الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكذوبة توكيلات السماء .. وفكرة الخلاص الجماعي !

محمود الزهيري

2017 / 5 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أعتقد وأجزم لحد اليقين بأن السماء لم تهب أو تعطي أو تمنح أحد توكيلات سماوية للدفاع عنها بأي صيغة من الصيغ التي يبتدعها الأدعياء من موظفي السماء , فالسماء ليست بحاجة إلي هؤلاء أو هؤلاء أياً كانت درجة أو مؤشر الإيمان بها , وأياً كانت درجة الإستعداد القصوي للتضحية بالروح والجسد والمال والعرض والولد , وحتي لا اكون عنصري بذيء _ أو البنت !
السماء في حالة إستغناء كاملة عن هؤلاء وهؤلاء , لأن إيمانهم الحقيقي أو المزيف ليست له مؤشرات أو مقاييس يمكن قياسه واختباره سواء كان مزيفاً أو حقيقياً , ومن ثم يصير الإيمان الحقيقي مجرد سر , وكذلك الإيمان المزيف , ليتم قياس كليهما علي مؤشر الصدق أو الكذب في المواقف الإنسانية الحياتية فقط ..
أما الأمور الدينية فهي مازالت بمثابة أسرار كبري أو صغري حسب درجة الزيف والتزييف أو الصدق والحقيقة , ومن هنا لايحق لأي مؤمن مزيف أو حقيقي أن يعلن إيمانه في مواجهة غيره من الناس , وسواء كان هؤلاء الناس من المؤمنين بدينه أو معتقده أو مذهبه وجماعته أو فرقته وطائفته , أو من المغايرين له , وكل هذا يمكن تلخيصه في جملة بسيطة :" خليك في حالك " !!
إنطلاقاً من هنا يظل الإيمان بمثابة حالة من حالات الخلاص الفردي _" خليك في حالك " _ وفي هذه الحالة تظل الأسرات والعائلات والمجتمعات الصغيرة والكبيرة والدول , بل والمجتمع الدولي في أعظم وأجمل حالات الخلاص , لأن الوصاية الدينية أو حتي السياسية , بمثابة قوالب جاهزة , تأبي ألا تنتج نفس المنتجات المتماثلة والمتشابهة في كل شيء لتشبه قوالب طوب متساوية في الطول والعرض والإرتفاع والوزن , ليبقي النوع هو من يقرره الوصي بحقارته وسفالته المنحطة التي تحول حالات الخلاص الفردي لحالة خلاص جماعي , لتبدأ الخلاصات الجماعية في حالات حروب ومعارك مستمرة , وتستدعي توكيلات سماوية للإعلان عن مبررات جرائمها في الأرض ونسبتها للسماء وإرادة السماء تحت مسميات الدفاع عن الله ورسله وأنبياؤه ومقدساته , مع أن السماء لم ولن تحتاج لمن يدافع عنها ..
ومن ثم فإن السماء حتي الأن لم تعلن عن وجود مكاتب سماوية يعمل بها موظفون سماويون علي الأرض , ولم نعلم بيقين عن وجود توكيلات سماوية لهؤلاء ..
ولذلك : علي الجميع أن يعلموا أن اصحاب الخلاص الجماعي في كل الأديان والمعتقدات ليسوا إلا لصوص سفلة , ينحصر دورهم في الحياة بأمن وأمان ورغادة ورفاهية , علي حساب المجهود الإنساني لأتباعهم الذين تم التغرير بهم بمسمي فكرة الخلاص الجماعي ..
وفي النهاية :
فإن المغفلون وضعفاء العقول ومعدومي المواهب والقدرات والثقافات هم من يؤمنوا بالتوكيلات السماوية , ويكونوا أشد إيماناً بفكرة الخلاص الجماعي , أما غيرهم فهم وحدهم من يؤمنوا : بل يعتقدوا , بل متيقنين بأن التوكيلات السماوية كلها مزورة ومزيفة , وأن الخلاص الفردي مازال فكرة , وبالطبع يظل الخلاص الجماعي ويبقي جريمة في حق الحياة والإنسان والطبيعة والكون !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah