الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضياع قدرنا الشرق أوسطي ؟

احمد مصارع

2006 / 1 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الضياع أو المفردة اللاتينية ( alienation ) , وهي قمة هيغلية أولا , وماركسية ثانيا , وان كان الديالكتيك هو القاسم المشترك الأعظم فيما بينهما , وهي ذات جوهر ميتافيزيقي , أو شكل تقليدي قديمي جدا , بل لاهوتي ثيولوجي , ولكنه اليوم يوافق أعتى تكنولوجيات العصر في العلوم النانو مترية , ويمكن إعادة صياغته في الثقافة بمصطلح : بتر الصلة , وهو المبدأ النفاث , وربما يكون على علاقة بنفاثات العقد , في التجاوزات المتعاقبة , في السرعات الفضائية لتجاوز الانجذاب الأرضي , الذي لايمكن له الاأن يكون على مراحل في بتر الصلة , في فقدان الكتلة بشكل متلاحق , بقصد , تجاوز سرعة تحت تأثير جاذب , الى سرعة كونية أعلى , كما يتم الانتقال من فضاء النقطة فالمستقيم , فالمستوي , وصولا الى الفضاء الشجري اللانهائي الأبعاد , والأمر معهود للغاية في التقانة العادية وفي فضاء محدد , أو في مستوى معين بينما مختلف عند الانتقال من فضاء لآخر , وهو ما يتطلب عمليات ضياع مستمرة , من بتر الصلة ؟
الضياع في الفلسفة , هو المفارقة غير القابلة للردم , لأنها تخضع للشرط السياسي الماورائي , بحيث يتحول الشخص المدعو ( مواطن ) في ( دولته ) , الى مجرد أجنبي , غريب اللغة واليد والوجه واللسان ؟ بل ويصير كائنا مفارقا لمجتمعه و( أمته ) ؟.
الله هو الذي خلقنا , فلسنا نحن من خلق نفسه بنفسه , وهو غير عاجز عن إدارة كونه , وما الضياع سوى التعبير تقدمية أي نظام عبيدي تاريخي , على عبودية العصر الحديث من حيث الاستغلال , وفقدان المعنى , بل وبتر الصلة , بين الإنسان وإنسانيته , ولامانع من تفسير الغامض , أحيانا بما أكثر غموضا منه ؟.
الضياع الذي يمكن تصوره خاصا , بشكل واهم , هو ضياع مجتمعي حقيقي جدا , وربما يقابله في الثقافة العربية المبتورة الصلة ( عصر الانحطاط ) , وهو يشهد بصدق أن لا لغة للتفاهم , ولا قانون للحياة , وفي كل المجالات , في اختلاط مريع لكل الفضاءات , بل وفي تعارض كل الجوارات , وتلك مفارقة كبرى , فلا ترابط ولا التصاق , بل انفصال , من غير كثافة , من بتر الصلة ؟
انه أمر اضطرابي نفساني محير , للفرد والمجتمع , لأنه اغتراب حقيقي , فمن أين نأتي بالطبيب المداوي ؟
وهو طبيب لا يداوي أحدا لأنه عليل , وهذا ما أدركه عباقرة الانحطاط , وهم غرباء جدا عن أنفسهم , وعن محيطهم الضائع ضياعا أكشرا ؟
عشوائية , بل فقدان لكل روح استقلالية , ولاشيء نظامي ألبته , ولكن من الغريب أن يكون الضياع وهو ليس بمرض عضوي , أن يكون أكثر جائحة من أي وباء ؟
الإنسان كائن اجتماعي , وهذا جانب من عضويته , وحين يفرض عليه الانعزال , كخيار أمثل , سيذكر المثقف بالعربية حتما , المتنبي , والمعري , وغيرهم ممن عانى من شقاء الضياع , وجحيم العلم , وجنة الجهل التام , لأن من الغرائبية الحقة , أن يتنكر المجتمع لنفسه , وحين لا خلاص لفرد بدون خلاص مجتمعي , فلا بد من التفاهم ولو للحظة , بل لابد من التعاقد ( جان جاك روسو ) , ليس في بتر الصلة , بل من أجل التعاقد على مستويات حدوثها , لتحيق مجالات فردية , خاصة واجتماعية أرحب ؟
حين لا يكون هناك في الوجود ضياعا , بمعنى أو بآخر يكون الكل مجمعا , على حقيقة , أن يكون كل جزء ولوكان صغيرا وغير تافه مخلوق لما قدر له , كما يفعل النسيج الدافئ مع عظامنا الملحية المهترئة حقا , وقد قيل في العربية على لسان ( المجاذيب ) من المتصوفة قولهم الفلسفي والسياسي والاجتماعي بشكل واضح وفاضح ( الحكام بدون معنى , هم سبب خلاها ) , أي فراغها من كل معنى وهو أهم معاني الضياع الأبدي , د ليس لمجتمع معين بحد ذاته أو للفرد , بل وللحياة بأسرها ؟
الجزء الأول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah