الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحكام الجهاد في الاسلام

رحمن خضير عباس

2017 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أحكام الجهاد في الإسلام
رحمن خضير عباس
كانت تصريحات رئيس الوقف الشيعي الشيخ علاء الموسوي صادمة للمجتمع العراقي برمته. تلك التي تناول فيها أحكام الجهاد في الإسلام. والتي أكد فيها على وجوب قتال أهل الكتاب والذين وصفهم بالكَفَرة ثم أكد أيضا على وجوب قتال المجوس والصابئة والنصارى. موضحا أنّ أمامهم طريقين : أما الدخول الى الإسلام أو دفع الجزية. وبعكسه فسيكون قتالهم واجب على المسلمين.وكأن شيخنا الموسوي قد حلّ كل مشاكل المسلمين الدينية والدنيوية ولم يبق لديه سوى ( المساكين) من الكفار ليدخلهم ( جنة الإسلام ) . وقد أثارت هذه التصريحات موجة إحتجاج من قبل العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي ، مما حدا بالوقف الشيعي ان يفسر ذلك على انه محاضرة لهذا الشيخ قبل ثلاث سنوات وان النص مجتزأ من محاضرة طويلة عن احكام الجهاد .
وفي الحقيقة ان مثل هذا العذر، سواء مايتعلق بقدم المحاضرة أو بمسألة اجتزائها ،لاينفي فحوى احكام الجهاد التي يرددها شيوخ جميع المذاهب الاسلامية وليس المذهب الشيعي فقط. معتمدين على النص القرآني ، متجاوزين او متناسين ظروف النزول لذلك النص وعليه فيجب ان يطبق – في عرفهم- في كل زمان ومكان .وهذا يتناقض ومسألة النَسخ الذي راعى الظروف والمتغيرات في فترة بداية الدعوة الإسلامية والاختلاف بين الفترة المكية والمدينة. كما ان بعض النصوص توقف العمل بها حتى في اكثر الدول الإسلامية كقطع يد السارق مثلا. ولا اريد ان أدخل في المسائل الفقهية. ولكني سأتناول دعوة الموسوي الذي أوجب حرب الكفار. واسأله هل يستطيع سماحته ان يحارب بلدان العالم غير الإسلامي من الصين والهند الى اوربا والأمريكتين؟! وهل يمتلك القوة الكافية لدحر هؤلاء الذين اعتبرهم كفارا ؟ او هل يستطيع فرض الجزية عليهم ؟ واذا استطاع فرض هذه الجزية او الضريبة فإلى اين تذهب ؟ وحينما يقول لي. سوف تذهب الى بيت مال المسلمين. اتسائل هل ابقيتم لفقراء المسلمين شيئا من خزائن المال التي أتت من بيع النفط الذي يستخرج بتقنية الكفار وينقل بواسطتهم ويُشترى من قبلهم. وحينما حصلتم على هذا المال الذي يُفترض ان يكون ملكا للشعب الفقراء ، بددتموه بشكل لا أخلاقي على مشاريعكم الوهمية وعلى مباذلكم ومنافعكم. فابقيتم الفقراء يتلظون في وهج الحاجة وهوانها. أقول ذلك لسماحة الشيخ لانه يترأس الوقف الشيعي الذي ليس لديه اية مهمة سوى رؤية الهلال. ومع ذلك فيتقاضون رواتب كبيرة ، على حساب حاجة الفقراء والمُتعبين.
ثم لماذا ياشيخ علاء الموسوي تحارب الكفار؟
الا تؤمن بهذه الآية "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنتَ تُكْرِه الناس حتى يكونوا مؤمنين.."
اذا كنت تريدهم أن يعودوا الى الصراط المستقيم ؟. فاعلم ان أغلب هذه الدول تمتلك قوانين العدل والمساواة وتكافئ الفرص. من خلال دساتير ذات قيم إنسانية تحمي الانسان والحيوان وتحمي البيئة وتقدم المساعدات. كما ان هذه الدول( الكافرة)تمتلك منظومة أخلاقية نحسدهم عليها نحن المسلمين. أي انهم ليسوا بحاجة الى صراطكم او الى أحكامكم فقد سلحوا انفسهم بانظمة وقوانين وقيم تجعلهم أقرب الى الله منكم. انتم الذين تصلون ليل نهار ولكنكم بعيدون كل البعد عن مرضاة الله.
اذا كنت تحاربهم لضمهم الى الإسلام. فهل تعطيني مثالا لدولة إسلامية نزيهة وعادلة وغير ظالمة وان أفراد المجتمع فيها يعيشون في بحبوحة من السعادة والكفاية ويمارسون الورع والتقوى في سلوكهم وفي معاملاتهم ؟. ولنفترض جدلا اننا دعوناهم الى الإسلام. فإلى أي مذهب من المذاهب . وكل مذهب يكفّر الاخر ويدعو عليه بالدمار. كما أصبحت مذاهبنا تحقد على بعضها البعض. فأين الفرقة الناجية التي ندعو الكفار الى رحابها ؟! ثم اذا انت تريد محاربة الكفار وتريد ضمهم الى الإسلام؟ فإلى أي مذهب ندعوهم وكلنا نعتبر الاخر مارقا على الدين والملة؟
لقد كانت دعوتك الى الجهاد أشبه بدعوة داعش ، بل هي نسخة منها. فما الفرق بينك وبين داعش ياسماحة الشيخ ؟وكأنك تتناسى قوله.
" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي "
لقد أسأت الى اخوتنا في العيش المشترك من مسيحيين وصابئة وايزيديين وشبك وغيرهم. وأسات الى جميع المكونات والأديان الأخرى الموجودة في العراق منذ الازل. ولقبتهم بالكفار وأهل الذمة. مما يجعلهم هدفا للمتطرفين وربما هدفا لبعض العامة من الناس والذين لايفقهون من العلم الا قليلا.
ألا يكفيك ماحدث لاخوتنا المسيحيين من مذابح وتدمير؟. حتى رحل أكثرهم الى دول اللجوء وسيفقدهم الوطن وسيبكي عليهم. هؤلاء إخوتنا والذين طالما رفعوا شعار المحبة والسلام. وكذلك يصح القول على اخوتنا للصابئة الذين وجدنا فيهم أجمل الخصال وأنبل الصفات.
لذا فاني أقول لك بان هذا الوطن خيمة لنا جميعا نحن العراقيين ولانريدك أن تشوهها. وان كل الأديان والمذاهب في العراق هم أخوة ابديون في هذا الوطن الكبير الذي يتسع للجميع بدون حروب أو جزية أو فرض القناعات على المعتقدات الأخرى.
كما ان رسالتنا لاخوتنا المسيحيين والصابئة وغيرهم باننا كمسلمين نقف معهم ضد قوى الظلام والتطرف. نحن معهم اخوة في الانسانية
سنبقى معا يدا بيد لبناء العراق من خلال التشبث بحرية الرأي والمعتقد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عندما يطرد النور الظلمة
شاكر شكور ( 2017 / 5 / 16 - 02:53 )
مقالة تعليمية وأخلاقية تستحق القراءة لأنها تعّلم اخلاق المواطنة الصحيحة والعيش المشترك بين الأديان ، لقد برع السيد كاتب المقال من خلال اخلاقه الراقية وشعوره الأنساني في اعطاء صورة جميلة للمسلم المتحضر وهذا ما يعلو من شأن الأسلام وليس التكفير والتهديد والحث على الكراهية بين المواطنين ، وفقك الله استاذ رحمن ولك التحية والشكر والأحترام

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah