الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة العربية في زمن الثورات والحروب

حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)

2017 / 4 / 20
التربية والتعليم والبحث العلمي


تتأثر البيئة الثقافة السائدة بمجمل الظروف السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تطفو الى السطح نتيجة احتكار السلطة السياسية وتقاطع المصالح السياسية والافتقار الى الديمقراطية، فالحروب العسكرية والثورات الجماهيرية التي تُحدث خراباً سياسياً تؤثر سلبياً في الثقافة السائدة فيجعل المواطنين ينفرون من قراءة الكتب وتتأثر عجلة الدراسة وتقل حماسة الشباب لاكمال دراساتهم الجامعية وينتشر الفساد في المؤسسات العلمية.
هذا ماحصل في العراق بعد أن خاض ثلاث حروب في أقل من 30 عاما، الاولى مع ايران واستمرت 8 سنوات والثانية على أثر تحرير الكويت عام 1991 والثالثة عام 2003 وانتهت باسقاط النظام السياسي وبناء نظام اخر. لم يكن الحال باحسن في مصر وليبيا واليمن وسوريا وتونس عقب ثورات الربيع العربي، فالمؤسسات العلمية والأكاديمية والثقافية تأثرت الى حد كبير بالفوضى السياسية السائدة الى الحد الذي باتت العديد مِن الجامعات المصرية تمنح شهادات الماجستير والدكتوراه لأشخاص لا يملكون الحد الأدنى من الثقافة.
أما العراق فقد أُخرجت جامعاتها من التصنيف العالمي اعتبارا من عام 2016 بسبب الافتقار الى المعايير العلمية، فهنالك جامعات عديدة غير معترف بها، فضلا عن وجود جامعات تمنح شهادات البكالوريوس لخريجيها دون ان تتوفؤ فيهم الشروط المطلوبة، اذ أصبح هدف الجامعات العراقية الأهلية الربح المادي بالدرجة الأساس واهمال الجانب العلمي ومستقبل الطلبة فلا يعقل أن تُمنح شهادة البكالوريوس لخريجين لا يعرفون التحدث باللغة الانكليزية مع ان دراستهم الجامعية لأربع سنوات كانت باللغة الانكليزية!
أما فيما يخص جوانب الثقافة الاخرى فنجد ان دور النشر باتت تطبع كتب ذات محتوى هزيل يعود تاريخ معلوماتها الى عقود مضت ومليئة بالأخطاء العلمية واللغوية والفكرية وتتشابه الكتب ضمن الاختصاص الواحد في محتواها بسبب السرقات العلمية واعتمادها على مصادر قليلة أو بسبب الاعتماد على مقالات منشورة في منتديات الانترنيت ومواقع تجمع كتابات من هنا وهناك دون توثيق مصادرها.
هنالك حقيقة هي ان الثقافة العربية باتت تحتضر بعد الفوضى السياسية وضعف رقابة الدولة والمجاملات السياسية والعلمية والثقافية الحاصلة من أجل كسب الأصوات في الانتخابات، فالكتب والصحف والمجلات والمنتديات الثقافية والمؤتمرات العلمية أصبحت تعج بأنصاف المثقفين بل بالاميين وأصبح المؤتمرات العلمية لا تخرج بنتائج علمية تضيف شيئا جديدا الى الثرات العلمي، فالمشاركين فيها لا يخرجون الا بصور السيلفي وبوجبات عشاء دسمة وعلاقات مبنية على (ادعني الى مؤتمرك كي ادعوك الى مؤتمري).
هنالك دليل واضح على ما قلناه الا وهو ان 95% من الجامعات العربية تحتل المراكز المتأخرة من التصنيف العالمي رغم الامكانيات المادية والبشرية الهائلة التي تحصل عليها من وزارات التعليم العالي في الدول العربية، كذلك ان عدد قليل من مؤلفات اساتذة الجامعات العربية تمت ترجمتها الى اللغات العالمية، وان عددا قليلا من البحوث العلمية في الجامعات العربية اُستحقت مناقشتها على مستوى عالمي.
ماذا علينا أن نفعل؟ تحديدا في العراق من اجل رفع مستوى الجامعات واحياء النشاطات الثقافية التي كانت بغداد والمدن العراقية تزخر بها ويشارك فيها الالاف من العراقيين وكيف يمكن اعادة الروح الى جامعاتنا والقضاء على الفساد الذي استشرى فيها؟ ينبغي أولا أن يتم فصل المؤسسات العلمية والثقافية عن المؤسات السياسية والدينية، فالسياسي العراقي يسعى لافساد كل شيء بدءا من المدارس وانتهاء بالجامعات والنقابات والاتحادات والمنظمات، أما المؤسسات الدينية فيِ العراق فتسعى للقضاء على العلم والثقافة كي تكون هي البديلة ةلمنع العقل العراقي من التفكير ا لعلمي وان يحل محله التفكير الديني الطائفي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة