الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنويعات في التنوير!

محمد مسافير

2017 / 5 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جالست صديقين في الحانة، ارتشفنا كؤوس نبيذ أحمر، أطلنا الجلسة حتى احتد النقاش بين صديقاي، كانا يناقشان النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، كانا يتكلمان عنه بسوء، ينتقدانه ويصفانه بصفات غير حميدة... لم أشاركهما النقاش وقت احتدامه، كنت مؤخوذا بنشوة الارتشاف...
فجأة، سمعهما النادل، أبدى انزعاجا من مضمون النقاش، كانت نظراته وارتباك حركاته ومحاولة استراق السمع كلها توشي بذلك... اختفى عن أنظارنا... بعد لحظات، عاد إلينا رفقة صاحب الحانة، توقفا على مسافة خمسة أمتار من مجلسنا، كانا ينظران نحونا ويتكلمان بانفعال... اتجهت صوبهما لأستفسر، أخبرني صاحب المحل باعتذار خجول أن الموضوع المثار غير مسموح بهم، ثم استدرك قائلا:
- صحيح إننا نتاجر في الحرام وأموالنا من الحرام، لكن نبينا فوق رؤوسنا ونطلب من الله الهداية، ولكم أحد الخيارين، إما أن تخوضوا في نقاش غير هذا، أو تفضلوا غير مطرودين... (مشيرا بسبابته نحو الباب)
حينئذ أدركت أن الإسلام باق ويتمدد... بفضل هؤلاء!
- - - -
قلت له مازحا وأنا أدرك نفاقه:
- لماذا عفوت عن لحيتك؟ ألا تخشى أن تداهمك الداخلية بزبانيتها؟
رد بحنكة وتبصر:
- إنك تأخذ بالحسبان هجوم الدولة فقط، وفي الحقيقة إن أمرها يسير، لأن بإمكاني أن أحلق لحيتي في خمسة دقائق... لكن ماذا أنت فاعل إن باغثك الإخوان بهجوم كاسح، كم من الوقت يكفيك لتربي لحية تقيك شر سيوفهم!
- - - -
كل مرة يستفسرون: لماذا لا تصلي؟ لماذا لا تذهب إلى المسجد؟...
وحين تحاول نقاش معتقداتهم يصرخون في وجهك: إحتفظ بأفكارك لنفسك واحترم ديننا!
أنا ساكت منذ البداية!
- - - -
كنت جالسا مع أجنبي في مقهى، قال إنه يحب المغرب ويريد أن يستقر به، فجأة نطق أحد على يسار الأجنبي، كان يسترق السمع فيما يبدو، فقال:
- حسنا ستفعل، تستقر بالمغرب، وتعتنق الإسلام، وتغير اسمك...
وقبل أن يكمل هلوساته، قاطعه صديقي قائلا:
- ولماذا كل هذا... أنا أحببت المغرب وليس دينه...
- لكنك ستفلت فرصة لن تتاح لك في مكان آخر، فرصة العتق من النار، الاسلام أحق الديانات، دين الرحمة والسلام و...
قاطعه صديقي مرة أخرى:
- وماذا تعرف عن رحمة الاسلام، أتدري أن محمدا اغتصب عائشة وهي في التاسعة من عمرها، أتدري أنه اشتهى زوجة ابنه بالتبني وتزوجها، أتدري أنه اغتصب صفية يوم قتل زوجها وأخاها وأباها، ألا تدري أنه قطع أيدي العرينيين وأرجلهم من خلاف وخزق أعينهم ثم تركهم يموتون عطشا في الصحراء...
احمرت عينا المتطفل غضبا وصرخ قائلا:
- من أخبرك بهذه التراهات، من يكون عدو الاسلام هذا؟
أجابه ببرودة قاهرة: لا أحد غير القرآن والصحيح من أحاديثكم... هل لكم مصادر أصدق من هذه...
صمت الجاهل دقائق معدودات، ثم غادر المقهى دون أن يلتفت صوبنا!
"بتحطوا نفسكوا في مواقف بايخة"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال


.. 175--Al-Baqarah




.. المرشد الأعلى الإيراني: لن يحدث أي خلل في عمل البلاد


.. 208-Al-Baqarah




.. 187- Al-Baqarah