الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرط الداخل والخارج - مقدمة - 3

خليل صارم

2006 / 1 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مانزال في مجال طرح التساؤلات والتعليق عليها وفق الجزأين السابقين.. لنتابع
- هل نستطيع أن نتفهم كل ذلك * ماسبق وطرحناه * فنقول أنه اذا تمكنا من تفهم هذا نكون قد خطونا الخطوة الأهم باتجاه الداخل ولندخل بعد ذلك في محاولة فهم الواقع الراهن داخليا ً ونضع شروطه .: منها .
- 1- نحن بحاجة ماسة أن نتعامل تحت سقف المواطنة ..على ألا يعلو شيئاً على هذا السقف .. لقد سمعت أحدهم وهو محسوب على تيار ديني يقول أنه لايريد عبارة الانصهار الوطني .. لماذا لاأدري ولم يعلل رفضه هذا ..؟؟؟!!! علمت فيما بعد أن رفضه هذا حسب تصوره عائد لأنه يرى أن الانصهار الوطني تعني اختلاط القناعات الايمانية ..وكأنها شيء قابل للامتزاج والذوبان بحيث يصعب فصله وأنه سيخسر تراثه؟؟!! .. تصوروا أن هذا المعترض مدرس يربي أجيال .. هل هذا معقول ؟.. من يخشى على ايمانه .. معنى ذلك أنه أصلاً مشكوك بإيمانه لأنه ليس ناتج قناعة راسخة . ألا يحسن هذا أن يحول ايمانه لما فيه مصلحة الانسان فيكون قد ترجمه الى واقع .. أم أنه يرى في الشعائر والتمايز البداية والنهاية؟؟ ..ويرى أنه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة أهذا معقول ؟ ماأكثر الطوائف والأديان عندنا وكل منهم يزعم احتكار
الحقيقة ؟!! أين الحقيقة؟ ..نسألهم .. وكيف سنتعامل مع هؤلاء ؟.. اذاً دع إيمانك في منزلك وتوقف ..لأنه لم يدمر منظومتنا الأخلاقية الإيمانية سوى الدعاة الذين يلبسون كل المقاسات ثوباً واحداً هم من اختاره ... وتعال لنناقش .. همومنا .. مستقبلنا ..وطننا .. حياتنا نمط عيشنا ..حريتنا . أخلاقياتنا. وعينا .. علاقتنا ببعضنا.. كبشر ومواطنين نغير ما بأنفسنا . قبل أن نقفز لنغير الآخر الذي سيتغير بمقدار تغيرنا ..ونحو الأفضل طبعاً ..هل هذا ممكن ..؟ لنسأل أنفسنا .. هل هذا مانريده ..؟ أليس رفع مستوى الانسان والحفاظ على إنسانيته ومساواته وتحصينه بالمنظومة الاخلاقية وتوفير الرفاهية والعيش الكريم له وإعادته الى المستوى الذي أراده له الخالق وكرمه على سائر مخلوقاته .. أليس ذلك اختزالاً للأيمان في السلوكيات . بالطبع.. وليس بفرض هذا التراث بقضه وقضيضه عليه .
- من يكرم الانسان الذي كرمه الله تعالى وطلب من الملائكة أن يقعوا له ساجدين .. هو يطيع الله تعالى وهو المؤمن حقيقة . وأوجه الإيمان متعددة. وكل من أساء ويسيء للإنسان هو بعينه من رفض السجود وبالتالي هو إبليس ؟ هذا من قلب النص . .. فكيف نقبل على أنفسنا الاساءة للانسان تحت مزاعم شتى .. هل أن رب العالمين بحاجة لمساعدتنا أم نحن من هم بحاجة لمساعدته ؟.. اذا كيف ننصب من أنفسنا مدافعين عن رب العزة وهو الغني عن العالمين !!. .. أسألكم .. هل أنا بهذا المنطق مخالفاً للنص أم منسجماً معه ؟ . . قد يقفز من يقول أنني اجتزئ ماأريد .. ويتمسك بالنص الآخر .. وهنا أليس هو من يجتزيء مايريد . ويتمسك بالتفسير الآخر للنص. وبالتالي ماهو المطلوب تحديداً الخير والانفتاح على البشر* وهي الأصل .. أم القسوة والتشدد * وهي الأمر المنحرف الذي يقود الى التشكيك ثم الشر ؟. ذلك أن ( الخير من الله تعالى والشر من أنفسنا ) فهل نتبع أنفسنا أم نتبع الله رب العالمين ..
نعم رب العالمين وليس من وصفوا أنفسهم بالمسلمين فقط مع أن كل المؤمنين في كافة الديانات هم مسلمون بالنص. !!
- نعود الى موضوعنا .. لنؤكد على أن تعدد الطوائف والاثنيات داخل المجتمع يجب أن يكون عامل اغناء وإثراء حضاري يتحول الى تنافس نحو الأفضل تحت سقف المواطنة .. وليس عامل تهديم ومنازعات .
- ان ذلك لايتجسد دون عامل الحرية بطيفها الواسع وهذه الحرية يجب أن تكون مقوننة أي محمية بقانون متطور عصري لايحد منها قانون استثنائي ولا معتقد ولارجل دين .. هكذا تكون الحرية غير متعارضة مع أي معتقد أو دين أو اثنية .. وبالعودة الى القرآن الكريم يتأكد لنا أن هذه الحرية مقدسة لايجوز المساس بها من قبل أي كان حتى الأنبياء منعوا من المساس بها ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وهناك آيات كثيرة جداً تقدس هذه الحرية .. مع ذلك نرى في التراث قتلاً واغتيالاً لهذه الحرية بمزاعم الدفاع عن الإيمان .. أي ايمان ..؟ فهل نعتمد التراث .. أم نعتمد الجانب الأعلى الذي هو النص الالهي .. القرآن الكريم ..؟ اذاً فالتراث مخالف للنص .. أي أنه منحرف عن الاساس والمنهج السليم .
- اذاً هذا هو مبرر موقفنا من الأحزاب الدينية التي جعلت من الموروث نصاً مقدساً بديلاً .. وهذا الموروث لم يكن الا لمصلحة السلطة والسلطان ..فقط ؟؟ واضراراً بالغاً بالمجتمعات .. وعامل كبح لنموها الطبيعي ولتطورها .
هذا أيضاً من شروط الداخل .
- لقد جعلت الأنظمة المتتالية في النصف الثاني من القرن العشرين من القضية الفلسطينية مبرراً لاغتيال الحرية ونهب الوطن .تماماً كمزاعم الدفاع عن الايمان . مستندة في ذلك الى موروثنا القمعي المبرر شرعياً على رأي فقهاء السطة فالحاكم ولي أمر .. ومجتهد مأجور ولو أخطأ .. ان من يريد تحرير فلسطين يقدس الحرية لأن الحرية لاتصان الا بمزيد من الحرية ولاينالها ويحافظ عليها إلا الأحرار .. أما الشعب المستعبد .. فليس له في حماية الوطن شيئاً فكيف بتحريره . العبيد الأذلاء المهانون . ؟ لايطلب منهم الدفاع عن حرية وطن .. كما أن اعتقال الرأي لاينتج مفهوماً آخر سوى ثقافة الثأر والانتقام .. هو يدمر مفاهيم الحرية بشكل عام . وهانحن لم نحرر فلسطين وخسرنا المزيد . ونرتعد الآن خوفاً على مابقي من الأوطان .
- اذاً بدلاً من شتم العلمانية وتكفيرها وشتم المفاهيم المتطورة الملائمة وروح العصر كالديمقراطية والقول أن الحل عندنا ؟!! الحل في الإسلام .. أي إسلام .. هل مابين أيدينا هو إسلام .. أي إسلام ..هذا ..انه اسلام لاعلاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد بل كله عداء للإسلام السليم وكما جاء في القرآن الكريم . ذلك أننا نفهم أن الإسلام السليم لايتناقض في شيء مع تعاليم السيد المسيح الحقيقية ولايتناقض مع شريعة موسى السليمة .. يمكننا أن نتعاون على تطوير مفاهيم العلمانية ومن بينها تلك التي تحترم الجانب الروحي في الانسانية .. ونمدها باستمرار بمفاهيم متطورة تجاري العصر بالتناغم مع المنظومة الأخلاقية ومع سياق تطور مجتمعاتنا ونحولها بالتالي الى إنتاج محلي .. إنتاجنا .. دون أن نتناقض مع أنفسنا ومع الغير وبالتالي يكون من بين نتاج هذه العلمانية هو .. المزيد من إبراز الايجابيات الرسالية والتقدم بالوجه النبيل للدين . هذا هو شكل العلمانية التي نؤمن بها والتي تغني الجانب الروحي وترقيه وفق مفاهيم منطقية عقلانية للرسالات السماوية .. انطلاقاً من النص المقدس .. وليس الاجتهاد المنحرف الغارق بالخرافة والغيبيات التي أساءت للرسالات وشوهتها في عيون حتى مؤمنيها .. ان تغيير الواقع يتم بادوات تغيير صحيحة .. حقيقية . ولايتم بالدعاء .. مع احترامنا الشديد للإيمان والدعاء ولكننا نسأل هل الدعاء لوحده يغير شيئاً أم أنه يجب أن يقترن بالعمل كما أنه يجب أن يكون مسبوقاً بنية وإصرار على العمل ويؤكد هذه النية.. أي محفزاً ودافعاً . . هكذا نفهم الأمر .. ثم هل نعمل اعتماداً على هذا الركام المنحرف في موروثنا .. أم أننا نعتمد العلم والمنطق
( القواعد الرياضية السليمة ) . ليس معيباً الاستفادة من خبرات وتجارب الشعوب .. ولكن المعيب والمخجل أن نزعم أننا نحتكر الحقيقة لوحدنا ثم نقف في حالة المراوحة.. هذه الحقيقة .!! التي أنتجت كل هذا الركام من التخلف والانحراف والضياع .. لاياسادة ليس الاستعمار مسؤولاً .. لأنه يقبع ويعشش في زوايا نفوسنا المريضة .. وليست الأنظمة فقط .. لأننا كشعوب .. كمجتمعات .. لو قرأنا بشكل سليم وصحيح .. لما وصلنا الى هنا ولما تمكن أحد من السيطرة علينا هكذا نحن وهكذا من يتولى علينا نغير مابأنفسنا فيتغير كل شيء . وهذه نقطة البداية. هذه مسؤولية رجال الدين .. فقهاء السلطة عبر القرون . ولما لم يفعلوا ولن يفعلوا. اذاً فليسمحوا لنا ويبتعدوا عن الواجهة .. فلسنا بحاجة لثورة فرنسية جديدة .. نحن بحاجة لجرأة مع أنفسنا قبل أي اعتبار فهل نحن نملكها ؟. دون ذلك هو المستحيل بعينه ولاتقدم الى الأمام مهما كانت الخطوة صغيرة . وبعدها ستدفعون بالناس الى الكفر بكل شيء سلبي كان أم ايجابي . وهذا مؤكد.
فهل هذا مايخطط له ...؟
* من هنا يمكننا أن ننتقل .الى أي ملف . داخلياً وخارجيا ً .. فلنحاول ..على الأقل .
نهاية المقدمة ... يتبع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa