الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله ( لا ) يعطيكم عافية

ناصر المعروف

2006 / 1 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنّ تخريب العملية الديمقراطية ، وإلغاء الحريات العامة والخاصة ، وتدمير بذورها الصغيرة التي تزرع بين فينة زمنية وأخرى ، ومن مكان إلى مكان آخر ، بأيادي العالم الحر وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، بقيادة ( بوش الابن ) في هذه المنطقة البائسة والحزينة من العالم .

لهو في حقيقته ، من أجلّ وأهم الأهداف الرئيسة والعظيمة عند هؤلاء القوم من { المتأسلمين و المتأسلمات } وهم المتعاونين بقصد أو بدون قصد ، مع تلك الأنظمة الفاشستية العربية الإسلامية ، والموغلة منذ القدم بالانتهاكات والجرائم المتكررة والمتعددة الصور و الأشكال ، بحق الإنسان العربي المسلم كمثل حقّه بالوجود والعيش الحر الكريم ، ناهيكم والله ، عن حصوله على الحد الأدنى من ذلك الكم الهائل من الحقوق ( البشرية الإنسانية ) والتي قد حصل عليها ذلك الإنسان القابع بالقارة الهندية منذ زمن غابر ، ولا نقول ونقسم كذلك بالحصول على تلك الحقوق التي يتمتع بها ذلك الإنسان القابع بكل رفاهية وعز وشموخ وحرية لا مثيل لها بالقارة الأوربية أو الأمريكية !!

فاهي اللعبة { التأسلمية } القذرة ، تتكرر بكل أسى وألم وحسرة من جديد ، بالساحة الفلسطينية ، كما حدث تماما بالساحة الجزائية فيما مضى ، عندما فاز بالانتخابات الحرة والنزيهة قوى ( ظلامية تسلقية ) والتي كانت يتزعمها آنذاك كبيرهم المدعو ( عباس مدني ) .
فلم يسمح الجيش الجزائري لتلك القوى الفائزة بالانتخابات باستلام زمام السلطة في ذلك القطر الحبيب ، لأنّ زعماء هذه الحركة الظالمة لنفسها ولغيرها بقيادة ( المجاهد عباس مدني هذا !! )
وغيره ، قد أخذوا يثيرون الرعب والفزع في نفوس ( مؤيدهم !! ) قبل أن يثيروها في نفوس معارضيهم !!
وذلك بسبب صرخاتهم التفزيعية المتتالية والتي أطلقوها من لحظة معرفتهم بانتصاراتهم الانتخابية والتي كانت غير متوقعة من طرفهم قبل أن تكون من طرف آخر !!

من أنهم في حال استلام السلطة ، لسوف يجعلوا حياة البشر فيها عاليها سافلها ومن سافلها عاليها !!

وعلى ضوء ذلك ( التفزيع المتعمد الذي قامت به جبهة عباس مدني وجماعته ) تم انتزاع السلطة منهم وذلك الانتصار من قبل ( رموز جيش المليون شهيد ) ليفسحوا المجال تماما ، لهذه القوى العابثة باستقلال الجزائر ووحدته ، ولغالبية الشعب الجزائري العاشق لحريته ، بتلك الرؤية العينية المجردة لتلك ( السكاكين الحادة ) و التي كانوا تخفيها هذه الحركة عن الأعين ، ما بين ثنايا ملابسهم وأقنعتهم المزيفة ، بل الأهم من ذلك كله ، مابين ثنايا عقولهم وأفئدتهم والتي لا تعرف للرحمة موضعا أو مجالا للشفقة !! ولقد ظهرت وبرزت ولاحت حقيقتهم المجردة و على الطبيعة و عبر الهواء مباشرة !!


وحالهم والله كمثل حال ذلك المسافر الأحمق والجالس في الدرجة ( الثانية ) ولا نقول بتاتا بالدرجة ( العاشرة ) والتي لا يستحقون حتى الجلوس بها !!

ونكرر و نقول أن حالهم كمثل ذلك الراكب والمسافر بطائرة تحلق في أعالي السماء ، حيث يملأ هذا الأحمق المزعج الدنيا بالكثير من الصراخ والعويل ، مطالبا جميع المتواجدين من هم في تلك الطائرة المسكينة البائسة بإجراء انتخابات سواء تمت بأجواء ديمقراطية أو بغيرها !! ليفوز بها وحده !! وليفسح له أيضا ( وحده !! ) بقيادة هذه الطائرة نحو الجهة التي يبتغيها ، و مؤكدا وبالفم المليان وذلك الوجه الذي لا يعرف له خجلا أو حياء أو أدنى تواضعا ، من أن ( طاقم الطائرة ) هؤلاء لا يفقهوا بأمور وفنون الطيران شيئا يذكر !! فهو الفقيه الواحد والأوحد !!

والطامة الكبرى أن الغالبية الركاب المتواجدين في هذه الطائرة يتصفون كذلك بذلك الحمق نفسه الذي يتحلى به كصاحبنا تماما ، إن لم يكن حالهم والله أسوء منه !! وكيف لا؟!! وهم وأيّاه من نتاج بيئة ومستنقع قذر واحد !!


وبالفعل أجريت تلك الانتخابات داخل متن تلك الطائرة في غفلة سوداء عمياء لم يحتسب لها جيدا من قبل طاقم الطائرة ( العقلاء المحترفين الشرفاء ) من أن مثل الأمنية لمثل هذا الأحمق قد يكون لها صدى وقبول في نفوس المسافرين الذين على مايبدو قد فقدوا عقولهم لنتيجة لذلك الحمق يضاف إليها تلك المصبات الهوائية والتي قد تعرضوا لها طلية مسيرة رحلتهم ، والتي قد أفقعهم والله اتزانهم قبل أن يفقدوا عقولهم بكامل الوفى والتمام !!

وعلى العموم وكما يقولون ( أن المظروف يقرأ من عنوانه !! ) فاز ذلك الأحمق بنسبة لم يكن هو يتوقعها في أفضل لحظات الحمق في حياته البائسة الهالكة، وتم إقصاء طاقم الطائرة في زاوية من زوايا الطائرة ، أو قتلهم الواحد تلو الآخر عبر القذف بهم من خارج الطائرة !!
ولما جاءت ساعة الحقيقة واللحظة الحاسمة ، وأصبح ذلك الأحمق وجها لوجه وبمفرده دون أن ينازعه أحد أمام موقد هذه الطائرة المخطوفة المنكوبة ، فذهبت عندها ( كما يقولون أيضا ) كل معاني النشوة والسكرة والفرح بالانتصار وحانت عندها ساعة وموعد الفكرة والاستيقاظ والانتباه ، بمعنى أن صفة الحمق والاستهتار والرعونة قد توقفت فجأة في حالة صاحبنا هذا ، والتي كانت تعتريه طول حياته وجاء بدلا منها لحظات الواقع والحقيقة حيث القيادة والسلطة والإمساك بزمام الأمور ، ولكننا نراه بدلا من أن يمسك بمقود الطائرة ، وهو الجاهل جهلا مركبا لا مثيل له في أمر قيادتها أو حتى للجهة التي يريد إيصال البشر إليها!!
نراه ( وبقدرة قادر !! ) يمسك بميكرفون الداخلي للطائرة ليطلب من انتخبوه ورشحوه وأوصلوه إلى المكان الذي يبتغيه وينشده ، أن يعلنوا ( تشهدهم ) !!
فالموت وحده لسوف يكون نصيبهم وحليفهم لا محالة إن هو قاد الطائرة بنفسه وبمفرده !!


بل أنّه بدأ بحالة من الهستيريا عبر الصراخ والعويل من جديد ، طالبا تقديم يد العون و المساعدة لإنقاذه من الموقف المحرج الهالك الذي قد وضع نفسه فيه وبكل جدارة واستحقاق .
وكأن لسان حاله والله يقول:-



الله ( لا ) يعطيكم عافية !!


لشو حطيتوني بهذا الموقف المحرج و{ المميت } ؟!!


هذا هو والله المختصر المفيد لموقف وحال السيد ( خالد مشعل ) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مؤتمره الأخير هو و رفاقه ( الحماسيين ) بعد فوزهم الكبير بالانتخابات الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية والتي ساهم بفوزهم هذا بالإضافة إلى ما سبق ذكره هو سكوتهم الماكر والخبيث وتشجيعهم المتواصل لذلك الفساد الذي كان يقوم به البعض من ( الفتحاويين العرفاتيين الفاسدين ) والمنشقون تماما عن جماعة أبو مازن ( محمود عباس ) !!

وهو المؤتمر الذي عقد في العاصمة السورية ( دمشق ) تحت رعاية وبركات الرئيس السوري ونظامه الديمقراطي الحر إلى حد النخاع !!


وهو والله كذلك حال السيد ( عباس مدني ) وجماعته في الجزائر فيما سبق ، وهو نفس الحال لكل جماعة ( متأسلمة إرهابية ظلامية تسلقية ) تصل في غفلة من الزمن العربي الإسلامي إلى سدة الحكم والسلطة في المستنقع القذر الذي نحيا به جميعا بكل أسى ودون أدنى استثناء !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكوين- بمواجهة اتهام -الإلحاد والفوضى- في مصر.. فما هو مركز


.. الباحثة في الحضارة الإسلامية سعاد التميمي: بعض النصوص الفقهي




.. الرجال هم من صنع الحروب


.. مختلف عليه| النسويّة الإسلامية والمسيحية




.. كلمة أخيرة - أسامة الجندي وكيل وزارة الأوقاف: نعيش عصرا ذهبي