الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فضائح العقل الملحد - دراسة في تهافت الحجج العلمية و الفلسسفية لمقولة الإلحاد - ريتشارد داوكنز نموذجا - مقدمة الكتاب
عادل عبدالله
2017 / 5 / 18الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- 1 -
حين نتّخذُ من كتاب " وهم الإله " لعالِم البيولوجيا التطوّرية " ريتشارد دوكنز " مدخلاً و نموذجاً تطبيقياً لنقد مقولة الإلحاد في الفكر و الثقافة الغربية المعاصرة بأسرها - كما يشير عنوان كتابنا لهذا المعنى - فإنّ لمثل هذا الإجراء المنهجي ما يبرره من المقدمات و الحقائق الموضوعية التي لا أقول تسمح به فقط، بل و تجعله إجراءً موفّقاً و مُيسّراً يمكّن القرّاء من الإطّلاع عن كثب على جميع تلك الحجج و الإستدلالات المسوّغة لمقولة الإلحاد في الثقافة الغربية، على الأخص بعد أنْ عمل داوكنز على جمع الكثير من تلك الحجج في مؤلّفٍ واحدٍ له، من أجل وضعها في لحظةٍ مواجهةٍ فكرية و علمية مستعرة تسعى الى النيل من جميع تلك الأفكار و المعتقدات الدينية التي تقف ضدّاً عليها . و لمّا كانتْ طبيعة المواجهة هذه مصممةً بحسب أهواء داوكنز و طريقة فهمه الفلسفية الجائرة والقاصرة عن بلوغ حقيقة الصراع بين مقولتي الإلحاد و الإيمان، رأينا أنّ كتاب " وهم الإله " يمثّل عينةّ نادرةً و وسطاً نقدياً أمثلاً للكشف عن طبيعة الصراع هذا و ممكنات أطرافه المعرفية بعد عرضها بطريقة منصفة تعززها الوقائع و تشهد لها الوثائق لتمنح القارئ الكريم تصوّراً صادقاً عن حقيقة الإلحاد المعاصر و أسسه المعرفية المسوّغة له، تلك التي عمل كتاب داوكنز على تصويرها منيعةً متماسكة لا بدّ و لا خلاص للدين و المتدينين من رفع الراية المعرفية البيضاء على قلاعهم إذعاناً و إقراراً منهم بحتمية حسم ذلك الصراع لصالحها .
نعم، لقد كان لمثل هذا الإجراء النقدي ما يبرره من الوقائع، سواءٌ أتعلق المنهج هذا بطريقتنا الخاصة في التعامل مع كتاب داوكنز و مقولة الإلحاد على نحوٍ عام من جهة، أو تعلّق الأمر نفسه – من جهة أخرى - بمؤلّف الكتاب السيد ريتشارد داوكنز الذي حرص في كتابه هذا على أنْ ترتفع نبرةُ صوته عالياً و هي تجاهر بالإلحاد مبشّرةً بعقيدته و بخياره الأفضل للناس حيناً أو تتسعُ على نحو بالغ الوضوح حيناً آخر، من أجل أنْ تبدو هذه النبرةُ الخاصة مثقلةً بحمل رسالة إنسانية شاملة لا بدّ لـ " كاهن الإلحاد " ريتشارد داوكنز من إيصالها الى ألناس، لا بوصفه الناطق الرسمي العلمي و الثقافي المتحدث اليهم نيابةً عن تاريخ الإلحاد و الملحدين جميعا فحسب، بل بوصفه المًنقذ المنتظر و الفاتح المحرّر الذي سيستخدم جميع الوسائل التأليفية الممكنة المحظور منها و المباح، الواقعي و المختلق، اعتقاداً منه باستجابته لدعوة وجهها الناسُ له وهم متضرعون يترقبون بصبرٍ فارغ قدومه لإنقاذهم من شرور الدين و ويلاته النفسية و العقلية و الإجتماعية التي تبطش بهم في كلّ حين، كما تسفرُ مقدمةُ كتاب "وهم الإله" و الكثير من فقرات فصوله بكل وضوح عن هذه المعاني كلّها .
إذن، فقد أدّى ريتشارد داوكنز اليمين الدستورية على أن يتّخذ من الله عدّوا له و إنّ يكون كتابه "وهم الإله" خطبةً لاذعةً موسّعة ضدّ الدين على نحو عام، و ضدّ الإيمان بالله على نحو خاص، كما يقول الفيلسوف الأميركي الشهيرAlvin Plantinga، من حيثُ أنّ الكتاب هذا و هو " يعالج في المقام الأول قضية الأخلاق، يتبنّى حملةً صليبية لا أخلاقية تتسمُ بالتكبّر و العجرفة، و لا يتحدث صاحبها كفيلسوف يعالج الأدلة ليصل الى استنتاجات منطقية، إنّما يتحدثُ كواعظ أصولي يرسم طريق ألخلاص و يهدد بالطرد من الرحمة، جميع أولئك المؤمنين بالله ممن لم يهتدوا بعد لعقيدة الإلحاد و دعوته لهم، كما يقول الفيلسوف الملحد " مارتن رويس " ، بل هو كتاب صبّ الزيت على النار، و تمّت قراءته بوصفه إعلان حربٍ على الدين ألسائد كما يقول Stewart Robertفي عرضه النقدي المفصل للكتاب .
- 2 –
أشرنا خلال الفقرة السابقة الى جهتين من الأسباب و المبررات التي تسوّغ لنا التعامل النقدي مع مضمون كتاب داوكنز بوصفه نموذجاً يمكّننا من توجيه النقد لمقولة الإلحاد كلّها من خلاله، و لئن كانت الفقرة الأولى مخصصةً لعرض بعضٍ من الوقائع التي تخصّ داوكنز من مجموع تلك المبررات، فإنّ الفقرة الحالية ستكون مخصصة لعرض أسبابنا الخاصة و مبرراتنا لأتخاذ ذلك الإجراء النقدي المتداخل الموسّع منهجاً لنا، و على النحو التالي:
أولاً : لمّا كان داوكنز قد استحضر في كتابه " وهم الإله " عدداً كبيراً من نصوص الحجج و الإستدلالات التي قدّمها الفلاسفة و العلماء لجهة إثبات وجود خالقٍ متعالٍ للكون و الحياة، في محاولة منه لدحضها و تفنيدها أمام أعين الملأ، لم يكن – بكلمة حقٍ تُقال– أميناً منصفاً في طريقة استحضاره لمجموعة الحجج تلك وفقاً للنصوص الصحيحة التي وضعها أصحابها، إنّما عمد و بقصدٍ مبيّتٍ على تحريفها و تشويهها بهذه القدر أو ذاك، ظنّاً منه أنّ إخراجها بهذه الهيئة الجديدة المزوّرة ستمكّنه من تحقيق غايته المغرضة في النيل منها و التشهير بها، بل و السخرية منها أيضا، لكن ورغم ذلك كلّه، أيْ رغم عبث داوكنز بتلك النصوص و تحريفها حدّ مسخ أصولها يمكن القول بثقة بالغة بأنّ محاولات داوكنز في تفنيد تلك الحجج و الردّ المقابل عليها، لم تكن في حقيقيتها سوى فضائح معرفية مخجلة و محزنة، الأمر الذي أضطرنا الى مجموعة من الإجراءات يمكن عدّها أسبابا و مبررات تسوّغ لنا النظر الى نقد مضمون كتاب داوكنز بوصفه نقداً لمقولة الإلحاد كلّها، أمَا عن مجموعة الإجراءت هذه فهي:
أ : استحضار تلك الحجج و الاستدلالات التي قدّمها العلماء و الفلاسفة لجهة إثبات وجود الله، بحسب نصوصها الأصلية، أي قبل أن تمتدّ يدُ داوكنز للعبث بها و العمل على تشويهها، و هو إجراء معرفي ينجز نفسه بطبيعة الحال في الفضاء المعرفي الواسع لصراع مقولتي الإيمان و الإلحاد، أي بعيداً عن الحدود الضيقة الخانقة لعرض المقولتين كما قُدّمتا في كتاب " وهم الإله " و هذا ما فعلناه بالتحديد في كثير من ألمواضع، منها على سبيل المثال، خلال استحضار داوكنز لحجج القديس توما الإكويني و بليز باسكال للرد عليها، قدر تعلّق الأمر بالنصوص الفلسفية، و منها أيضاً طريقة استحضاره لمبدأ " التعقيد غير القابل للاختزال " بصورة بالغة التشويه و البذاءة قدر تعلّق الأمر بالتعامل العلمي لداوكنز مع النصوص المنتقاة من هذا الميدان المعرفي لغرض تفنيدها.
ب: لمّا كان نقدُ داوكنز لتلك الحجج و البراهين و الأدلّة على وجود الله نقداً قاصراً عن تفنيدها، ساخرا منها، مثيرا للحزن و الشفقة في نوع فهمه لها و في طرائق تفنيده لمضامينها، عملنا خلال ردّنا عليه، على فضح هذه المسائل كلّها مبينين على نحو بالغ الوضوح، الفارق المعرفي الكبير جداً بين الصيغ المنطقية المحكمة التي أودعها أولئك العلماء و الفلاسفة في حججهم و استدلالاتهم، و بين طريقة الردّ المضحكة التي استخدمها داوكنز لتفنيد حجج خصومه بعد أنْ أكرهها على المكوث في فضاءٍ ضيّق نتيجةً لفهمه السئ لها.
و ليس يخفى على أحد، أن مثل هذا الإجراء التصحيحي يتطلّب تعريف القارئ الكريم و على نحو موسّع يتخطّى الحدود المعرفية لكتاب داوكنز، بالأهمية المنطقية و التاريخية لتلك الحجج أولاً، ثم معالجتها و التعامل معها و نقدها من بعد، وفقاً للنصوص الأصلية التي وردتْ فيها، و هي المسألة التي تكفل لنا بكل تاكيد، لا بيان التماسك المنطقي لتلك الحجج و امتناعها عن سبل النيل منها حسب، بل تكفل لنا في الوقت نفسه، الكشف عن : أنّ ريتشارد داوكنز لم يدحض و لم يفنّد من مضامين تلك الحجج القوية سوى المغالطات و التحريفات التي أضافها بنفسه اليها، أو تفنيده لفهمه الخاص المغلوط عن مضامين تلك النصوص، و هذا ما اتفق المناطقة على تسميته بمغالطة رجل القش .
ثانياً : لم تكن مجموعة الحجج و الاستدلالات الفلسفية و العلمية التي حرص داوكنز على انتقائها بعناية، ممثلةً في حقيقتها إلاّ للنزر اليسير من مجموع حجج الفلاسفة و العلماء الرامية لإثبات وجود الله، ناهيك عن كونها ممثلة لأفضل الحجج و أقواها و أمنعها على الدحض، الأمر الذي استدعى منّا بالضرورة عرض مجموعة أخرى من حجج العلماء و الفلاسفة لجهة اثبات وجود الله، و هو أمر تغافل عنه داوكنز بصورة كلّية ، ربّما لجهله بنوع تلك الحجج و عدم اطلاعه الخاص على مضامينها، او ربّما لمعرفته بها و تفضيله خيار التغاضي عن استحضارها احتراماً لقدرته المعرفية الضئيلة في الحجاج معها، و مثل هذا الإجراء المتمثل باستحضارنا لمجموعة أخرى من حجج الفلاسفة لجهة اثبات وجود الله – مما سكت داوكنز عنها - يعدّ بطبيعة الحال مبرراً آخر يعزز منهجنا في التداخل و الإنتقال من المضمون المحدود لعرض قضية الالحاد كما وردت في كتاب " وهم الإله " الى المضمون الواسع الذي تتكشف عنه مقولة الإلحاد بأجمعها.
ثالثاً : كان ريتشارد داوكنز قد طرح في كتابه " وهم الإله " مجموعة كبيرة، خطيرة و مهمة من الأسئلة التي تحاول النيل من عقائد المتدينين، ثم غادر المكان على عجلٍ دونما تحريره أية إجابة عنها، ربّما لجهله بتلك الإجابات أو ربّما في محاولة خبيئة منه لإيهام قرّاء كتابه بأنّ هذا النوع من الأسئلة التي تمّ له طرحها عن حقيقة الإيمان، تحرج المتدينين بعدم إمكانهم الإجابة عنها أبداً، و هو أمرٌ مخالف للواقع المعرفي – الفلسفي و العلمي – الذي يخبرنا على نحوٍ بالغ الوضوح بأنّ ما خلّفه داوكنز من أسئلة معلّقة الإجابة، قد تمت الإجابة عنها جميعاً بطرق مقنعة صحيحة من قبل نخبة من العلماء و الفلاسفة في مراحل مختلفة من تاريخ المعرفة البشرية، و ليس يخفى أنّ عرضنا تلك الإجابات يضعنا في قلب الإشكال المعرفي لمقولة الإلحاد في صراعها المستمر مع عقيدة الإيمان بالله عند حدود الميادين المعرفية الثلاث، أعني الدين و العلم و الفلسفة .
رابعاً : في أكثر من موضع من كتابه " وهم الإله " كان داوكنز يعمدُ الى استحضار عددٍ من الأفكار الإلحادية المهمة التي سبق له طرحها في بعضٍ من مؤلفاته السابقة او مقابلاته التلفزيونية أو مناظراته الأكاديمية العامة، لكن من دون أنْ يمرّ على ذكر الردود القاسية التي تعرّضتْ لها أفكاره تلك، مفنّدةً أيّاها أو فاضحة مغالطاتها، الأمر الذي أضطرنا الى الرجوع الى تلك الردود و عرضها كلّما سمح السياق لنا بذلك، و هو نوع إجراءٍ آخر يتطلّب توسيع دائرة نقد الإلحاد و تفنيد حجج داوكنز لصالحه .
خامساً : بإختصار شديد، ثمة صراعً ناشبٌ مستعر بين مقولتي الإيمان و الإلحاد، تخوضه نخبٌ من العلماء و الفلاسفة حول موضوعات معرفية كبرى، ظنّ ريتشارد داوكنز أنّ مثل هذا الصراع قد تم حسمه لصالحه من خلال مجموعة الأفكار التي تضمّنها كتابُه " وهم الإله " و هو تصور لا حقيقة له البتة، كما سيتولّى كتابنا إثبات ذلك، أمّا عن طبيعة الموضوعات الكبرى هذه فهي كالتالي :
- التصميم الذكي للكائنات الحية المعقّدة الذي ينسبُه المؤمنون الى خالق مدبّر عظيم في مقابل الطبيعة العمياء التي ينسبُ اليها الملحدون عملية الخلق الحياتي عبر عاملي الصدفة و الزمن .
- المبدأ الإنثروبي و نظرية الأكوان المتعددة، و هما النظريتان اللتان يفسّر من خلالهما الملحدون السببَ في وجود الثوابت الفيزيائية الستّ التي تنظّم عمل الكون في مقابل المسؤولية الإلهية التي يفسّر من خلالها المؤمنون السبب في وجود تلك القيم الفيزيائية المنظّمة لعمل الكون بأكمله .
- إعتقاد الملحدين بأن المعرفة العلمية هي النوع الوحيد الموثوق به و أنها نوع المعرفة االذي بوسعه – وحده - الإجابة عن جميع الأسئلة التي يطرحها الوجود الإنساني بما في ذلك الأسئلة الميتافيزيقية المتعلقة بوجود الله و خلود النفس و مآلها بعد فناء الجسد، و هو اعتقاد يرفضه المؤمنون بشدة حين يفرّقون بين نوعين من المعرفة، معرفة فيزيقية يتخصص العلم بالإجابة عنها و معرفة ميتافيزيقية يتخصص كل من الدين و الفلسفة بتوفير الإجابات المقنعة عنها .
ثمة أيضاً موضوعات كثيرة أخرى تم التعرض لها في كتابنا هذا ردّاً على التصوّر الداوكنزي لها، منها الجهل التام لداوكنز بتاريخ الفلسفة و طرائق التأليف وفقاً للمعطيات المعرفية لهذا الميدان، و منها رهان باسكال على الحياة الآخرة و رهان الملحد على إلهٍ جاحد، منها أيضاً إمتناع داوكنز عن إجراء الحورات مع الفلاسفة و العلماء المؤمنين مخافة فضح ممكناته المعرفية الضئيلة، و منها التشويه المثير للشفقة في عرض داوكنز لوقائع محاكمة العالم الأميركي الكبير مايكل بيهي، منها أيضاً : حقيقة إلحاد آينشتاين و نوع تديّنه، فرضية الـ DNA بوصفها قضية معلومات حسب، العدوانية الإلحادية، النزعة العلمائية المتشددة و التصور المادي المحض للحياة بأسرها، إعلان مبدأ " التعقيد غير القابل للإختزال " عن موت الدارونية الى غير رجعةٍ، فريةُ إله الفراغات، إجابة الحجّة الغائية عن السؤال المتعلق بوجود الله من خلال حقائق العلم و كشوفاته الحالية، المحرّكات العجيبة لذيول البكتيريا السوطية، الإستحالة العلمية لإنبثاق الحياة عن طريق الصدفة، الأساليب الموجعة لنقد العلماء مضامين مؤلفات داوكنز، و غير ذلك كثير من الموضوعات التي وجدنا أنها لم توفَ ما تستحقه من العرض و العناية بحسب الطريقة التي عمل داوكنز على استحضارها في كتابه وهم الإله.
بقي أن أضيف ثلاث ملاحظات مهمة، هنّ على التوالي: إنّ استخدامنا لمفردة " فضيحة " بصيغة الجمع في عنوان كتابنا لا يمكن عدّه بِدعاً من القول أو سابقة تبالغ في وصفها للعقل الملحد بحسب النموذج المعرفي و المحتوى المعرفي الذي قدّمه داوكنز لهذا العقل، إذْ أنّ ثمة العشرات من عناوين الكتب و المقالات و البحوث التي اتخذتْ من كتاب داوكنز " وهم الإله " موضوعاً نقدياً مباشراً لها، قد استخدمت هذه المفردة نفسها أو غيرها مما هو أكثر قسوةً منها .
أما الملاحظة الثانية فهي، إن استخدامنا لمفردة " مقولة Category " في عنوان كتابنا، إنّما أُريد بها التأكيد على معنى " التعليم الكلي " لهذا العقل الملحد فضلاً عن الإشارة الى " المظهر المعرفي " الذي يتبناه نظاماً معرفياً لتفسير الكون و الوجود و الحياة .
أما الملاحظة الثالثة فمفادها القول المباشر المطمئنّ لمضمونه، بأنّ عهد الإلحاد الفلسفي بطروحاته " الرصينة " أعني ذلك الذي بدأ مع ديفيد هيوم مروراً بفيورباخ و ماركس و نيتشة و فرويد، و صولاً الى إنطوني فلو - الذي يُعدّ الفيلسوف الأشهر و الأكثر تأثيرا في نشر عقيدة الإلحاد في القرن العشرين قبل تحوله في أواخر حياته الى الإيمان بالمسيحية - أقول إنّ ذلك العهد قد ولّى الى غير رجعة بعد أنْ تمّ لجيل من الفلاسفة المؤمنين تفنيد جميع طروحاته و إثبات تهافتها و بطلانها ، الأمر الذي يعني أنّ الأساس الثقافي الوحيد المتبقي لنمو مقولة الإلحاد و انتشارها، هو الأساس العلمي المتمثل بنظرية داروين، و هي القضية المركزية التي يتبناها داوكنز في كتابه " وهم الإله " مثلما هي القضية التي تُعدّ مهمة دحضها و تقويض منطقها العلمي و مقدماتها النظرية إحدى المهام الرئيسة لكتابنا هذا .
أحسب الآن أنّ السياق قد أصبح مهيّئاً للولوج في عالم داوكنز السحري من خلال المداخل السبعة التي سيتكفل الفصل الأول – بائع الإلحاد المتجول - من كتابنا بفتحها .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - هل تقبل النقاش?
ملحد
(
2017 / 5 / 18 - 16:42
)
حسناً, واضح جدا من مقالك انك ديني...
وانا واضح جدا من اسمي المستعار انني ملحد....
هل تقبل الحوار بيني وبينك, اي بين ملحد وديني?
2 - ما هو بديلك لنظرية داروين?!
ملحد
(
2017 / 5 / 19 - 04:34
)
يبدو انك ترفض الدفاع عن طروحاتك في كتابك المشار اليه حول (تهافت وبطلان) الفكر الالحادي!
على كل حال ساطرح عليك السؤال التالي, واشك بانك ستجيب عليه!
ما دمت ترفض نظرية داروين, سؤالي لك:
ما هو البديل لنظرية داروين الذي طرحته او تطرحه في كتابك المشار اليه?
انتظر ردك!
تحياتي
3 - خرافة الخلق كبديل لنظرية داروين !
ملحد
(
2017 / 5 / 19 - 16:48
)
خرافة الخلق كبديل لنظرية داروين
شكرا لعدم الرد! ارجو ان لا تأخذ الموضوع بشكل شخصي! فنحن ننتقد الافكار وليس الاشخاص
من الواضح انك من المؤمنين بخرافة الخلق(البشر) كبديل لنظرية داروين في التطور والارتقاء! تلك الخرافة التي لم تعد تنطلي ولا حتى على طفل في الرابعة او الخامسة غير مشطوف الدماغ
لا يمكن مقارنة الثرى(الخرافة الدينية) بالثريّا(العلم)
تحيّاتي
4 - ضاع وقتنا في قراءة هذا المقال
محمد البدري
(
2017 / 5 / 19 - 16:49
)
انت لم تقدم شيئا وكانك في يوم جمعة من فوق منبر مسجد يؤمه جمهور دولة الفساد ونظم التخلف. مقالك هذا بلا اي قيمة معرفية.
5 - لمن يهمه الامر
ملحد
(
2017 / 5 / 19 - 23:03
)
سأقوم قريبا بتأليف كتاب تحت عنوان:
فضائح العقل المؤمن- دراسة وبحث في تهافت وتعاسة وبؤس (العقل) المؤمن- الاديان الخرافية الفضائية الابراهيمية نموذجا- في تفنيد ودحض وهدم ثم دفن خرافة الاديان مرة واحدة والى الابد
ترقّبوا!
6 - يا ارثوذكس قليلا من الخجل
الشمالي أبو مريم
(
2017 / 5 / 20 - 00:36
)
بطلوا تعملوا حالكن ملاحدة أو تكتبوا بأسماء إسلامية
لعبة حامد عبدالصمد ورشيد المغربي عبدة الدولار مفضوحة
ههههههههه
7 - إلى السيد ملحد
لؤي ثابت
(
2017 / 5 / 20 - 13:20
)
ما رأيك لو نقلت لك مقالات لمؤلف غربي نصراني في نقد الإلحاد ؟
هل سيكون بنظرك شيخا وهابيا يخطب ويعتلي منبرا في صلاة جمعة كما قال السيد البدري !!
8 - الى لؤي ثابت
ملحد
(
2017 / 5 / 20 - 20:38
)
كتبت:( ما رأيك لو نقلت لك مقالات لمؤلف غربي نصراني في نقد الإلحاد ؟
هل سيكون بنظرك شيخا وهابيا يخطب ويعتلي منبرا في صلاة جمعة كما قال السيد البدري !!)
رد واضح وصريح: نعم فكلّهم بؤساء واتعس من بعضهم بعضا.....
9 - كيف تفسر علاقة نقد الإسلام دون بقية الأديان
لؤي ثابت
(
2017 / 5 / 20 - 22:49
)
بين السيدين عبدالصمد ورشيد ؟
الإلحاد والإيمان
متناقضان !
عبدالصمد ملحد
رشيد متنصر ومنصر!
هل من جواب سيد ملحد ؟!
10 - الى لؤي ثابت
ملحد
(
2017 / 5 / 21 - 01:15
)
الى لؤي ثابت
لقد اجبت على سؤالك, والان انا سأسالك !
هل تؤمن بخرافة (خلق) آدم كبديل لنظرية داروين?
الخرافة حسب ما يسمى بالاديان الابراهيمية هي كالتالي:
أجا واحد اسمو (الله) جاب طينة/صلصال.... ونفخ فيها?! وطلع حياة?! وسمّاها آدم?! وبعدين جاب ضلع اعوج?! من هذا ال آدم و(خلق) منه حياة وسمّاه حواء?!..... وعشان هيك طِلعت حواء عوجا?! وناقصة عقل ودين وشهادتها نصف شهادة الرجل?!.......
كن شجاعا وأجِب بلا لف ودوران!
هل تؤمن بالخرافة المذكورة اعلاه كبديل لنظرية داروين?
كن شجاعا ولا تهرب! وأجِب: نعم ام لا?
انا انتظر اجابتك
11 - والعذرا لم تجب !
لؤي ثابت
(
2017 / 5 / 21 - 10:21
)
السؤال واضح
طلب تفسير لاجتماع المتناقضين معا في الطعن في الإسلام وحده دون بقية العقائد
حالة السيدين عبدالصمد ورشيد نموذجا
لم اسأل عن الإيمان أو الآلهة.
12 - الى لؤي وشلّته
ملحد
(
2017 / 5 / 21 - 13:38
)
كما توقعت هروووووووب!
واضح انك وشلتك من انصار خرافة الخلق الطفولية البائسة التعيسة.....
لديك جيش كبير من المجاهدين الالكترونيين!
كام شهرية الواحد منكم??!!
13 - أنا غني صحيح لكنه مال إرث وليس أجرة !
لؤي ثابت
(
2017 / 5 / 21 - 14:27
)
يا استاذ ملحد
دعك من تكتيك قديم
السؤال واضح وقاطع
ولا أخفي إيماني وإسلامي
الإيمان مسألة شخصية
السؤال بواد وأنت من يهرب إلى الإمام
تحياتي لك .
14 - لؤي ثابت
ملحد
(
2017 / 5 / 21 - 19:31
)
كتبت:( ...ولا أخفي إيماني وإسلامي....)
رد: كن شجاعا وقلها صراحة اذن! انك تطرح خرافة آدم وحواء كبديل لنظرية داروين?!
وكتبت:( السؤال بواد وأنت من يهرب إلى الإمام )?!
رد: موضوع المقالة في واد, وسؤالك عن حامد ورشيد في واد آآآآآآخر !
تحياتي
15 - مازق الدينيين الابدي
حميد فكري
(
2017 / 5 / 21 - 21:38
)
ان تنتقد بعض ردود رتشارد داوكينز ،على ما تسميه حجج فلاسفة وعلماء مؤمنين حاولوا جاهدين اثبات وجود خالق ،ممكن الاتفاق معك فيه .لكن ان تعتبر هذا الانتقاد ،كهدم كلي وحاسم بل وغير قابل حتى للدحض لمقولة الالحاد عموما .فهذا فيه الكثير من التعسف والعجرفة واللاعلمية .فالالحاد ،او بالاحرى الفكر المادي الموضوعي ،كان ولايزال في صراع مرير ضد الفكر الميثالي الغيبي ،المقنع باسم الايمان بالله ،منذ فجر التاريخ .وهو يقلص من داءرته كلما تطورت الانسانية وابتعدت عن مراحلها الطفولية .ثم لاتنسى ان ،انتشار الدين ،لايعود الى قوته الذاتية ،اي الى قوة منطقه في التفسير والتحليل .بل الى قوة مادية ،اجتماعية تسنده وتدعمه ،لان فيه تتحقق مصالحها .فسحر الدين من فعل هذه القوى ،وليس منه .اجابات الدينيين ،سواء عن اسءلة عالم الطبيعة ،او عالم الاجتماع الانساني ،هي دوما لاتخرج عن احد الامرين :اما ميثالية غيبية فارغة ،وهذا هو الغالب ،وهم في ذلك متناغمون مع انفسهم .او مكرهون على تقديم اجابات مادية ،في هذه الحالة هم متناقضون مع ايمانهم .هذا هو مازقهم الابدي.
16 - الى لؤي ثابث
حميد فكري
(
2017 / 5 / 21 - 21:50
)
وجهت سؤال الى السيد ملحد .مارءيك لو نقلت لك مقالات عن كاتب غربي نصراني ينتقدفيه الالحاد؟ اجيبك ليس المهم ان هناك كاتب غربي او شمالي اوجنوبي او حتى شرقي ،ينتقد الالحاد المهم هو المحتوى .محتوى هذا النقد .لكني اسالك هل هو نقد من موقع العلم ام من موقع الدين ؟ هذا هو السؤال الاهم .
17 - يا ملحد صدقني أنك هو من هرب لأنك تعرف العلاقة
خالد القحطاني
(
2017 / 5 / 22 - 01:15
)
والإيمان مو عيب
العيب محاولة استغفال البعض
زويمر صلى يسوع عليه وسلم يجيبك يا باشا
18 - لؤي ثابت
ملحد
(
2017 / 5 / 22 - 12:59
)
توضيح!
عندما كتبت انا في تعليقي رقم 11 انني اجبت على سؤالك , كان المقصود انني اجبت على سؤالك في تعليقك رقم 8 حول: ( ما رأيك لو نقلت لك مقالات لمؤلف غربي نصراني في نقد الإلحاد ؟
هل سيكون بنظرك شيخا وهابيا يخطب ويعتلي منبرا في صلاة جمعة كما قال السيد البدري !!)
وكان جوابي مباشرة لك في تعليقي رقم 9
فلماذا تجاهلت ذلك????????!!!!!!!!!!!!
هل هذه (اخلاق) مؤمن تقيّ ورع كما تدّعي ?????????!!!!!!!!
مع ملاحظة انه عندما كتبت تعليقي رقم 11 , لم يكن عندها تعليقك رقم 10 قد ظهر الى الوجود!
كن شريفا وصادقا ولو لمرة واحدة! فقد كان عليك ان تدرك بكل سهولة انني عندما قلت لك انني رددت عليك كان المقصود الرد على سؤالك في تعليقك رقم 8
ام ان (ذكائك) خانك ?????!!!!!!
19 - الى خالد القحطاني
ملحد
(
2017 / 5 / 22 - 13:19
)
كتبت: ( والإيمان مو عيب)
رد: ليس عيبا , في حد ذاته, ان تكون مؤمنا....., ولكن العيب كل العيب ان يقوم انسان مؤمنا ودينيا بمهاجمة نظرية علمية عملاقة وشامخة كنظرية داروين ليكون طرحه البديل المقابل خرافة (خلق) آدم وحواء?????!!!!! تلك الخرافة التي لم تعد تنطلي ولا حتى على طفل ذو اربع او خمس سنوات غير ملعوب في دماغه....
وكتبت: ( العيب محاولة استغفال البعض) ????!!!!!!
رد: من يستغفل من???!!!!
اليست خرافة الاديان , ومن ضمنها خرافة (خلق) ما يسمى ب آدم وحواء اكبر استغفال وتخدير لعقول البشر?
واذا اردت الدخول في حوار معي حول هذه الخرافة فانا على كامل الاستعداد
20 - مش فاضيين لسلاح إضاعة الوقت
الشمالي أبو مريم
(
2017 / 5 / 22 - 17:33
)
نحنا فاضيين لكتابات النصارى المؤمنين والرد عليها
مفهوم ياشباب
21 - تعليق أخير, شكر للكاتب
ملحد
(
2017 / 5 / 23 - 12:33
)
اريد ان اوجه شكري الكبير لكاتب المقال على سماحه بنشر كافة التعليقات رغم اختلافنا العميق والجذري مع محتوى المقال. وهذا يُحسب في ميزانه بالتأكيد.
كما اوجه الشكر لادارة الحوار المتمدن والقائمين على تشغيله لعملهم وتفانيهم على انجاح وديمومة هذا الموقع المحترم مع القليل من التحفظات!
كذلك اغتنم هذه الفرصة للتعبير عن موقفي المؤيد لحق الجميع في التعبير عن آرائهم ضمن القيّم الاخلاقية المتعارف عليها
واخيرا اشكر جميع الاخوة المتداخلين , مؤيدين ومعارضين, على سمو ورفعة اخلاقهم , حيث خلت المداخلات من الكلمات البذيئة او شخصنة النقاش.....
تحياتي للجميع
.. ما هي آخر التطورات في الجبهة الشمالية لإسرائيل؟
.. رئيس البرلمان الإيراني يتفقد موقع الغارة الإسرائيلية الأعنف
.. عاجل | الكلمة الكاملة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع
.. معارك متواصلة بين كتائب القسام وجيش الاحتلال بمخيم جباليا
.. هل استطاع الجيش السيطرة على مناطق بجنوب لبنان؟