الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسراء والمعراج .. المعجزة المثلومة

راضي العراقي

2017 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يحتفل المسلمون هذه الايام بحادثة الاسراء والمعراج التي على اساسها أُسري ب ( النبي ) محمد من مكة الى بيت المقدس في فلسطين بواسطة الدابة المسماة البراق والتي يقال انها هجين بين البغلة والحصان .. ومن ثم انطلق في رحلة المعراج ليصل الى السماء السابعة .. بعد ان ربط دابته قرب حائط البراق او حائط المبكى حسب التراث اليهودي .. وتبدو قصة الاسراء والمعراج على ضخامة حدوثها واهميتها الا انها تعاني من كثير من الثغرات التي تجعل منها اسطورة حقيقية بكل معنى الكلمة .. وسنلخص هذه الثغرات بالنقاط التالية ..
- ان قصة الاسراء والمعراج تم تهميشها في القرآن رغم اهميتها . فلم يأتي ذكر لها او اي تفاصيل في القرآن ... فلم ترد الا في موضعين الاول في سورة الاسراء ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) اما الثاني فقد ورد بعد ذلك عن المعراج في سورة النجم والتي تصف اقتراب محمد وجبريل من سدرة المنتهى في السماء السابعة { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * .. الى اخره .. هذا التهميش والاختصار في رواية هذه القصة لا يتناسب مع خطورة واهمية الحدث .. فالقرآن يزخر بعشرات المواضيع والقصص التي تبدو اقل اهمية من قصة الاسراء والمعراج .. فمثلاً ، ماذا تعادل قصة ابتلاع الحوت لنبي الله يونس امام هذه ( المعجزة ) المذهلة .. وماذا تعادل قصة يوسف بتفاصيلها المملة مع هذا الحدث الجلل .. وماذا يعني ان يتناول القرآن قصة المرأة التي تجادل النبي في زوجها .. وبقية التفاصيل التي لا ترتقي بأهميتها الى مستوى ( معجزة ) الاسراء والمعراج التي كان يمكن ان تتجاوز معجزات بقية الانبياء التي تملىء قصصهم القرآن .. فقصة شق البحر بعصا موسى لا تعادل شيئاً بمقياس المعجزات امام هذه ( المعجزة ) الكبيرة .. لكن هذا التناول الخجل من جانب القرآن لهذه ( المعجزة ) جعلها تبدو غير ذات اهمية .. حتى انها تحولت الى مجموعة من القصص المروية عن النبي .. بتفاصيل واضافات غير موثقة .. فكانت تتناقلها الالسن كل حسب طريقة وصفه .. الامر الذي اكسبها المزيد من البعد الاسطوري والخيالي ..
- اختلف المسلمون في تاريخ حدوثها بشكل مثير للشبهات .. فرغم اهميتها كما اسلفنا .. فأن المصادر التاريخية تختلف في توقيتها سواء على مستوى السنوات او حتى على مستوى الشهور .. او حتى المكان الذي انطلق منه .. فمنهم من قال انها حدثت قبل الهجرة بخمس سنوات ومنهم من قال انها حصلت قبل الهجرة بسنة ونصف .. لكن هناك من يؤكد انها حدثت قبل سنة من هجرة النبي الى يثرب .. اما اختلاف الشهور فهناك من يؤكد انها حصلت في شهر ربيع الاول ومنهم من يقول انها في رجب واخرين في رمضان وجماعة يقولون في شهر ذي القعدة .. اما اختلاف مكان انطلاق الرحلة فهو الاخر مثير .. فمنهم من يقول ان اسري به من بيته ومن قال انه اسري به من بيت ام هانىء وقول ثالث يقول انه انطلق من الحرم .. كما اختلفوا فيما اذا اسري به بالروح ام بالجسد ام بكليهما . وهذا الاختلاف يجعل من هذه القصة وكأنها كانت مجرد حدث عابر .. وبالتالي فهي لا ترتقي الى ان تكون ( معجزة ) يعتد بها .
- تتحدث القصة عن اسراء النبي من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى .. وتاريخياً ، فأن المسجد الاقصى لم يكن قد بني في زمن ( النبي ) بل ان القدس او اورشليم لم تكن بيد المسلمين ولم تفتح القدس الا في عهد عمر بنزالخطاب سنة 15 للهجرة .. ومهما حاول المسلمون معالجة هذه الثغرة عن تاريخ القدس والمسجد الاقصى بأعادتها الى عصور ادم وسليمان وغيرها .. الا انها تبقى بحاجة الى ترقيع مسألة كون المسجد الاقصى لم يكن له وجود في ذلك التاريخ .
- تبدو التفاصيل التي رويت عن ( النبي ) محمد اثناء رحلة الاسراء والمعراج مرتبكة وفيها العديد من الجزئيات والمتناقضات . فتناقل تفاصيلها عن ( النبي ) محمد اعطى المجال لكثير من المحدثين للاضافة والتزويق .. فخرجت علينا قصة فيها من التفاصيل اشياء كثيرة لا يمكن ان تناسب مفاهيم واساسيات الدين .. فالجولة التي اخذها محمد على يد جبريل بين السموات السبع كانت تتم بطريقة غريبة . فكلما كان محمد يصعد طبقة من السماء كان يلتقي نبياً او مجموعة انبياء .. فلا هو يعرفهم ولاهم يعرفونه .. وكأنهم نزلاء في فندق .. هذا عدا عن عبثية الحوار الذي يدور بين الطرفين وخاصة في حوار محمد مع موسى الذي كان ينصح محمد بتخفيض عدد الصلوات التي امر الله النبي محمد بتبليغها الى امته والتي بلغت خمسين صلاة في اليوم .. ولولا نصائح موسى الذي كان يطالب محمد بتقليل عدد الصلوات في كل مرة يصادفه اثناء نزوله الى الطبقة التي فيها موسى .. الى ان وافق الله على جعلها خمسة صلوات في اليوم الواحد .
- اما من الناحية العلمية فأن السرعة التي طار بها محمد الى السماء السابعة تبدو خيالية وتتجاوز حتى سرعة الضوء .. وبحسابات السرعة والمسافات المتناهية البعد . فأن محمد لو طار بسرعة الضوء وهذا امر مستحيل فأنه لا زال ضمن حدود مجرتنا .. ولم يخرج منها .. كما انه لو طار فعلاً في السماء لظهرت له الارض بشكلها الكروي .. ولثبت هذه الحقيقة في القرآن لتكون سبقاً علمياً يرقى الى مرتبة الاعجاز العلمي الحقيقي ..
امام هذه الحقائق تبدو معجزة الاسراء والمعراج مجرد قصة القت بمزيد من الشكوك على شخصية محمد وعلى حقيقة الرسالة الالهية التي جاء بها قبل اربعة عشر قرنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-