الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حضارة بالارقام و أخرى بالاوهام

نزار جاف

2006 / 1 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


کثيرة هي مآخذنا على الحضارة الغربية، فتارة ننعتها بحضارة ذات جذور و أسس شريرة، وأخرى نصفها بأنها حضارة مرکبة من تراث الآخرين، وأکثر الاحيان نقر بأنها حضارة تفتقر الى الاحاسيس و المشاعر. وبرغم تباين تلک المآخذ و التضارب الضمني"بعض الاحيان"فيما بينها، فإنها وفي جذورها الاساسية تعود لمبررات تتعلق غالبيتها بطبيعة نظرتنا الفکرية ـ الإجتماعية للعالم وکيفية تفسير مفردات الوجود من خلال مقوماتها. وهنا، من الضروري جدا الوقوف طويلا أمام ذلک الدفق المتدافع من الاحاسيس و المشاعر الانسانية المتباينة في مجمل النشاطات الابداعية في بلدان الشرق برمتها، والذي يستدعي لا التأمل و الإنبساط الذاتي فقط، وإنما يتطلب في واقع الامر بحثا إستقصائيا ـ إستقرائيا مفصلا يسبر أغوار الشخصية الشرقية إجتماعيا و تأريخيا لکي نقف على الجوانب الحقيقية لهذا التدفق الاحساسي غير المألوف في النشاط الابداعي بکل أوجهه المختلفة. وقطعا لست في هذا المجال الضيق بصدد تقديم مثل ذلک البحث المفصل، لکنني أسعى من خلال إيماءات أو إضاءات محددة في بعض المنعطفات التأريخية هنا و هناک أن أرسم صورة تقريبية للأمر. ويقينا سوف يکون هناک حالات من التفاوت و الاختلاف و حتى التنافر بين الاحداثيات التي أستشفها من محاولتي هذه، کما أنه ستکون هناک أيضا حالات من التقارب و التشابه لکنها لن تصل الى درجة التطابق التام. وحين نقارن بين عملية التدوين للتأريخ بين بلوتارک مثلا والطبري، نجد أنفسنا أمام رؤيتين مختلفتين لواقعين متباينين من العديد من النواحي، لکنهما متشابهين من نواح أخرى. وکمثال على التباين، فإن الطبري يلجأ أحيانا الى نقل العديد من الاراء المتضاربة مع بعضها حتى بخصوص قضية محددة، لکن بلوتارک يکاد يستند على رأي محدد بسقف قد لا يحتمل التضارب. الطبري حين يروي تفاصيل معرکة الجمل ويقف عند حادثة المحاورة الشهيرة بين الامام علي و الزبير أبن العوام، فإنه يسلک سبيلا يجمع بين قوة المنطق و جذوة الإحساس الانساني بمشاعر جياشة، ويبدو هذا الامر واضحا حين يقوم الامام علي"کما يروي الطبري"، بتذکير الزبير بسابق علاقتهما و کيف أن الرسول قد أخبره ذات يوم بأنه سوف يکون مع الفئة الباغية التي تقاتل عليا، وحينها ينسحب الزبير من المعرکة إقرارا منه بحقيقة ما رواه علي. أما بلوتارک، فإنه يرسم ملامح الندم على محيا الشخصيات التأريخية بصيغة تأخذ أبعادا أخرى، لکنها وبرغم ذلک تتفاوت مع ملامح الندم عند الطبري، إذ أن بلوتارک حين يروي المسار الدرامي لحادث إغتيال يوليوس قيصر في مجلس الشيوخ الروماني، فإنه يتتبع بروتس تحديدا و يسلط الاضواء على مقتل المشترکين في الحادثة الواحد تلو الاخر حتى يصل الى بروتس حيث يکون ندمه متجليا في إنتحاره يأسا وليس أسفا على قتله لصديقه! في حين أن الزبير حين ينسحب من معرکة الجمل کإقرار ضمني بموقف أخلاقي محدد، فإنه وبعد أن يلقي حتفه بطعنة غدر من"عمر أبن جرموز"أثناء الصلاة، فإن ملامح الاسى ترتسم على قسمات وجه علي حين يفاجئه القاتل برأس الزبير طمعا في المکافأة. هاتان الصورتان وإن تباينتا في العديد من الجوانب، فإنهما في نفس الوقت يحملان مضامين إنسانية قد تتغاير في درجات تساميها وإنحطاطها. من هنا، فإننا قد نجد في المراحل التأريخية المعاصرة في الشرق و الغرب على حد سواء ثمة خطوط رفيعة تغدو في بعض المنعطفات التأريخية المهمة و الحساسة قواسم مشترکة عظمى بين الجانبين. على سبيل المثال لو نظرنا الى حادثة سقوط إسبانيا بيد الامويين ومن ثم سقوط الاندلس"فيما بعد" على يد إيزابيللا ملکة قشتالة، لوجدنا حالتين متنافرتين من حيث الإحساس العرقي و الديني، لکنهما تتشابهان تماما من حيث بعديهما الإنساني، إذ أن الانسان في إنتصاره أو في هزيمته ، في قمة إحساسه بنشوة النصر أو في أقسى حالات إنکساره النفسي، يبقى هو الانسان في خطه العام. وهنا فإن الاشارة الى إبداعات وليم شکسبير قد تکون مسألة إستطرادية مفيدة لبيان مقاصدنا الاساسية، ذلک أن شکسبير"بحسب رأي غالبية النقاد العالميين الذين بحثوا في تراثه الثر"، قد إستطاع تجسيد السجايا الانسانية في أبدع لوحات أدبية و فنية، وهو قد بين في کل أعماله الابداعية حقيقة أن الخصال الانسانية الاصيلة من کراهية و حب و حقد وحسد و ماإليها، هي ذاتها عند کل الشعوب على الکوکب الارضي. هذه المسألة، هي ذات أهمية خاصة، تدفعنا لإعادة إستقراء الکثير من الامور التي هي اليوم موضع جدل و خلاف، سيما تلک التي ترمي کل الکرات"الانسانية ذات البعد الروحي" في السلة الشرقية و تدفعنا للتصور بأن السلة الغربية ماهي إلا بؤرة موبوءة بالجفاف و القحط الروحي! صحيح أن هناک نوع من التفاوت في مديات التجسيد الواقعي للإحساسات الانسانية بين شعوب العالم، لکن ذلک لايعني بالمرة إنعدامها عند شعب و ووفرتها عند شعب آخر. لو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر الشعب الالماني و الشعب الهندي مثلا، کنموذجين بهذا الصدد، لوجدنا أن العرق الالماني بطابعه العام يتسم بنوع من الجفاء و الانفة في إبداء الاحاسيس، في حين نرى العرق الهندي سريع البيان و شفاف في إبداء أحاسيسه، بيد أن ذلک لايعني إطلاقا أن الالمان مجردون من الاحاسيس و بعيدون عن شفافية بيان المشاعر الانسانية بقدر ما يعني ذلک أن الالمان قد تطبعوا بهذه الصورة الجافة نوعا ما لأسباب قد تعود لمجريات التأريخ و العوامل و التداعيات المؤثرة الناجمة عنها، رغم إننا يجب أن نقر في نهاية المطاف بأن الاحساس الانساني في کل الاحوال يبقى متواجدا في الذات الانسانية الالمانية وإن أصالة الاحساس الإنساني هي الأساس الذي يجب الرکون إليه في هذا المضمار. إن شخصيات نظير جنکيزخان و نيرون و الحجاج و هتلر و صدام، مع الإقرار بحقيقة کونهم مجرمين بحق الانسانية و إنهم لم يترکوا بادرة خير تجعل المرء يشعر إنهم کانوا حقا أناس أسوياء و إن التأريخ لم ينصفهم، لکن مع کل ذلک، لامناص من الإعتراف بإنسانيتهم في حالات محددة"وإن عادوا طابعها العام"، إذ أن اللحظات التي کان يختلي فيها الفوهرر بعشيقته"ايفا براون"، کان يجسد صورة مثالية للإنسان العاشق الذي تتفجر أعماقه بينابيع العاطفة الانسانية الجياشة، مثلما کان الامر مع الحجاج أبن يوسف الثقفي حين کان يجاهد عبثا کي يبرر شناعة أعماله بحق الناس أما زوجته"أخت القائد المهلب أبن أبي صفرة"، کما إن بنات طاغية العراق السابق عندما يتحدثن عن حنانه الابوي، فإنهن يضعن أمام ناظرنا أب يتدفق إحساسا و حنانا. والحق أن ملکتا الخير و الشر توجدان في أعماق کل ذات إنسانية، إلا أنهما و لأسباب عديدة"تربوية و إجتماعية و حتى وراثية و بيئوية الى حد ما"تتباينان في درجة سيطرتهما على الخط و المسار العامين للإنسان. لو کان القدر يکفل لفرد مثل"صدام حسين" کي يعيش في وسط عائلي غير الوسط الذي کان قد تربى و ترعرع فيه، فهل کان سيبدأ بسرقة دجاجة و ينتهي بسرقة تأريخ و حضارة شعب بأکمله؟ لو کان القدر قد هيأ عائلة و ظروف إجتماعية أکثر صحية للزعيم النازي "أدولف هتلر"، هل کان يرتکب کل تلک الکوارث الانسانية المروعة؟ إن "ألبير کامو"، حين يدعو لکي ندوس بأعقاب أحذيتنا على أصابع أيادي الذين يتشبثون بحافة هاوية سحيقة حتى يسقطوا بالمرة، فإنه يبين و بعد عملية إستقرائية عميقة لجدليتي الخير و الشر في الذات الانسانية، بأن الشر لو إستحوذ بالکامل على الغور الانساني، فإنه سوف لن يکون هناک أي أمل أو بارقة خير ترجى من أن تکون تلک القلة القليلة الباقية من قيم الخير والتي شبهها کامو بتلک الصورة البديعة"أصابع متشبثة بحافة هاوية". وکأن صاحب"الغريب" و "الطاعون"، يريد أن يفصح عن حقيقة مهمة جدا، وهي أن الشر حين يستوطن العمق الانساني و يحتله بالکامل، فإن مثل هکذا کائن ينضو عن نفسه رداء الانسانية و يغدو کائنا غريبا غير مألوفا بالامکان نعته بالمسخ. ألبير کامو، يؤکد أن الشرط الاساسي لإنتماء الفرد الى المجتمع الانساني هو أن لايغلب شره بالکامل على خيره، هو يقبل بالشر و يقر به شريطة معادلته بالخير کحاجز وقائي للحفاظ على إنسانية الانسان. الحضارة الغربية التي نتلقى منذ صغرنا أبجديات کراهيتها و معاداتها، هل من الممکن تشبيهها بذلک المسخ الذي نضى عن ذاته الدثار الانساني؟ هل بوسعنا أن نقارن بين نماذج مثل هتلر و صدام و نيرون، وبين نماذج نظير أنجيلا ميرکل و جاک شيراک و جورج بوش مثلا؟ قد يعرض البعض على وضعي أسم الرئيس بوش مع أسماء القادة السياسيين الاوربيين و يعتبرونه متباينا عن البقية، لکن هذا الامر هو نوع من الخلط غير الواقعي بين الامور، ذلک أن شيراک مثلا لا يختلف بشئ عن بوش إذا ما سلطنا الاضواء على الدور الفرنسي في القارة الافريقية، کما السيدة ميرکل قد لاتختلف بشئ عن بوش لو کانت هنالک مصالح معينة لبلادها في أمريکا الجنوبيـة مثلا وتستدعي حضورا معينا للنفوذ الالماني فيها. وأعود للسؤال مجددا، هل بالامکان المقارنة بين القادة الستة أعلاه؟ هل بالامکان تشبيه دور الاحتلال النازي لبولندا و فرنسا مثلا، بالاحتلال الامريکي لأفغانستان و العراق؟ وهل من الممکن وضع الاحتلال الصدامي للکويت"بدوافع مقرفة للنفس"، في إطار الدور الفرنسي في أفريقيا؟ وإذا کانت الجحافل المغولية قد أبادت العديد من الحواضر الانسانية وأتت على کنوز من التراث الانساني، فإن الدور الامريکي في المانيا و اليابان بعد إنتهاء الحرب العالمية الاولى کان بشکل مغاير تماما، إذ قام بالمساعدة على إعادة بنيان دول کانت سببا في أکبر کارثة إنسانية في العصر الحديث وجعلتهما نموذجين مثاليين في التطور الصناعي و الاقتصادي، وقد لا يکون من الانصاف عدم الاشادة بالدور الامريکي الايجابي في دول البلقان و أفغانستان و العراق، والاصرار على النظر الى زاوية محددة تخدم آفاق فکرية ـ عقائدية معينة أثبتت الايام أنها لاتمتلک موقمات البديل المناسب بقدر ماتثير القلاقل و الاضطرابات لأجل الدفاع عن منظومة سياسية ـ إقتصادية ـ إجتماعية ـ فکرية متخلفة في کل أوجه أدائها و تعاطيها مع الاحداث. إن التحدث عن مقومات البناء الحضاري المعاصر يبدأ من نقطة الصفر، وتحديدا من الاطفال، وعي الطفل و طريقة تفکيره و تعاطيه مع واقعه الموضوعي، يبين تحديدا مدى الانجاز الحضاري الذي توصلت إليه حضارة ما. ولعل الاشارة الى حادثة ملفتة للنظر جرت هنا في المانيا، قد يکون مفيدا في هذا السياق. وبحسب الذي تناقلته وسائل الاعلام الالمانية المختلفة قبل عدة أشهر، فإن أطفال شعبة صف في أحدى المدارس، قد رفضوا الدخول الى الصف للدراسة إحتجاجا على إرجاع زميل فيتنامي لهم الى بلده مع عائلته"بعد إنتفاء أسباب لجوئهم الى المانيا"، وقد بادرت الحکومة الالمانية تحت ضغط هؤلاء الاطفال المتعاطفين مع زميلهم المرحل الى وطنه، الى تبني الموضوع و أوعزت الى السفارة الالمانية في العاصمة الفيتنامية للعمل على إرجاع الطفل الفيتنامي الى ألمانيا، وفعلا تم ذلک الامر وعاد الطفل معززا مکرما بناء على ضغط أصحابه! هذه الحادثة، ربما يحاول البعض التقليل منها أو عدها في خانة المسائل الموظفة لأغراض اعلامية بحتة، إلا أن ذلک لا يقلل قطعا من بعدها و ماهيتها الانسايين العميقين، وهي تؤکد أن الطفل يشکل من بدايته رقما صعبا له ثقله و حجمه الخاصين. والحق أن تلک الاهمية التي تولى للطفل في بلدان أوربا"وفي البلدان الاسکندنافية و المانيا بشکل خاص"، تشکل أساسا قويا و راسخا لتشکيل اللبنات الصحية في بناء شخصية الطفل. الطفل في الغرب هو کائن تهتم به أجهزة الدولة و مؤسساتها المختلفة منذ اللحظة الاولى لنشوئه جنينا في رحم أمه، وهذا الاهتمام يزداد بشکل تصاعدي مکثف حتى تجد الطفل ومنذ سنين عمره شخصية واثقة من نفسها وتطرح وجهة نظرها و تحاجج قبولا و رفضا، ولذلک فإن مثل تلک الحادثة يجب أساسا إستقراء المقومات التي إنطلقت منها، لا دوافع تحاول رسمها اقلام و جهات محددة لأغراض سياسية و إعلامية محددة سلفا. الطفل في الغرب يتم تربيته منذ البداية وفق سياق تکون الرکائز العقلية هي الغالبة على الرکائز العاطفية فيها، في حين نجد في الشرق إتجاها معاکسا تماما، إذ يربى الطفل في وسط يکاد يکون مشرئبا بکل المفردات العاطفية، مع حالة من الجنوح نحو إسقاط التکوين المبکر للعوامل العقلية للطفل من خلال العقلية الإستبدادية"الابوية"المتحکمة في مقاليد العائلة . إن التأکيد على مجموعة قيم و سنن إجتماعيـة و فکرية محددة وإعتبارها حدودا مقدسة لا يجوز تجاوزها، هو في الحقيقة نوع من السبات الاجباري لقدرات العقل الانساني. ولکون الانسان "کائن إجتماعي"من أساسه، فإنه يتکيف مع الکثير من معطيات و آفاق التقدم العلمي و الحضاري، وإن التأکيد في کتابات العديد من الاقلام"المتجمدة حضاريا"على عقم الحضارة الغربية بوضعها الحالي و التصفيق للحضارة الشرقية"بوضعها المربک الحالي"، هو محاولة غير مجدية لنقل صورة حقيقية عن الواقع الموضوعي في الغرب"کما هو من دون رتوش". ذلک أن غالبية الآراء و الإستنتاجات التي تطرح هنا، هي بناءا على دراسات علمية دقيقة وليست کتابات"إنشائية"تدبج فيها مفاهيم لم تعد تتلائم و روح العصر. وقد شدتني دراسة علمية ميدانية أجراها لفيف من علماء الاجتماع الاوربيين و الامريکان حول العديد من المسائل المتعلقة بتربية الطفل من حيث علاقتها بکل من الاب و الام، وقد إختاروا کل من السويد و الولايات المتحدة الامريکية کأساس للموضوع. في ذلک البحث، ثبت علميا و بشکل قاطع أن الاطفال الذين يتربون في ظل عائلة مکونة من الطفل و الام، هم الاذکى و الاکفأ إجتماعيا من نظرائهم الاطفال الذين يعيشون في ظل عائلات مکونة من أب و أم وطفل، أو من أب و طفل! إن مشکلة بلداننا العويصة تتجلى في الاحکام النظرية التي لاتستند على أرقام و بيانات حقيقية مستقاة من أرض الواقع المعاش. إن إعلامنا مازال يصور الطفل الغربي وکأنه کائن محروم من العطف و الحنان وبعيد عن کل أسباب الرعاية الاجتماعية، في حين أن هذا الامر ينطبق تماما على واقع بلداننا. إن الضرورة العلمية و الموضوعية تقود لکي تتم دراسة أبجديات الواقع الاجتماعي ـ الفکري لبلداننا من منطلقات أکثر علمية من تلک التي تسود الان، وأساس تلک العلمية تستند على أنه يجب ربط مسلمات الدراسة العلمية بالواقع الموضوعي وليس حفظه في الارشيف أو المزايدة الاعلامية بها!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج