الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الروح أداة الاتصال بين الله والبشر؟

هاشم عبد الرحمن تكروري

2017 / 6 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


‏""وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً"
لعل من أكثر الأسئلة الكونية الكبرى غموضاً هي الروح، فلقد استغرقت تفكير أكثر الفلاسفة والمفكرين وعلماء الدين، فمنهم من قال أنها جسم نوراني خفيف يسكن الجسد ويغادره مسبباً الوفاة لصاحبه، ومنه من قال أن العقل والروح أمر واحد، ومنهم اتجه صوب عدم وجود روح أصلاً، وآخرين قالوا بأن الروح هي من روح الله -حاشا لله- يرسلها للجسد ويأخذها مرة أخرى، ومنهم كعلماء المسلمين خاصة أهل الجماعة قال بما ورد بالقرآن الكريم أن الروح مخلوق من مخلوقات الله لم يكشف سرها واحتفظ الله بذلك السر لنفسه، هذه جملة من الأقوال التي يتم رَدُ تفسير الروح إليها، لكن كلها بالحقيقة لا تعطي جواب شافٍ عن ماهية الروح وجوهرها، ونحن هنا لسنا بصدد البحث عمّا قُرر سلفاً بحجب ماهيته عن الخلق، ولكن لنا نظرة أخرى تتعلق بالجانب الوظيفي للروح، فالافتراض الذي لا يمكن إثباته علماً ويتم الحديث عنه نقلاً أن الروح هي مادة الحياة وبغيابها يحل الموت، هذه الوظيفة التي تتحدث عنها الأديان وبعض الفلاسفة على مر العصور، فنحن نرى افتراضاً وتأسيساً على الرؤية الدينية الفلسفية للروح أنها قد تحمل وظيفة أخرى بجانب دورها كأمين سر على الحياة، فوجودها بالجسد يجعل منها المالك الفعلي له، المسيطرة عليه بجانب العقل، الذي لا مانع بداية أن يكونوا بالأصل واحد (الروح؛ العقل)، ففي حركتها بالجسد فهي تعلم كل كبيرة وصغيرة تجري خلاله سواء في جوارحه أو عقله الباطن أو حتى حركته اللاإرادية للأعضاء ، كالقلب والأعضاء الداخلية، لذا ما المانع أن تلعب الروح دور جامع المعلومات عن هذا الكائن الذي امتلكت أمره ونهيه؟ وبذا تكون الوسيط بين الخالق والمخلوق بإبلاغ كل ما يستجد من أمره لخالقه، ونحن هنا لا ننزع صفة العلم المطلق عن الله تعالى، ولكن نؤصل لفكرة السببية التي ارتآها الخالق في التعامل مع مخلوقات بأنه جعل لكل شيئاً سبباً، والآيات القرآنية الدالة على معرفة الله عزوجل بأحوال المخلوقات كثيرة منها: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) سورة التوبة "الآية:78" ، "يعلم السر وأخفى" سورة طه، "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ" سورة الأنعام آية 59. وهناك الكثير من الآيات الدالة على ذلك، لذا ما المانع من أن الله عزوجل جعل آداة علمه موافقة للعقل الذي خلقه بان جعل إحدى مخلوقاته وسيلة لمعرفة أحوال مخلوقاته؟
وما نطرحه هنا هو من باب الافتراض البحت، الذي لا نقول في ثبوته ولكن نقول بأنه مجرد تصور افترضناه...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في