الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخليفة الحالم بعضوية الاتحاد الصليبي

عادل صوما

2017 / 4 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استخدم الرئيس التركي إردوغان قبل الانتخابات الصورية للتعديلات الدستورية الاخيرة سلاح "حشد المشاعر الاسلامية"، وهاجم الاتحاد الأوروبي قائلا "الاتحاد يرفض عضوية تركيا فيه لأنه تحالف صليبي". وأضاف: "ذهب جميع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الفاتيكان للاستماع إلى البابا، هل أدركتم لماذا يرفضون عضوية تركيا منذ 54 سنة؟ أقولها بكل وضوح وصراحة، إنه التحالف الصليبي، وسيكون 16 أبريل نيسان موعدا للرد".
وأكد إردوغان "العالِم بالغيب في بلد غيّب الديموقراطية فيه" أن "سكان العاصمة سيصوتون بنعم في الاستفتاء المقبل، وإنهم لن يمنحوا الفرصة لأي أحد لتقسيم البلاد، وسيلقن الشعب التركي القادة الأوروبيين درساً لن ينسوه".
ضائع الانتماء
رجب إردوغان الحالم بتنصيب نفسه خليفة للمسلمين، ضائع الانتماء فعلا ما بين ماسونية اشاراته اليدوية، الواضحة تماما في "إشارة الصمود"، وحلم الخلافة وعضوية الاخوان المسلمين وعضوية الاتحاد الاوروبي وحشر الخلافة العثمانية مرة أخرى في نادي الكبار. إنتماءات متنافرة يستحيل ان تجتمع سوى في شخصية متناقضة تستخدم التبجح كسلاح لنشر ما تريد. يحلم بالاتحاد الاوروبي رغم ان مضيق البوسفور هو حدود أوروبا/آسيا الطبيعية، لأن الخليفة محمد الثاني استولي على القسطنطينية وأطلق عليها "اسلامبول" وتعني "الاكثرية الاسلامية" ثم عُدلت إلى اسطنبول تفاديا لاستفزاز مشاعر العالم المسيحي. القضم نفسه مورس مع المسلمين وسرقت تركيا لواء اسكندرون سنة 1939 من سورية. حلم الامبراطورية التي تقوم على اجزاء غيرها باسم الاسلام.
من المؤكد ان إردوغان يريد الدخول في عضوية "الاتحاد الصليبي" كما يسميه، تمهيدا للسيطرة على أوروبا نفسها؛حصان طروادة، وقد قال بعد تصريحة العنصري المتعجرف "أوروبا لنا" وطلب من المسلمين إنجاب خمسة أبناء عوضا عن ثلاثة لتسريع عملية "أوروبا لنا"، بينما يهاجم الاعلام "اليمين" الذي بدأ يصعد في أوروبا، وكأنه ممنوع على الاوروبيين الدفاع عن أنفسهم، ومسموح بتسميته متطرف.
فراغات فكرية
ليس مهما ان يصبح المسلمون أكثرية في أوروبا، لأن اهلها يتجهون لتشجيع المثلية وهدم مؤسسة الزواج وحتى رفض مسؤولية الانجاب، لكن المهم هو ان الاوروبيين سيدفعوا ثمن الايمان بالفلسفات التافهة العدمية التي انتشرت بعد الحرب العالمية الثانية، برؤية اصحاب إيديولويجات السلفية يحكمون بلادهم، ، وسيطرة الظلامية ومرض الزي الموّحد وتقسيم الناس "مؤمنون وكفار". خسارة أوروبا العلمانية كابوس يهدد الدول كافة.
المتناقضات المتوحشة التي يمثلها إردوغان وغيره أصبحت غير مقبولة مع فكرة الإله الذي خلق الناس ليتقاتلوا ويسطوا على ممتلكات الغير ويسبون النساء ويقوضون الدول بالتنمّر من أجله. هذه الافكار غير الانسانية تنتشر لوجود فراغات فكرية عميقة لا ينتبه الناس إلى خطورتها لأنهم يعتقدون انهم يملكون التقنية والسلاح. التقنية والسلاح بدون إيديولوجية فكرية فراغ يؤدي إلى شلل اصحابه امام خطط ينفذها اصحابها بهدوء مرة وإرهابيات مرة أخرى وتبجح دائما.
ما قيمة تقنية أوروبا وسلاحها أمام الحوادث الارهابية التي تطالها بشكل شبه إسبوعي؟
المثال الواضح
اتخذ خليفة المستقبل القريب إردوغان المستفيد من الاسلام سياسيا ليس إلاّ، حشد المشاعرالاسلامية ودخل حربه في سورية بأقنعة مختلفة حسب ما يجري على الارض، وبدأ حربا أهلية مع الأكراد في تموز/يوليه عام 2015 كمناورة لكسب دعم حزب قومي في البرلمان، ضاربا عرض الحائط بعواقب إنسانية مؤلمة نتيجة لذلك، ثم ضغط على رئيس الوزراء بن علي يلدريم، لإجراء تغييرات دستورية ستقضي على منصبه الذي كان الأكثر قوة في البلاد منذ عصر كمال أتاتورك، ثم فصّل إنقلابا فاشلا في تموز/يوليو الماضي ليحاكم معارضيه ويكمم الصحافة ويعيد عقوبة الاعدام لمنافسيه، ولجأ إلى قشور تشريعية لتأمين نفسه ضد محاكمته في المستقبل بسبب اعماله غير المشروعة ليصبح الإله الوحيد في سماء تركيا، بعدما حجّم الوجود السياسي للجيش أيضا.
إردوغان خلال مسعاه لعضوية "الاتحاد الصليبي" ربح سفر الأتراك بدون تأشيرة إلى أوروبا، ورفض تغيير تعريف الإرهاب في القانون الجنائي في تركيا، وأضر بعلاقاته مع واشنطن حين جعل تسليم فتح الله غولن مسألة ثأر شخصي، ووتر العلاقات مع 35 دولة منها "الاتحاد الصليبي" بتكليف وكالاته الاستخباراتية بالتجسس على الأتراك الموالين لغولن، ودمر النمو الاقتصادي الذي رفع شعبيته، واتخذ قصرا مكونا من 1100 غرفة وأصبح يستقبل الرؤساء بحرس يرتدي زي حرس خلفاء تركيا السابقين تمهيد لحلمه الأكبر وهو إعلان نفسه خليفة للمسلمين قبل ذكرى مرور قرن على حكم أتاتورك.
ولما لا؟ هل أبو بكر البغدادي أرفع شأنا منه؟ وكما يهدد البغدادي دول المسلمين وأوروبا، يقف إردوغان موقفا عدائيا من دول عربية كثيرة أهمها مصر التي اطاحت حكم شبيهه ويهدد "الاتحاد الصليبي".
المتخرجون والجامعة
أصبح إردوغان وحده من يقرر الحرب والسلم، والقائد الأعلى للبلاد، وصاحب سلطة تعيين الموظفين بدءا من درجة المديرين العامين ليتمكن حزبه من مفاصل الدولة، وهو مُقنن الصلاحية التشريعية رغم وجود البرلمان، وصاحب سلطة اعلان حال الطوارئ في حال وجود اضطرابات مزعجة له شخصيا، ما قد يؤدي إلى انفجار داخلي يمهد لحروب أهلية، لأن الفارق بين مَن صوّت "نعم" و"لا" متقارب جداً، والمناطق الكبرى المدينية التي رفضت التعديلات الدستورية، على عكس الارياف التي وافقت عليها، لم تزل في عالم اليوم في دول الشرق الاوسط هي من تثور.
تلقى إردوغان تهنئة الامبراطور وقيصر رغم بطاقات الاقتراع التركية "الذكية" على الدستور التي صُممت مثل اخواتها في إنتخابات محمد مرسي، والتزوير الذي حصل في الانتخابات التركية وسجلته فيديوهات قد صورت خلال انتخابات تركية سابقة، وتحققت منها هيئة تحرير "مراقبون" لفرانس24 التي استطاعت التحقق من مكان مكاتب الاقتراع المعنية عبر المقارنة بين مصادر عدة، منها الصحافة المحلية.
هل يحارب الامبراطور وقيصر المتخرجين في الجامعة الدينية المتزمتة ويتركان الجامعة نفسها لتفرّخ متزمتين آخرين؟ الجواب موجود في المصالح السياسية، والفراغ الايديولوجي الذي يولد الفوضى التي نراها اليوم وستكون عواقبها وخيمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هههههههههه
hhhhhh ( 2017 / 4 / 24 - 08:12 )
اذا كانت بريطانيا خرجت من الاتحاد فكيف تتوقع أن تركيا لازالت ترغب به ؟؟
شوف خلال مدة قصيرة ستعتمد عقوبة الإعدام وسيرفض شعب تركيا العظيم باستفتاء عام حر ونزيه كالعادة الانضمام للاتحاد المسخ والمفاجأة رؤوس العملاء الانقلابيين العسكر ستقطع بالمشانق
ههههههههه

اخر الافلام

.. أزمة تجنيد المتدينين اليهود تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل


.. 134-An-Nisa




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي