الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في نقد الفكر الاسلامي / الجزء الاول

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2017 / 5 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المطلع على كتاب القرآن بعين الباحث المتقصي للحقيقة يجد فيه نصوص تتصف بالتعارض والتناقض وثنائية التعامل مع الاحداث ، حيث انه يشتمل على جوانب ايجابية وجوانب سلبية في آن واحد ، بمعنى اجتماع اللونين الابيض والاسود فيه مما يجعله فكر ذو ازدواجية في الرؤية ويمكن ملاحظة ذلك بكل سهولة ، وهذا ما يؤدي الى وقوع اتباع هذا الفكر في التجزء والتشرذم تحت تأثير هذه الازدواجية وبالتالي تفرقهم الى مذاهب وطوائف وفرق حسب تأويلاتهم لتلك النصوص ، فمن كان قلبه ابيض من المنبع فانه سيتبع الجزء الابيض من القرآن لكونه يتناغم مع طبيعة قلبه فيغرف من هذا الجزء ، واما من كان قلبه اسود من المنبع فانه سيتبع الجزء الاسود من القران لكونه يتناغم مع طبيعة قلبه فيغرف من ذلك الجزء ، وكل طرف يتهم الاخر بانه لا يمثل الاسلام ، والحقيقة ان العلة ليس في اختلاف منابع البشر وانما في ازدواجية الفكر الاسلامي ذاته ، الذي انتج لنا شعوبا مصابة بالازدواجية في الفكر والسلوك ، هذا مع العلم بانه قد تم وضع أسس هذا الفكر و بنائه العقائدي حسب الظروف والاحداث التي واجهت مؤسسه وحسب حالته النفسية والصحية لحظة وقوع الحدث مما جعله فكر قائم على ردود الافعال وليس بناءا فكريا صالحا لكل مكان وزمان ، واليكم هذه العروض من نصوص القران والتي تعكس ازدواجيته وغموض افكاره وعدم دقة احكامه وبالتالي عدم صلاحيته لعصرنا الحالي :
1 ) العرض الاول :
المجموعة الاولى من النصوص :
ـ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحِكمَةِ وَالْموعِظَةِ الْحَسَنَةِ وجادِلْهُم بالتي هي أَحْسَن
ـ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإذنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا
ـ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ
ـ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا
المجموعة الثانية من النصوص :
ـ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
ـ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ
ـ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسرَى حَتَّى يُثخِنَ فِي الأَرضِ
التحليل : في نصوص المجموعة الاولى يتضح الجانب الابيض من القران من خلال الدعوة الى الحوار مع الاخرين بالحكمة والموعظة الحسنة وحسن اختيار الالفاظ في الحوار ، وان مهمة النبي هي التبشير بالجنة للصالحين والانذار بنار جهنم للسيئين ، وليس سوقهم مكرهين الى الجنة تحت التهديد بالسيف .
في نصوص المجموعة الثانية يتضح لنا الجانب الاسود من القران عندما تتحول مهمة النبي الى التعامل بالغلظة والشدة مع المختلفين وليس بالحكمة والموعظة الحسنة ، والى استخدام السيف لمقاتلة المختلفين بحجة انهم قوم لا يفقهون ، ويجب سوقهم مكرهين الى الجنة والا يتم قتلهم ، وحتى الاسرى الذين يقعون في قبضة المسلمين يتم التعامل معهم وفق اسلوبين متناقضين ( في المجموعة الاولى اطعامهم لوجه الله ، وفي الثانية قتلهم مرضاة لله ) وهذا ما يعكس ازدواجية الفكر الاسلامي حيث الوجهين الخير والشر ، السلم والعنف
السؤال : اذا كان القرآن يتصف بهذه المواصفات حيث الازدواجية في الرؤية والثنائية المتضادة في اساليب التعامل فكيف يمكن استخدامه كدليل ارشادي وتوجيهي لاقامة دولة الحق والعدل ؟ الا تعكس هذه الازدواجية في الرؤية ، والمزاجية في التعامل ، الطبيعة البشرية لمؤلف القرآن ؟
2 ) العرض الثاني :
المجموعة الاولى من النصوص :
ـ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ
ـ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ
ـ فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا
أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ
المجموعة الثانية من النصوص :
ـ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
ـ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰ---لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
ـ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
ـ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
ـ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
تعريف : المصيبة هي ( السيئة ، الشر ، الضرر ، الخسارة ، الكارثة ، المحنة )
التحليل : نستنتج من نصوص المجموعة الاولى ان ما يصيب الانسان من الخير فهو من عند الله ، وعليه ان لا يشكر الا الله ، اما ما يصيبه من الاذى والضرر فهو من سوء عمله وسوء تصرفه ، وعليه ان لا يلوم الا نفسه ، الله مسؤول عن الخير فقط وغير مسؤول عن الشر .
في نصوص المجموعة الثانية نستنتج ان الله مسؤول عن الخير و الشر معا ، وله مطلق الحرية في التصرف بمصير عباده خيرا او شرا ، هذا مع العلم بان مصائبه وغضبه ونقمته عندما تنزل على عباده فانها تنزل على الجميع دون تمييز بين صغير و كبير ، بريء و مذنب ، فكأنه يعبر بذلك عن عدالته وفقا لمبدأ ( المساواة في الظلم عدالة ) ، والمطلوب من العباد في جميع الاحوال الشكر عندما يتفضل عليهم بالخيرات ، والصبر والرضوخ لامره عندما ينزل عليهم المصائب والويلات ، هذه هي فلسفة الدين ( ديكتاتورية اله وعبودية بشر)
السؤال : هل يجوز وفقا لمعايير الحق والعدل انزال الضرر والاذى بالانسان البريء بحجة اختبار صبره على البلاء ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) ؟
يتبع الجزء الثاني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah