الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشعل خان،،، ضحية آخرى من إرهاب الفكر الأعوج، إلى متى؟؟!!.

سليمان الخليلي

2017 / 4 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من شاهد مقطع مقتل مشعل خان الذي أنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بوحشية كبيرة لمتعصبين كقطيع الذئاب المجتمع لقتل فريسته، مقطع سيظل شاهدا على مر التاريخ على بشاعة بشرية حاقدة، ليست مجرد رواية يرويها للتاريخ قد تكون روايته خاطئة ولكن لا توجد أصدق من هذه الصورة البصرية التي تظهر لنا أبشع صفات البشر في قتل إنسان وحيداً بوحشية تامة حيث أعطى هؤلاء المتعصبون لأنفسهم الحق في الحكم والقصاص معا كأنهم ليسوا بشرا، اشبه بالملائكة المنزهين من الأخطاء، لا يرتكبون الرذائل، بل إنهم اكثر الناس بعدا عن الفضيلة وتعاليم الإسلام.

في مقتل مشعل خان، ضحية أخرى من الفكر الاعوج، الفكر الارهابي، التكفيري، قتل الأفكار الحرة، وأفعال محصلة المجتمعات الدينية المنغلقة، التي تقاد بفتاوى من أجل مصالح خاصة، الفتاوى التي تقدس اكثر أحيانا من الآيات القرآنية، واكثر تصديقا من النظريات العلمية.

مشعل خان، شاب باكستاني، كان مشهورا في محيطه، بأفكاره الحرة، الكاره للتزمت والتشدد، المتحرر من الخرافات والاوهام، المناضل في سبيل الحقوق والحريات في مجتمعه، لأنه يؤمن بكرامة الإنسان فوق كل شي، ويؤمن بأن الدين يحمي الانسان في حقوقه وكرامته، فحتى إيمانه بالله والرسول لم يشفع له ذلك فإتهم بالالحاد وعدم الإلتزام بالدين.

مشعل خان ليس المقتول الأول ولن يكون الأخير في هذه المجتمعات المنغلقة بذاتها،
قبله قتل بوحشية كثيرون، القائمة طويلة في تاريخ الفكر الإسلامي، في أفغانستان قبلها بعامين قتلت فرخندة تلك الفتاة الملتزمة التي كادت أن تكون معلمة دراسات إسلامية حيث جادلت أحد رجال دين في آرائه المتطرفة فإتهمها بحرق القرآن فسحلت وقتلت على أيدي أولئك المتعصبين، والعام الماضي قتل الرسام الاردني نضال حتر لإعادة تغريد كاريكاتير قيل بأنها مسيئة للذات الإلهية، ونفس العام في اليمن قتل الشاب عمر باطويل لإنتقاده الفكر المتشدد من خلال تغريدات تدعو للفكر الحر، ولا أحد ينسى مقتل المفكر المصري الكبير فرج فوده من شخص أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولم يقرأ له كتاب فقتله بناء على فتاوى اهدرت دمه لانه كان يدعو إلى تجديد الفكر بعيداً عن الفكر اللأهوتي المنغلق، ولو استمع حينها إلى أفكاره التجديدية لكنا الآن في الف خير عن الواقع المظلم التي تعيشه الدول العربية والإسلامية، كذلك ستظل باقية أفكار المفكر السوداني محمود محمد طه الذي أعدم بناء على حكم ردة.

لا ننس التاريخ الطويل لحالات القتل والإعلام والسجن والحبس في تاريخ الدول الاسلامية كلها، فالقائمة طويلة جدا، فمن نفخر بإنجازتهم في صناعة الحضارة الإسلامية كانوا ضحايا لهذا الفكر كحال ابن سينا وابن رشد وجابر بن حيان والرازي وابن المقفع وغيرهم الذين اعتبروا زنادقة كفرة لانهم أتوا بافكار تنويرية، يجب أن يدرك الفكر الإسلامي، وهنا لا اتحدث عن الأسلام كدين، بل أولئك الذين جعل أنفسهم أوصايا على المجتمع وأحتكروا الدين لذاتهم كأنهم أصحابه لهم الحق في تملكه والتصرف به كيفما يشاؤون، هولاء يجب أن يعلموا بأنه لا أحد يحاسب الفرد على افكاره إلا الله، ولا أحد يحاسب فرد على افعاله خارج إطار القانون إلا القانون وحده.

في مقتل مشعل خان، السؤال إلى متى ستظل كهذه الأفعال؟!، والجواب لن تتوقف مهزلة العقل الأعوج ما دام يسنده مجتمع مغلف بالفكر الديني، وتحميه سلطة تسيس الدين لمصالحها، حيث لن تنجح هذه المجتمعات إلى الوصول لمصاف الدول المتقدمة، ما دام يقتل فكرا حرا، وتهزه كلمةٍ حرة أركانه، ومن ثم يتساءلون لماذا الدول الاسلامية تعاني التخلف، وأغلب دولها ما بين الفقر والامية والمرض، يجب أن تدرك هذه الدول بأن مقتل الانسان لافكاره هي مؤشر خطير جداً في المجتمع، دليل بأنه وصل إلى الحضيض، أبتعد عن عجلة التنمية والتطوير ، لم يعدو بين قاب قوسين او أدنى بل ابتعدوا لمسافات طويلة جدا.

الدين ليس بحاجة إلى حمايته بافعال غوغائية تسيء اليه آكثر مما تحميه، بل المجتمعات الاسلامية بحاجة إلى تصحح مسارها بتجديد الفكر وتقبل الآخر وعدم قتل اي كلمة حرة قادرة على صناعة مستقبل أفضل له.


،

،


،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه