الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف من لمستقبل هو الخوف من الحريه - 2-

اثير حداد

2017 / 4 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الخوف من المستقبل هو: خوف من الحريه – 2-
اثير حداد


ثورات التحرر الوطني في الشرق الاوسط، ما لها وما عليها:
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ظهرت دولا شرق اوسطيه " مستقله" رغم ان العديد منها نالت استقلالها قبل ذلك بسنوات بعد ان الغي عنها الانتداب البريطاني او الفرنسي، واصبحت عضوة في عصبة الامم، ومن ثم الامم المتحده . وقبل الاستقلال هذا ظهرت احزاب قوميه متاثرة بالفكر النازي الالماني المتجلي في العرق الارقى وبناء الدولة القومية، مثال البعث في سوريا والعراق، و الناصرية في مصر. وعندما دحرت الدولة القوميه في اوربا لم تتخلى الاحزاب القومية العربيه عن فكرة الدولة القومية لا بل كانت تكنص الى الماضي معتبرتا ان كل السنوات الـ 1400 هي تاريخ الامة العربية، مع ان كل ما كان موجودا هو دولة المدينة التي تسيطر على اراضي شاسعه مثلها مثل روما سابقا و اثينا كدول مدينه.وكذلك تاسست احزاب ماركسيه تتبنى الماركسية- اللينينيه وهي عضوه في الاممية .
اما عن العراق فيحاجج البعض ان كلمة العراق قد وردت منذ زمن بعيد جدا، و يحاججون في ذلك على البحث عن معنى الاسم عراق، فالبعض يرجح انها تسمية فارسيه والبعض الاخر اراميه والبعض تركيه. الا ان ما يهمنا من هذا الموضوع هنا هو ان تلك التسميه لا تحمل ملامح وطن، اي بمعنى ماذا يضم هذا العراق ما هي مساحته وحدوده. فان اتفقنا على تسميته بانه بلاد ما بين النهرين فماذا عن شرق دجله وغرب الفرات. كما وان تسمية بلاد ما بين النهرين تمتد لتدخل الى الاراضي السوريه وبعض من الاراضي التركيه.
اعتقد ان النقاش المضغوط اعلاه عن موضوع وجود ام عدم وجود وطن يسمى العراق قبل الدخول البريطاني كان كاف فيما يتعلق بموضوعنا المهتم بـ الخوف من الحريه او الارتداد الى الوراء بسبب الخوف من الحريه والعودة الى العبودية الاراديه، المتجلية بالحنين الى الحكم العثماني او الغزوات والجواري و تقديس لحكم الوراثه العائليه، فان كان اينشتاين قد قدم فكرة سفينة السفر الى المستقبل فحكامنا ابدعوا في اختراع زنزانة السفر الى الماضي.
مرحلة ما بعد الاستقلال والحصول على الحريه كما يطلقون عليها سرعان ما تراجعت عن شعاراتها لمرحلة ما قبل الاستقلال، لا بل ان قمع الحريات العامة والفرديه اصبحت السمة البارزة لتلك المحلة. ولم يتوقف الفشل عند هذا الجانب فقط بل شمل التعليم والصحه والاقتصاد والمواصلات . وبطبعا كان الفشل الاكبر في بناء دولة المواطنه . وتعاقبت الانقلابات كما في العراق وسوريا واليمن . والحروب والاحتلال لدول اخرى كما في الحرب العراقية الايرانيه و احتلال العراق للكويت، والتدخل السوري في لبنان عسكريا والحرب الليبية الشاديه .
الملفت للنظر في هذه المرحلة هو الغزل بالماضي واعتباره، اي الماضي، هو الهدف الاسمى الذي ليس بعده هدف. فاطلق صدام حسين حملته الايمانيه بعد ان وضع على العلم العراقي كلمة الله اكبر فاصبح الجامع الجاذب الاكبر للشباب عموما والذي هو بالاساس خاضع للسلطة السياسيه عبر الاوقاف . واصبحت كتب التاريخ تعج بالصفحات التي تمجد البطل الاسطوري حسب قناعة السلطة السياسية .
اما في الجزء الشيعي من العراق، فصحيح ان صدام حسين استطاع فرض الحصار على كبار رجال الدين، الا انه لم يستطع فرض سلطته على ما يسمى " موامنه " لانهم غير مرتبطين بالسلطه عبر المرتبات وانما غالبيتهم من الطبقات الشيعية المسحوقه الريفيه ويتكون دخلهم من الخمس للسادة منهم والتبرعات والاجور من هذا الوسط الفقير. ولهذا وعلى طول الخط كانت اوضاعهم الاقتصاديه وهمومهم مرتبطة بالوسط الذي يعيشون فيه . لهذا كان الارتداد ميسرا الى حد ما لما بعد 2003 الى الماضي بشكل مكشوف، ودون مقاومة تذكر من القوى او الفكر المدني.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah