الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يحدث في بلاد الاسلام... قصة من واقع الحال

بولس اسحق

2017 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان هناك عند مدخل احدى مستشفيات ارض الاسلام الواسعة، إمرأة أربعينية ممده تفترش الأرض بين يدي ابنها الذي لم يتجاوز العاشرة بعد، وابنتها ذات السادسة عشر ربيعا، لان الأطباء في المستشفيات الحكومية نصحوا ابنتها ...بان تاخذ امها الى احدى المستشفيات الخاصة... والاطباء في هذه المستشفى الخاصة ... رفضوا استقبالها لعجزها عن تحمل تكاليف العلاج والادوية والمعاينة...السيدة فجأة اغمضت عيناها فتحسستها ابنتها وضربت على صدرها مرارا، وبين بكائها وعويلها ومسح دموعها كانت الابنة تحاول قدر استطاعتها، علها تتمكن من مساعدة أمها على الاستفاقة...ظنا منها بان الوالدة قد اغمى عليها ليس الا...كان الاب قد مات منذ زمن، ولذا كانت الام ارملة وهي من تكفل منذ ذاك بمصاريف المعيشة... حيث كانت تعمل من الفجر حتى المساء بجنيهات معدودة تسد بعض العوز والفاقة....الا انها وقبل عدة اشهر فاجأها المرض وأقعدها في فراشها الذي لا يعدو ان يكون عبارة عن سجادة قديمة ... زارها الطبيب... طبيب مغمور ليس له تلك الخبرة بهذه الأمور...وهو الوحيد الذي تمكنوا من دفع فواتيره، والتي بلغت جنيها ونصف ...وهذا مبلغ يجب ان لا يستهان بتبذيره من قبل هكذا نوع من الناس المعدمين...وبعد عدة حركات غامضة وجس نبض وقياس حرارة الحلق قال لها الطبيب الزائر: الله هو الشافي...هو الرحيم والمنقذ والمعافي...هو المعطي الحي الباقي...هو الرازق...فقالت الموجوعة للطبيب المداوي...صحيح انه هو الشافي لكنه لم يسألني ما هو عشاءي...ولم يضع الرحيم يوما خبزا على مائدتي ولا قليلا من الحساءِ... قالوا لنا بانه هو المعافي ولكنه لا يعرف الطريق الى دوائي....كيف يكون هو الرحيم ولا يحس بمعاناتي...هو الرحمن لكنه لا يريد ان يمسح عني دموعي ويخفف عني مأساتي...يرفض ان يكون لي سلوى...ولا يهمه ابدا عريي او كشف اضلاعي!!!
بعد ان انهك المرض أمها فكرت الفتاة ان تعمل، ولم لا تعمل انها في السادسة عشر وليست صغيرة، اما اخاها فهو مازال طفلا... وماذا يمكن ان يعمله فتى في العاشرة ...وما الذي من الممكن ان يجنيه... هي التي يجب ان تعمل...لسد مصاريف البيت والشتاء على الأبواب وان البطون يجب ان تأكل واللحم لابد ان يكسى بغطاء.....والفحوص الطبية لها ثمن والدواء له أسعار ...... حملت الفتاة المسكينة الهم والمسؤولية مبكرا... فالفتيات في عمرها مهتمات بالذهاب الى المدرسة والدردشة مع الصديقات...اما هي فقد حرمت من جميع الملذات...وكل الذي كانت تسمعه من بعيد صوتا مناديا ....الله اكبر.....الله اكبر...خمس مرات في اليوم وعلى مدى حياتها التي وعت فيها...ولو ان هذه النداءات كانت وجبات سريعة...لأتخمت بني ادم ولطفح الاكل من اذنيه...ولكن وحسرتاه فان هذه النداءات، لاتسمن ولا تغني من جوع ولا تدفع الفواتير الموجبة الدفع...لذلك استجارت بكل أقاربها...أعمامها...أخوالها ولكنهم جميعا عجزوا عن مساعدتها... فماذا يمكن ان يقدم لها اقاربها...وكل رجل فيهم معدم هو الاخر يسكن في بيوت الصفيح... وتركض خلفه اكوام من اللحم فاغرة الافواه!!!
وبعد جهد جهيد والكثير من الوساطات اشتغلت المسكينة في محل بيع الثياب...فما كان من صاحب المحل حين عرف مدى حاجتها للمال، الا ان اخذ يضايقها ويساومها وعن نفسه يراودها...ان كانت في العمل تريد الاستمرار... وما أنذل ابن العرب وخسته حين يعلم بعوز احدهم وخاصة من النساء فيصبح نذلا ويساوم على هتك العرض والشرف مع سبق الإصرار!!
اسودت الدنيا امام عينيها فتركت العمل... ثم بعدها لجأت الى المشايخ وأأمة المساجد اجمعها دائرة من مسجد الى مسجد... متعطفتا ومستنجدتا مترجيتا ان يعينوها ووالدتها.... لكنهم جميعا وعلى نغمة واحدة....قالوا لها بأن هناك من هم بحاجة اكثر منها... وما عليها الا ان تصبر وان تحمد الهها في السر والعلن...لله احمدي وله اشكري واثني...ومن فقرك افرحي فالفقراء احباب الله...وعلى ربك توكلي...واشربي نبيذ معاناتك واسكري...وابشري بالجنة فيها قصرك ومسكنك...وارقصي وبنارك احترقي وذوبي...وربك لا تسألي فهو مشغول عنك...انه بمنأى عن شَركِ لأنه في علياه يعاقر الخمر ليتفحص جودته ...ولا وقت له لا ستجابة دعائك... يا بُنَيَتي: دُعائَكِ لِرَبَكِ مَهمُولا... وعَنكِ بِالحُورِ مَشغُولا...انه في الفردوس متطلعا لحور العين صنيعه متباهيا...ولا يريد النظر الى قبيح منظرك واسمال ملابسك...انه عالي جدا فلا يستطيع الدنو من بؤسك... ومشغول جدا جدا فلا يقرأ سطور التماسك... ومساجد الله لا تقدر ان تساعدك ولا تملك ان تعيلك...وليس لديها ما تقدمه لك ولا ان تتصدق عليك...ولا ان تداوي جراحك...أموالهم لن تسد رمقك...سوى لكروشهم نافختا وتضعفك... لان موائدهم لن تمد سماطها لك...وبات الكل يصيح الله يرزقك...الكل صار ينبذك...الله...رسوله وخلفاؤه...اولياءه...عباده...الكل يريد ان يطعنك...الكل يريد ان يأوي الى مضجعك ويزني بصحنك الفارغ وطنجرتك الخالية من برة قمح!!
اين الحل...وكيف هو المخرج... صارت وعائلتها مثل كرة تتقاذفها الايادي والاقدام...صاروا مثل كومة النجس والكل يستعف منهم ...السياسيون والدعاة...المؤذنون والخطباء والتجار...الفنانون والشعراء والمنافقون... الكل حمل صورتهم على عاتقه واستثمر من معاناتهم...كثيرون هم من باعوهم في أسواق الكفر والنخاسة... وفي يوم وفيما هي خارجة من البيت باحثة عن قمامة لم ينبش فيها احد قبلها... اذا بألسن تتهامس خلفها والطعن بشرفها...وهذه عادة النسوان في بلاد الإسلام....حبست دموعها...تمنت الموت من ربها الذي لا يدافع عن عفتها...حبست دمعها ومضت في طريقها كسيرة الجناح...لا تكاد قدماها تحملاها وتمنت الموت مرة ثانية ليس لها فحسب وانما لها ولربها...والذي يأبى ان يخرس الالسن التي تطعن عصمتها...كفرت بالقدرة التي تزلزل الأرض زلزالها...ولا تريد ان تنتشلها من فقرها...سبت العرش الذي وسع كرسيه كل شيء... ولم يسع عوزها كما جاء في كتابها...سبت ولعنت خير امة أخرجت للناس والتي تزني بأبنائها وبناتها...في ذلك اليوم تدهورت صحة الام كثيرا...المرأة التي كافحت لسنين الان صارت تعد دقائقها في الدنيا....طلبت الفتاة من الناس ان يسعفوها ...ارادت من المرأة التي انجبتها... وقت أطول او إضافي... لتعرف ماذا ستفعل لاخيها بعد رحيلها... ارادت المزيد من الساعات لترسم في مخيلتها... كيف سيكون الوضع بعد انتقالها... كيف ستكون الحياة....نظرت الى السماء بعينيها المليئتان بالدمع والدم وصاحت: لماذا لا تساعدني .... مد لي يدك لتنقذني...ارحمني يا من قالوا عنك ارحم الراحمين.....ولكن لم يكن هناك من مجيب او معين...السماء كانت معتمة وباردة وبدت كأنها مقبرة تم هجرها حتى من قبل ساكنيها الأموات ... فادركت بان هناك في السماء الجميع مات...الاله...الملائكة...الشياطين... النار والجنات...ماتت الغيوم في مجراتها...وماتت الشهب في المدارات... وأخيرا أمها كذلك ماتت ولم يكن الهها حاضرا ولم يستجب لدعواتها... كفرت بكل الاقوام...كفرت ببدو الصحراء والخيام...بالحكم وبالعدل وبسورة النجم...بالقران بالرياء...كفرت بملائكة العرش بالنبي المصطفى العدنان....بالشمس والقمر وبألف لام ميم...كفرت بالجنة وحور عين وبالولدان المخلدين...كفرت بالجحيم وبمكة وحجرها الأسود كسوادها...بالمدينة يثرب القديمة....بالقصيم...وكفرت بإيلاف قريش إيلافهم... وبياسين وبرب القران اللئيم...كفرت بالبقرة التي عقروها وبالرحمن...وبالمجتمع الذي منه السجن والسجان...والكون الذي لم ينصفها... كفرت بكل الانس وبكل الجان...كفرت بالحمزة وابا بكر وعمر وعلي وعثمان وآخرهم وليس الأخير أبا سفيان ومعاوية...كفرت بالات والعزة وبهبل الله اكبر...وببدر واحد والخندق والقادسية وبابن العاص ابن الزانية....بالراعي والبعران...كفرت بقل اعوذ برب الناس...وكفرت بال عمران...وختمت كفرها بكل ما استعصى وتيسر من سورة النساء!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الهى الهى لماذا تركتنى؟سؤال ملوش اجابة
وليد عطعوط ( 2017 / 5 / 2 - 16:03 )
قصة من وحى خيال الكاتب ليس لاجل تبيان الفقر من عدمه بل لاجل اهانة خالق الكون وعدم اهتمامه بمن خلق
واسأله اليس فى واقع الحياة فى كل بلدان العالم قصص عديدة مما تخيلت سواء لليهودى او النصرانى او الهندوسى او البوذى
الذى لاتفهمه ايها الكاتب الهمام ان الحياة الدنيا ما هى الا دار ابتلاء سواء بالفقر او الغنى
الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا
ومع ان هذا اختبار من الله لمن خلق الا انه فى الاسلام وضع حلول للفقراء عديدة منها بيت مال المسلمين -الزكاة -الصدقات-رعاية اليتامى الخ
ولكن ما يحزننى جدا ان الاب لم يشفق على ابنه وهو يراه يقتل امامه مع محاولة مستميته من الابن لأباه ان ينقذه مما هو فيه ويقول ابتاه انقذنى مما انا فيه ابتاه انت ابى وليس لى سواك فانقذنى من اعدائى الذين صلبونى وكالخروف يذبحونى ارجوك القنى مما انا فيه ولكن الاب ليس شفوقا على من ؟ على ابنه وتركه للوحوش يأكلوه ويطعنوه ويعروه وعلى القفا يضربوه وعلى الوجه يبصقوه وبالحربة يطعنوه
والابن ينادى ابتاه لماذا تركتنى ابتاه لماذا ضحكت على بانك لن تتركنى وحيدا اين ملائكتك التى تحرسنى واين انت دا انا ابنك المصلوب كده بقيت ملعون


2 - لماذا تسالني ولا تسال الهك
بولس اسحق ( 2017 / 5 / 2 - 20:58 )
هذه الحالات فقظ في بلاد الإسلام عطبوط افندي وخاصة...(وما أنذل ابن العرب وخسته حين يعلم بعوز احدهم وخاصة من النساء فيصبح نذلا ويساوم على هتك العرض والشرف مع سبق الإصرار!! ) اليس هذا واقع الحال...اما باقي تفاهاتك وغيبوبتك التي تعودنا عليها فنحن في غنى عنها...واسال ربك ولا تسالني...تحياتي

اخر الافلام

.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: فترة الصوم المقدس هي فترة الخزي


.. عظة الأحد - القس كاراس حكيم: السيد المسيح جه نور للعالم




.. عدد العائلات المسيحية في مدينة الرقة السورية كان يقدر بنحو 8


.. -فيديو لقبر النبي محمد-..حقيقي أم مفبرك؟




.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع