الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهيار الاخلاق

حافظ خليل الهيتي

2017 / 4 / 20
المجتمع المدني


في بواكير الشباب ، وبداية التعامل الجدي مع الحياة ، وعند مواجهة متطلباتها واحتياجاتها ، لم يكن ليخطر في بالي ان بين البشر ، من يحمل صفات غير انسانية ، وقد تصل الى حد الجشع المقرف و التوحش المريع كما نراه اليوم .
ان ما نلمسه ، من خلال التعامل اليومي مع الاخرين ، ان هناك من فاق المفترسات عدوانا و ضراوة ، حتى بلغ الامر أقصاه من اللاإنسانية و الطغيان ، فهناك من يقتل لاجل مكسب مادي ؟ وهناك من يرشي ليحصل على صوت ناخب ، وآخر يزوّر للوصول الى مكان ليس له الحق فيه ، و سياسي يوعد ولا ينفذ وعده ، وآخر يدفع لاغتيال منافس او معارض ، هذا وقد تجاوزنا افعال الارهاب بكل اشكالها ومسمياتها فذلك شأن آخر .
لقد تمادى البشر كثيرا في غيهم ، واسرفوا في جشعهم لحد لا يمكن للعقول الانسانية السوية ، من تقبل الامر واستساغته .
اما ان يصل الامر ، لمحاربة الكتاب والشعراء والادباء والفنانين ، وبذل الجهد والوقت ، لالحاق الأذى بهم ، فهذا أمر فاق كل تصور ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ؛ رجل تجاوز السبعين من العمر ، ويحمل شهادة عليا ، يتنكر بإسم مستعار على مواقع التواصل ليسيء لشخص ، لا ذنب له ، الا لأنه ابدع في لون من الوان الادب ، وأخر يطلب صداقتك باسم مستعار ، وصورة رمزية ليست صورته ، وحين تتأخر عن اضافته يعلق على موضوع لك بأشنع ما يكون ويتهمك باقذر التهم .
طبيب ادى القسم عند التخرج ، أن يخدم مرضاه بكل اخلاص ، وحين يمارس مهنته ، يتحول الى ذئب ينقض على فريسته ، فلا يقوم بواجبه على اتم وجه في المستشفى التي تدفع له راتبه و مخصصات تفوق مايحصل عليه غيره في عام كامل ، وفي عيادته يكتب العلاج برموز ، لايمكن ان تصرف قائمة دوائه ، الا من قبل الصيدلية التي له نسبة فيها . وصاحب صيدلية يبيعك الدواء ، بأضعاف سعره في مكان آخر ، وعند محاججته ، يدعي ان دواءه من منشأ اصيل كذبا وبهتانا .
هكذا هي الحال ، بعد ان تجرد الانسان من قيمه وضميره وما تمليه عليه الشرائع والاخلاق ليمعن بايذاء ابناء جلدته ، من اجل السحت الحرام الذي يكسبه، وبكل الوسائل دون وازع .
وبعد ذلك يستثمرون اموالهم ببناء منازل كبيرة وعمارات ثم يفرضون على من يؤجر منهم بان يشاركوه في عمله و المؤسف و المحزن ، ان مجتمعاتنا في هذا الزمن البائس تقدم من امتلك المال ، على من رأس ماله نزاهته وخلقه دون النظر الى الطرق التي جمع بها هذا اللص امواله من اكل مال الغير و غبنهم ، ومن خلال شقاء البائسين و المرضى وغيرهم
لذا توجب على جميع الاخيار ، في المجالات كافة ، من مثقفين وكتاب ومصلحين وكل الشرفاء ان يبدأوا بتشخيص مثل هذه الحالات المزرية ، وكشفها وتعريتها وفضح اصحاب هذا السلوك الشائن ، لعل بالامكان على الاقل الحد من هذا التدهور الاخلاقي وتداعياته الخطيرة على المجتمع والإنسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين


.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين




.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا


.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين




.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر