الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نَدوة دَولية بفاس تُسائل ”رهانات عَودة المَغرب للاتحاد الإفريقي”

ادريس الواغيش

2017 / 5 / 7
المجتمع المدني


نَدوة دَولية بفاس تُسائل ”رهانات عَودة المَغرب للاتحاد الإفريقي”
متابعة: ادريس الواغيش

احتضنت قاعة المحاضرات التابعة لكلية العلوم والتقنيات بفاس على مدى يومين (5-6 مايو 2017) أشغال ندوة دولية فكرية من تنظيم جامعة سيدي محمد بن عبد الله وجمعية فاس- سايس، كان محورها الأساسي هو: ”رهانات عودة المغرب للاتحاد الإفريقي”، ناقش خلالها أساتذة جامعيون، خبراء وباحثون وأكاديميون وسفراء من بعض الدول الإفريقية الصديقة مجموعة من المشاكل والإكراهات التي ستصاحب حتما هذه العودة، خصوصا ما يتعلق منها بجانب الهجرة من الجنوب( الدول الإفريقية) وما يصاحبها حاضرا ومستقبلا من تبعات.
وقد عالج المشاركون في هذه الندوة الفكرية كثيرا من الأسئلة الراهنة التي تنتظر الكثير من الأجوبة، سواء فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، البيئي أوالأمني، من أجل بناء مستقبل آخر جديد ومختلف لقارة تتوفر على كل الإمكانات للنهوض اقتصاديا على غرار دول نمور آسيا، لما تتوفر عليه من خبرات وإمكانات مادية هائلة تتمثل في مواردها المهمة، كالغاز والبترول والمواد المعدنية بمختلف أنواعها، وأخيرا طاقات بشرية هائلة تحتاج فقط إلى من يؤهلها، كي تصبح جاهزة للمشاركة في بناء قارة ينتظرها مستقبل مختلف عن حاضرها، هي التي تعاني حاليا من انقسامات حادة تتمثل في مشاكل سياسية بالجملة وصراعات حدودية مفتعلة في غالبيتها تعيق تطورها وتؤثر على مصيرها المستقبلي، لكن بالاعتماد على مقاربات جديدة في تدبير هذه المشاكل قدوة بالنموذج المغربي في تدبير مواردها الطبيعية والبشرية، سيمكنها مستقبلا من الاعتماد على إمكاناتها الذاتية لتحقيق تنمية شاملة، من خلال بلورة إستراتيجية بديلة وشراكة مع المغرب، الذي أبان في كثير من المحطات عن حسن نيته في تسخير تجربته الناجحة في التدبير العقلاني الجديد:” رابح- رابح”، ووضعها رهن إشارة أصدقائه الإفريقيين.
كما أكد المشاركون في هذه الندوة الدولية على أن هذه الشراكة لا يمكن أن تعطي ثمارها في التنمية والاستقرار دون إحداث بعض التغييرات في المشاريع وقوانين الشغل والصحة والخدمات وتنزيلها على أرض الواقع بعيدا عن التنظير الورقي، فيما أكد مشاركون آخرون أن مسألة الأمن والاستقرار مهمة للغاية، ليس للمغرب فقط، ولكن أيضا بالنسبة لكل الدول الإفريقية، لأن الأمن والاستقرار عاملان مهمان في أي تنمية، مؤكدين على أن المغرب كان قد ساهم ابتداء من 1970 في استقرار كثير من الدول الإفريقية، ومنها دولة الزايير.
المغرب اعتمد على خطة ثلاثية الأبعاد، اجتمع فيها ما هو: أمني- تنموي و ديني
أولا: التنسيق الأمني مع الدول المهددة في استقرارها
ثانيا: المساهمة في التقليل من عامل الهشاشة، وليس استغلال الثروات
ثالثا: محاربة الإرهاب ونشر الوسطية، بعيدا عن أي تطرف أو غلوِّ في الدين وبعض الأفكار المتشددة.
وهنا لا بد أن نقر بأن المغرب يمتلك تجربة واسعة من خلال حنكة علمائه في الدين، إضافة إلى إمارة المؤمنين التي تعتبر عاملا مهما وضامنا للاستقرار الديني.
وهناك من المشاركين من أرجع مساهمة المغرب في ترسيخ الأمن في إفريقيا تعود إلى مرحلة الستينيات من القرن الفائت(1960) مع باتريس لومومبا، كما لعب المغرب دورا إيجابيا في الأحداث الحدودية الدامية التي وقعت بين السينغال وموريتانيا سنة 1989م، لم يمنع ذلك من سقوط الكثير من الضحايا، لكنه ساهم بشكل كبير في اجتناب حرب كانت ستكون طاحنة بين البلدين . وقد أفصح بعض المشاركين عن معطيات تهم تركيبة الجالية المغربية في السينغال قد لا يعرفها الجيل الحالي، فتبين أن أغلبها ينحدر من مدينتي كلميم وفاس وكلهم يشتغلون بالتجارة، كانوا قد تعرضوا خلال هذه الأحداث إلى سلب ونهب متاجرهم، نظرا لتشابه الوافدين من جهة كلميم مع سكان موريتانيا، لكن رفع صورة الملك الحسن الثاني فوق متاجر المغاربة، كان كافيا ليسلم صاحب المتجر من النهب، احتراما لمكانة الملك الراحل الحسن الثاني وإمارة أمير المؤمنين في إفريقيا، وهي معطيات لا يعرفها الجيل الحالي من المغاربة.
بعض المتدخلين أشار إلى ضرورة تغيير ميثاق الاتحاد الإفريقي أمر ضروري، لتصحيح مسار هذه المنظمة العتيدة وجعلها قابلة لمسايرة طموحات الشعوب المنضوية تحت لوائها، وإن كانت هذه المشاريع كقوانين تحتاج إلى مساطر إدارية قد تأخذ وقتا، وفي نفس الوقت لابد من تعديل بعض قوانين الشغل لجعلها تتماشى مع قانون الهجرة ( خصوصا بالنسبة للعمال الأفارقة)، وأيضا تصحيح المنظومة التربوية، وتأهيلها لتصبح قادرة على استيعاب أبناء المهاجرين سواء القادمين من الشرق (سوريا) أو من الجنوب (الدول الإفريقية) المحتاجين أكثر من غيرهم إلى دعم لغوي من خلال تدريسهم اللغة العربية، كي يسهل عليهم الاندماج أكثر في المجتمع المغربي، مع ضرورة الإشارة إلى أن الجالية السورية هي الأكثر اندماجا مع المجتمع المغربي، لوجود عدة قواسم مشتركة.
الهجرة كانت هي المحور الذي أخذ نصيبا أكبر من النقاش، سواء من الباحثين أو المتدخلين من الجمهور الذي حضر الندوة بكثافة، فالأجانب لا يمثلون، رغم كل هذا الضجيج حول الهجرة، حسب أحد المتدخلين أكثر من 0.3 من سكان المغرب، وهو رقم ضعيف جدا إذا ما نحن قارناه مع الأردن مثلا أو بعض الدول الأوروبية التي قد يتجاوز عدد المهاجرين فيها 20‰.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ


.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ




.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق


.. الأمم المتحدة: نحو نصف مليون من أهالي قطاع غزة يواجهون جوعا




.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ