الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات على هامش كتاب - الدّين في حدود مُجرّد العقل- (2)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2017 / 5 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


(أيها الانسان إنّ منْ يُسمّى كافراً إنّما هو مؤمنٌ مُختلفٌ عنك فقط ) كانط
2- اعتبر "كانط" أن مجموع الأوجه العقلية المشتركة في كل الأديان هي النوع الثاني من الدين الذي يقصده ، و هو الجوهر الذي يسعى إليه ويُبشرنا بقدومه ..
وقد سمّاه دين المعنى والمحتوى أو" دين الإنسانية والعقل المحض " ..
ورجّح أنه سيكون ديناً عالمياً مُتخلصاً تماماً من كل اختلافات الطقوس وتناقضات النصوص وغرائب الشعائر و خلافات التأويل و .. الخ .
وقال أن دين العقل والجوهر الواحد ، سيكون هو الدين الوحيد الذي يليق بالبشرية والجنس البشري .. وهو فقط ، من يستحق أن يسمى " الدين الإنساني الحر" ..لأن الايمان فيه يكون إيماناً عقلياً حراً ، مؤسساً على محبة القلب النقي ، ومفعماً بالورع الخالص للخلق أجمعين ، بالإضافة أنه لا يعني رفض النوع الأول ويقصد ( الأديان الطقسية والشعائرية الطقسية ) ولا يدعو إلى محاربة دينا بعينه أو قبول معتقداً بعينه ..
بل كل ما هنالك أن هذا الدين العقلي الجديد سيكون غير محتاج لأية طقوس محددة ولا إلى وسائط معينة أو نصوص مدبّجة ومغيّبة للوعي لكي يُقنع الآخرين بجدارته.
لأنه دين أخلاقي بإمتياز ، أو دين السيرة الحسنة أو السلوك القويم والعمل الطيّب ، ويقوم على مبدأ أن الانسان يتقرب من الله فقط بالأخلاق الحميدة وسلوكه الحسن مع الناس كافة ، دون انتظار أية مكافأة على ذلك ،
ولهذا فهو – أي دين العقل - لا يستعين بأية غيبيات أو خداع أو عنف ، كي يجعل الناس تؤمن به أو تتبعه ، وهو دينٌ حرٌ لا يحتاج لأية وسائل من خارج هذا العالم كالملائكة أو الوحي أو الرسل كي يتعرّف إليه الانسان العاقل أو إلى فضيلته.
ولهذا اعتبره "كانط " ديناً يختلف عن كل أديان الملل والنحل في التاريخ ، فلا يقوم على تقديس بقعة معينة على سطح الأرض ، ولا على أية نصوص مقدسة مغلقة في مبناها مفتوحة على اللانهاية في تفسير معناها .
بل على العكس تماماً ، فقد رأى أن هذا التقديس للمكان والنصوص أو الشخوص هو السبب الرئيس للحروب ونشر الكراهية والبغضاء بين أبناء الجنس الواحد من البشر ..
ثمَّ وصف "كانط " هذا الدين الأخلاقي بأنه دين العلاقة الأخلاقية مع الله ، لأن الله حسب كانط ، هو المصدر الأعلى للناموس الأخلاقي في الإنسان ، ولذلك فإن الدين العقلي هو الذي يُمكّنُ العقل وحده أن يُدركه ويعي أهميته و فضائله ..
و هو الذي يقوي في وجدان مؤمنيه أنه من دون العقل لا يمكن أن يكون هناك صلة حقيقية وأخلاقية مع الله ..
- الآن ، بعد أن فصل لنا "كانط" صفات نوعا الدين وشرح لنا بشراه حول الدين الإنساني المأمول لديه ، بقي لنا أن نستخلص نحن بعض الملامح لجوهر الفكرة الذي أراد " كانط " ايصالها لنا من خلال تبيانه للدين الإنساني ، "دين العقل المحض" الذي دافع عنه و تمناه أن يسود وجدان الإنسانية جمعاء يوماً ما ..
للحديث بقية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت