربضي. سعيد جدا بوجودك معنا.
( كيف يصف المنزه ما لا يعرف وما يمتنع فحصه)
سؤال ذكي في محله! إنه الإيمان وحسب، فلماذا يحاول التنزيهي أن يؤسس الإيمان على المنطق أو العقل!؟ هذا مستحيل
كان كيركيغارد فيلسوفا وجوديا مسيحيا واسع العقل وتأثيره في الفلسفة معروف. وكان شديد الإيمان ولكنه لم يحاول أن يفسر إيمانه بالعلم أو بالعقل. كان يقر بأن في الدين قضايا لا يستوعبها العقل فيقول عنها إنها أسرار إلهية لا يدركها الانسان وكفى ولم يعمل عقله فيها.
أشكرك يا عزيزي شكرا جزيلا على الإضافة الجميلة.


11 - العزيز نعيم إيليا
نضال الربضي ( 2017 / 4 / 20 - 13:43 )
يشرفني الحضور لديكم أخي الطيب!

فكركم جميل، متين، و مُتقنُ العرض!

اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف