الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النبي لي هونغ جي وديانة الفالون دافا

عمر سلام
(Omar Sallam)

2017 / 5 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


النبي لي هونغ جي
وديانة الفالون دافا او الفالون جونج
من عادة البريطانيين عند ترك مستعمراتهم ترك بؤر توتر مستقبلية، لاستثمارها لاحقا ولو بعد عشرات السنين، وهذه البؤر تحمل في طياتها أفكار إشكالية عند انتشارها تسبب تعارضات اجتماعية واسعة، وهذه البؤر تستمد افكارها من ثقافة المنطقة التي تنشأ فيها. واغلبها يعتمد على الأديان لما لها من تأثير عميق في نفسية الانسان الشرقي البسيط الذي مستوى وعيه محصور بما يتلقنه من رجال الين على اختلاف اديانهم ومذاهبهم.
ويعلم البريطانيون عندما كانوا يحتلون نصف العالم بان الدين له تأثير قوي جدا في المجتمعات التي احتلوها، فاستثمارهم للدين اليهودي في انشاء وطن العصابات الصهيونية في فلسطين. ودعمهم، بل ويقال انشاؤهم، للوهابية والاخوان المسلمون. والبريطانيون هم من ساهم بنشر البهائية كدين جديد (وكان المنطقة بحاجة الى اديان جديدة!!!)، ومن مبدأ السيطرة الاستعمارية لا بد من نشر مخدر معين تخدر بها الشعوب لتبتعد عن أهدافها الحقيقية في التحرر والنمو والتطور وتحسين معيشتها.
والانكليز هم من نشر الافيون في الصين لما يدره من ربح باهظ للرأسمال الإنكليزي ولتخدير الشعب الصيني وبقاؤه تابع للاستعمار الإنكليزي ونشا عن ذلك حربين ابادت الالاف من الصينيين ووصل عدد المدمنين على الافيون الى 120 مليون صيني في نهاية القرن التاسع عشر. ولم يتم التخلص من هذه العادة الى بعهد ماو تسي تونغ.
وكان نتيجة حرب الافيون احتلال جزيرة هونغ كونغ من قبل بريطانيا واستمر احتلالها حتى عام 1997 حيث تم تسليمها الى الحكومة الصينية.
بريطانيا قبل خروجها من هونغ كونغ كانت تحضر لحرب من نوع اخر مع الصين او خلق بؤرة توتر لتستخدم لاحقا ضد الصين. فكان دعمها لإيجاد نبي جديد يعرض مبادئ جديدة مستمدة من الديانتين البوذية والكونفوشية ليكون أداة فكرية لمواجهة مستقبلية مع الإدارة الصينية.
فمن خلال دعم هذا النبي وانشاء دين جديد يكون كالخلية السرطانية يلعب مستقبلا في تأجيج التناقضات الداخلية في المجتمع ويكون راس حربة في حرب الغرب ضد الصين في حال اريد لها ان تبدأ.
قبل 25 عاما في 13 أيار 1993 في هونغ كونغ التي كانت تحت الاحتلال البريطاني وقبل تسليم هونغ كونغ للسلطات الصينية بأربع سنوات، أقدم شخص يدعى لي هونغ جي بعرض شريعة تسمى فالون دافا، وعرفها بالطريقة التالية (نظام أساسه "التماهي مع الصفات العليا في الكون: جهان شان ران (الحق، الرحمة، الصبر). تسير الطريقة وفق هذه الصفات العليا، وهي ترتكز على ذات القوانين التي تتحكم في تطور الكون".).
ووضع مجموعة قواعد وقوانين وممارسات رياضية هدفها، تحقيق جسم خالد يسعى الى الكمال الروحي أي كما يقول
(عندما يبلغ سين سينغ ممارس وقوة الغونغ لديه ارتفاعا معينا، يتسنى له أن يحقق جسما ماسيا خالدا بينما لا يزال في العالم الدنيوي. بإمكان الممارس أيضا أن يبلغ حالة "إطلاق الغونغ"، التنور وصعود الشخص بكليته إلى عوالم عليا. من يتصف بعزيمة قوية يحسن به أن يدرس هذه التعاليم المستقيمة، ويثابر ليبلغ مرتبة رفيعة، ويرفع السين سينغ لديه، ويتخلى عن التعلقات. فقط حينها يصبح الكمال الروحي ممكنا.)
وهي كفكرة باقي الأديان التي تجعل الانسان يبتعد عن حياته العادية وينسى بؤسه وشقاؤه وينسى من يستغله ويبحث بطريقة طوباوية عن السعادة.
وبدأ لي بإلقاء المحاضرات ويدعو الى نشر أفكاره التي اعتبرها شرعا جديدا
(التبليـغ الحقيقي للطريقة يتطلُب الدّعوة إلى الّشرع وتعليم الطريق.)
(أودّ أيضًا أن أؤكّدَ على مسألةٍ، نحنُ نتعهّد ونـُمارس، يجبُ أن نـُبلـّغ َ الطريقة وندعو إلى الشّرع. )
وينتقد مدارس البوذية التي لا تبلغ ولا تدعو أي يريد ان يجعل ديانته ديانة تبشيرية.
وهو يعتبر ان تلاميذه هم مريدين يجب ان يطبقوا مبدا الممارسة والتعهد أي عليهم بنشر الدين الجديد
(أنا أعتبرُ كلّ التلاميذ مُريديّ، بما فيهم أولئك الذين يدرسون بمُـفردهم ويستطيعون التعهّد والممارسة حقـّا)
وهو يعتبر نفسه الوحيد القادر على فهم طريقته لأنه يتحدث عن مستويات عليا بينما تلاميذه لا يستطيعون ذلك الا إذا تحدثوا بان المعلم قال كذا، أي قرب نفسه من مفهوم النبوة. وبذلك تصبح أقواله أحاديث يتناقلها مريدوه او صحابته.
(ليس مسموحًا كذلك نشر الطريقة كما أفعلُ أنا، وتـُمنـَعُ الدّعوة إلى الشّرع مثلي أنا في محاضرة للعُموم، أنتم لستـُم قادرين على الدّعوة إلى الشّرع. لأنّ ما أتحدّث عنه لديه معنى عميق جدّا، أنا أتحدّث مُقرنـًا أشياء من مُستويات عُـليا. أنتم تتعهّدون وتـُمارسون في مُختلف المُستويات، عندما سترتقون في المُستقبل، وعندما تسمعون هذا التسجيل مرّة أخرى، سترتقون باستمرار. مع سماعه باستمرار، سيكونُ لكُم دائمًا فهمٌ جديد وستجنون أشياء جديدة؛ الأمرُ نفسُه بالنسبة لقراءة الكتاب، بل أكثرَ. كلّ هذه العبارات التي أنطقها هنا مُرتبطة بأشياء عالية جدّاً وعميقة جدّاً؛ لهذا السّبب أنتم لستـُم قادرين على تلقين هذا الشّرع. لا يُسمَحُ لكم بأن تنطقوا بعباراتي الأصليّة على أنها عباراتكُم، وإلاّ فإنّ هذا يُعتبَرُ سرقة ً للشّرع. لا يُمكنكم سوى أن تـُعيدوا جُمَـلي كما هي مُلاحظين أنّ هذا ما قالهُ المُعلـّم وأنّ هذا مكتوبٌ في كتابه، لا يُمكنكم إلاّ أن تتحدّثوا هكذا. لماذا؟ لأنكُم عندما تتحدّثون بهذه الكيفيّة، يكونُ النشرُ حاملاً لقوّة الشّرع الأكبر. لا يُمكنكم بثّ معارِفكم على أنـّها الفالون دافا، وإلاّ ما تبثـّونه لا يكون الفالون دافا، وهذا يعود بالقول أنـّكُم تـُؤذون طريقتنا الفالون دافا. عندما تتحدّثون حسب وجهات نظركم وأفكاركم، فإنّ ما تقولونه ليس الشّرع، هذا لا يُمكن أن يجلِبَ الخلاص للبشر ولا أن يُحدِثَ أيّ أثر، لذلك لا أحد يستطيـعُ أن يدعُوَ لهذا الشّرع.)

اما ما يتعلق بنظريته فهي هرطاقات بوذية ويلخصها بالنقاط التالية
فالون دافا تتفرد بثماني نقاط:
1. يتم تعهد فالون، لا تعهد إكسير طاقة.
2. يتولى الفالون تطوير الشخص حتى وإن لم يكن هذا الأخير بصدد ممارسة التمارين.
3. يتم تعهد الوعي الرئيسي، بحيث أن الشخص هو ذاته من يكتسب طاقة الغونغ.
4. تعهد النفس والجسم في آن واحد.
5. الممارسة تتمثل في خمسة تمارين بسيطة وسهلة التعلم.
6. لا يستعمل الذهن لتوجيه أي شيء، وليس هناك أخطار محتملة، وطاقة الغونغ تنمو بسرعة.
7. لا يهم المكان، والتوقيت، والاتجاه عند الممارسة، ولا يهم شكل وكيفية إنهاء الممارسة.
8. فاشن المعلم توفر الحماية للممارس لذا فلا خوف عليه من الكائنات الخبيثة.

وتعني المصطلحات الواردة في البنود السابقة
"دافا، DaFa”: الشرع الأكبر.
"فالون، Falun”: عجلة الشرع.
"غونغ، Gong" :1-طاقة عظيمة، طاقة من مستوى عال ٍ ناتجة عن تعهّد الإنسان لذاته بالتربية الروحية.
2-طريقة الممارسة، أسلوب الممارسة الذي يُولـّدُ تلك الطاقة.
الفاشن، Fashen: جسم الشّرع

ويتوسط شعار ديانة الفالون دافا الصليب المعقوف وهو نفس شعار النازية واعتقد ليس مصادفة اختيار هذا الشعار.
ويعترف بالسحر ويرفض الفن بكافة اشكاله ويحط من قيمة المرأة. ويؤمن بممارسة فنون القتال – وهذا قريب من مبدأ الاخوان المسلمين بان على عناصرهم اجادة فنون القتال -
ومن الهام ملاحظة انه يدعو اتباعه الى التبشير بالدين الجديد وبلغ اتباعه بالملايين وتظاهر في الولايات المتحدة في 13 أيار حوالي ثلاثين الفا وهو مقيم حاليا بالولايات المتحدة.
وفي تايوان التي تعتبرها الصين جزءا منها، في حين ان الغرب يدعم استقلالها، ينتشر اتباع لي حيث جمع أكثر من 7 الاف زهرة لتشكل صورة لي هونغزي مؤسس الحركة الروحية المحظورة في الصين، أثناء تجمع لاتباعه في تايبيه عاصمة تايوان.
والهدف من التبشير هو التحدي الفكري للحزب الشيوعي الصيني والتغلغل الى الشعب الصيني من الداخل ونشر هذا الفكر الطوباوي ليشكل اتباعه قادة انطلاق لتخريب الصين من داخلها حين يحين الوقت المناسب. او على الأقل لاستخدامه في التحريض الإعلامي ضد الصين. وتنبهت الصين الى هذه الحركة واعتبرها تونغ شي هوا رئيس المجلس التنفيذي لهونغ كونغ طائفة شيطانية و حظرت السلطات الصينية حركة فالون غونغ في يوليو/ تموز 1999، وألقت الشرطة الصينية القبض على آلاف من أتباع الطائفة في ساحة تيانمن، وبلغت خطورتها انها تغلغلت أيضا الى داخل الصين، على الرغم من انها تعتبر نفسها انها حركة فوق القومية الا ان تركيزها على الشعب الصيني ،وتستمر الطائفة منذ تأسيسها في تحدي ومعاداة النظام الصيني بإدارة زعيم هذه الحركة منذ تأسيسها عام 1992 المرشد ( او النبي بالمفهوم الشرق اوسطي) لي هونغزي المقيم في الولايات المتحدة.
ان نظرة على هذا الدين الجديد، وطريقة إنشاؤه، وفكره، وعمله، نجده يقترب من التيارات الأصولية التي زرعت في منطقة الشرق الأوسط، فاللعبة الاستعمارية واحدة، ويتبنى الغرب هذه التيارات ويروج لها بحجة (دعم الديمقراطية) في حين ان هدفها واضح جدا وهو تخريب المجتمعات من الداخل لتبقى مسلوبة الإرادة وتدور في الفلك الرأسمالي كتوابع دون إرادة مستقلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال