الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة البابا لمصر دينية ام سياسية ؟..

احمد البهائي

2017 / 5 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


زيارة البابا لمصر دينية ام سياسية ؟..
غادر بابا الفاتيكان فرانسيس مصر بعد زيارة أطلق عليها تاريخية استمرت ليومين وتضمنت دعوات إلى الوحدة بين المسلمين والمسيحيين في مواجهة التعصب والتطرف ، وقد حضر البابا مؤتمرا دوليا للسلام نظمه الأزهر بحضور الامام الاكبر شيخ الازهر احمد الطيب ، ثم توجه إلى الكاتدرائية وكان فى استقباله بابا الإسكندرية البابا تواضروس الثانى، ثم بزيارة الكنيسة البطرسية وأقام صلاة المسكونية.، وقاد قداسا في الهواء الطلق بملعب الدفاع الجوي الرياضي التابع للجيش المصري بحضور قرابة خمسة عشر ألف شخص ، وبارك البابا مصر باعتبارها واحدة من أقدم الدول التي اعتنقت المسيحية وكرر دعوته للتسامح.

فزيارة البابا فرانسيس وصفت بأنها تاريخية ، بل زادو عليها بأنها يجب ان تُدرس ، حيث ثمن وزير السياحة، يحيى راشد، زيارة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان إلى مصر، مؤكداً أنها لاقت رواجاً كبيراً على السوشيال ميديا، كما أن وسائل الإعلام العالمية اهتمت بالزيارة التى شكلت دعاية سياحية كبيرة جداً لا تقدر بمال ، وتساعد فى عودة السياحة لمصر مرة أخرى ، وأنها تصب فى صالح مصر، ولابد من استثمارها بعرض الحدث على جميع القنوات الفضائية بالإضافة لعرضه على السوشيال ميديا وعمل شير بأكبر طريقة ممكنة ، بل تناولوها البعض ابعد من ذلك تفصيلا وتشريحا فمنهم من جعل منها عنوانا للغة الجسد قعوداً وجلوساً وألتواءً ، حتى عند إقامة صلاة داخل استاد 30 يونيو قيل إنها لم تكن من باب المصادفة، بل أنه أراد أن يعيد الروح الرياضية للعالم أجمع .

نتائج الزيارة ما قدمته مصر للبابا فرانسيس اكثر بكثير مما قدمه البابا لمصر ، اذاً يخطئ من يظن ان زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس لمصر كانت لمصر ومن اجل مصر وفي حب مصر ، بل العكس تماما فالبابا كان في اشد اشد الاحتياج اليها لكسر العزلة ، فالبابا لا يهمه الحوار مع الاسلام او عودة ما يسمى بحوار الاديان ، لانه تحقق ما يريده من ناحية توقف المد الاسلامي الى اوروبا فبعد العمليات الارهابية التي وقعت داخل اوروبا ونسبت الى الاسلام وانتشار عبارة الارهاب الاسلامي توقف اعتناق من هم اصولهم اوروبية للاسلام وقل عدد المهاجرين اليها من المسلمين بل توقف بالفعل نتيجة ما يسمى الاسلام فوبيا ، وهذه الهجرات كانت تسبب ارق للكنيسة الكاثولكية وكانت ترغب في وقف هذا مد الى اوروبا المسيحية ، فالبابا يريد توظيف الزيارة لصالح الكنيسة الكاثولكية بتفاهم مع الكنيسة التي تخالفه في كثير من المعتقدات وهى الكنيسة القبطية أوالمرقسية التي كانت نتاج انقسام الكنيسة الأرثوذكسية في أعقاب مجمع القسطنطينية الخامس 879م ، الى قسمين كبيرين (الكنيسة المصرية أوالقبطية أوالمرقسية وكنيسة القسطنطينية او الكنيسة الرومية أواليونانية) فالكنيسة المرقسية تمثل الكنيسة الثانية من أتباع المذهب الأرثوذكسي ، وينتشر أتباعها في مصر والعراق وسوريا واثيوبيا وجنوب السودان واريتريا ، فمن يتابع الحدث في اوروبا يعرف ما أل اليه كرسي الباباوية والفاتيكان من ضعف وفقد للنفوذ والهيمنة على القرار، فأصغر موسسة اجتماعية او مالية في الغرب الان لها تأثير اكبر من تأثير الفاتيكان بكثير ، فالكاثولكية في اوروبا في طريقها للاندثار والمؤمنين بها في انحسار وتناقص بسرعة دراماتيكية واصبح البابا بابا الفقراء ، فالبابا يعلم علم اليقين ان العودة بالكاثولكية الى سابق عهدها درب من الخيال واصبح حلم صعب تحقيقه في ظل العولمة المتأجنحة والتحرر اللا محدود ، ولهذا ارادت الكنيسة الكاثولكية الاستفادة من الحدث العالمي لتحسين صورتها ومحاولة العودة بمكانتها ولكن بثوب اخر ، فجميعنا نعلم الوضع والعلاقة المتوترة بين الغرب اتباع المذهب الكاثولكي والبروتستانتي وروسيا المعروفة بانها من اتباع المذهب الارثوذكسي وتمثلها الكنيسة الروسية احد الكنائس الارثوذكسية ، ومن هنا يريد البابا الاستفادة وكسب ود الكنيسة المرقسية التي تعتبر القسم الثاني من اتباع المذهب الارثوذكسي وتكون البدايه لبقية الكنائس الرومية الشرقية على تنوعها، بالمعني ان يسخر الدين في خدمة السياسة وتكون دولة الفاتيكان بفكرتها الجديدة هى الجامعة للمذاهب والكنائس التي هى في الحقيقة لا تعترف بها في اساس العقيدة الكاثولكية ويكون المتحدثة بإسمهم امام الاتباع من المؤمنين بهم ، ففي كلمة البابا التي دعى فيها للسلام ذكر شعب الله اسرائيل المختار ولكنه لم يذكر بحرف شعب فلسطين الذي يعاني والمحاصر داخل كنتونات والمسجون بين الاسوار التي بنيت وقطعت الاسرة الفلسطينية الواحدة على حروفها بفعل وبيد شعب اسرائيل المختار ، فبعد كلمة البابا رقص المستوطنون الاسرائيليين رقصتهم الدينية التلمودية المعروفة على باب العمود وهو المدخل الرئيسي للـمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق وكأنها رسالة الى بابا السلام يجب النظر الى مراميها ورمزيتها ، فتلك هي الرقصة التطهيرية حسب المعتقدات الاسرائيلية التي رقصوها عندما رفع المسيح على الصليب ظنا منهم بأنه قتل ، فإذا كان البابا يدعو الى السلام كان من الاولى علية في كلمته حث اسرائيل الى العيش في سلام في المنطقة وخاصة مع اصحاب الارض المحتلة الفلسطينيين ، ففي الوقت الذي يضرب فيه المسجونين الفلسطنيون عن الطعام داخل السجون الاسرائيلية للمطالبة بحقوقهم يجتمع الاسرائيليون بعمل ولائم كبيرة وشواء اللحم بجانب جدران تلك السجون ، ما يجعلنا نتساءل اين بابا السلام ام الدعوة للسلام لا تشمل شعب الله المختار؟!.

اخيرا ، نبذة مختصرة عن المسيحية حيث تنقسم الى عدد كبير من الطوائف ، أهمها وعلى رأسها ثلاثة طوائف رئيسية كبرى ( الأرثوذكس – الكاثوليك – البروتستانت )، حيث الخلاف العقائدي الكبير بينهم وهو حول ماهية السيد المسيح هل هو اله ام ابن الله ام روح الله ، قد اصبحت المسيحية دين الدولة الرومانية في القرن الرابع الميلادي ، وعندما قسم الإمبراطور تيودواسيوس امبراطوريته عام 395م بين ابنيه ، * عندما تولى أكاديوسيوس الشطر الشرقي وعاصمته القسطنطينية ظهرت الارثوذكس وتعني مذهب الحق وقد انقسمت الكنيسة الأرثوذكسية في أعقاب مجمع القسطنطينية الخامس 879م إلى قسمين كبيرين (الكنيسة المصرية أوالقبطية أوالمرقسية وكنيسة القسطنطينية او الرومية أواليونانية). وينتشر أتباع الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا وآسيا وصربيا ومصر والحبشة ، ويتبعون أربع كنائس رئيسة لكل منها بطريك (القسطنطينية ثم الإسكندرية وأنطاكيا وأورشليم) ، * فيما تولى نوريوس الشطر الغربي وعاصمته روما ظهرت الكاثوليك وتعني الجامع الحر للفكر ، وينتشر أتباع هذه الكنيسة في كثيرة من دول العالم ويشكلون النسبة الاكبر في اوروبا ، وفي منتصف القرن السادس عشر الميلادي انشق البروتستانت وتعني المحتجون عن الكنسية الكاثوليكية احتجاجا على ممارسات بابوات الكنيسة وخاصة الاحتجاج على صكوك الغفران ، وقد عاشت الطوائف المسيحية في اوروبا صراعات طويلة ودمويا بداية بالانقسام الذي حدث بين الارثوذكسية والكاثوليكية ، لتبلغ الدموية حدتها نتيجة الصراع الناجم بين البروتستان " اوروبا الشمالية الاسكندنافية الجرمانية الانكليزية " والكاثوليك " اوروبا الجنوبية اللاتينية " ، وقد كان صراعا داميا مزق أوروبا بين عامي 1618 و 1648 م ، حيث اطلق علية حرب الثلاثين عام ، وكلفت الاوربيين الملايين من الضحايا، وخصوصا في المانيا التي فقدت وحدها نصف سكانها البالغ عشرين مليون نسمة ، وكانت المجازر دموية مروعة لما شملته من عمليات القتل والتعذيب والحرق والاغتصاب والتهجير ، ناهيك عن الحروب الصليبية ، التي كلها كانت تحت الصليب . ‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر