الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرق ,, بغداد دائما

سلمان محمد شناوة

2006 / 1 / 31
المجتمع المدني


الشرق ,, وسحر الكلمة فى ذهن الغربيين ,, لا زالت هذه الكلمة تثير الاحلام ,, والرغبة بالسفر , الى حيث الى اقصي بلاد الشرق ,, ورحلات السندباد وعلي بابا والبساط السحري ,, وليالي الف ليلة وليلة ,, وشهرزاد التي تطل ,, من اعماق الليالي ,, لتثير بنا وبهم النشوة فى عالم الغموض ,, والتلذذ ,, بحكايات من زمن قد مضى ,,,

ومثلما هو الشرق ,, للغرب ,
الشرق ,, كان ينغص جنب بغداد دائما ,, فكل مصائب بغداد كانت تاتي ,, من الشرق ,, ومنذ بني المنصور مدينته االمدورة ,, كان خط جرينش يمر فى بغداد ,, وكانت بغداد تقسم العالم ,, الى نصفين ,, عالم شرق بغداد ,, وعالم غرب بغداد ,,

بغداد القوة والاساطير ,,ومن (( نازعني عروة هذا القميص ناجزته غمد هذا السيف )) وبغداد (( من هارون الرشيد الى تكفر كلب الروم )) وبغداد (( التي استجابت لنداء وامعتصماه )) وبغداد القوة التي اذلت الامم ,, وبغداد الجواري والقصص ,, التي لا تنتهي ,,عن العشق والغرام , والسهرات لساعات الصبح الاولى ,, وبغداد والشعراء,,, والمربد ,, والبلاغة والبيان ,, بغداد الاسطورة ,, والقبب التي لامست بارتفاعها السماء ,

الا ان بغداد تنظر للشرق بنظرة ريبة ,, فكل الهزائم اتتها من الشرق ,, ومع ان نهاية الدولة الاموية كانت مع تلك الرايات السوداء القادمة من خرسان والتي ثبتت خلافة العباسيين ,, الا ان ابو مسلم الخرساني بقي ,, يقض مضجع المنصور ,, ولم يستكن الخليفة , حتي سالت دماء الخرساني على السيوف المختفية وراء الستار,, والتي اراحت المنصور من هذا الثقل القادم من الشرق , وحين اختلف المامون مع الامين على ارث الخلافة ,, جاءت القوات من الشرق ايضا لتحاصر,,بغداد بقيادة القائد ,,,طاهر بن الحسين ,, ومن قوات هولاكو التي اجتاحت بغداد ,, الى تيمور لنك ,, الى مئات الثورات التي لا تعترف بسلطة بغداد ,, الى الدولة الصفوية ,, والذى كان جزرها ومدها يصيب بغداد دوما ,, وحتي الدولة العثمانية لم تدخل بغداد من جهة الغرب ,,, انما جاءتها من جهة الشرق ,, وحتي الاحتلال البريطاني ودخول بغداد فى 1917 لم تدخل القوات البريطانية بغداد حتي احتلت البصرة فى البداية 1914 وسارت بثقلها لتحتل بغداد ,, ووهاهي القوات الامريكية تحتل بغداد ,,, من الشرق ايضا ,, بعد اجتياحها جنوب العراق ,,,,
شرق بغداد شيعى ,,دوما بينما غرب بغداد سني دوما ,, حتي الانتفاضة فى 1991 قامت فى جنوب وشرق بغداد ,, وكأن هذا هو قدر بغداد مع الشرق ,, او قدر الشرق مع بغداد ,, لدرجة انها سمت العراقيين القادمين من الشرق ب (( شروقى )) تميزا عن سكنة بغداد او تميزا ,, عن غرب بغداد ,,, وتعالوا على القادميين من الشرق ,, فهم فى عرفهم كانوا ولا زالوا ,, محسوبيين على العصور الايرانية والفارسية ,, ويعاملونهم على انهم درجة ثانية او ثالثة ,, فلا الدولة الحديثة خففت من هذا الشعور ولا العلمانية خففت من هذا الشعور ,, فحال سقوط الدولة وهرب النظام القابض علي عنان الدولة ,, حتي ظهرت الفوراق من تحت السطح هذا شيعي (( محسوب على الشرق دوما )) وهذا سني محسوب على الغرب دوما .

وحتي اليوم حين تظهر نشرات الاخبار اليوم نري اثرها ,,على وجوه الناس ونقيس نحن ,, ويقاس غيرنا عليها ,, فكلما سمعنا عن اعددا من الشيعة وجدوا مذبحين ,, تعالت الابتسامات على وجوه الاخوه العرب ,, وقالوا مقولتهم (( سلمت ايديكم ,, وكلما تساقط القتلي من الشرطة او الحرس الوطني)) سموهم قتلي,, وكانهم تستنكف عليهم لفظ الشهادة ,,

بينما القتلي من الغرب دائما نجدهم يسمونم بالشهداء ,,, حتي الدين تأصلت به الفوراق ,, فهذا يستحق الجنة ,, وهؤلاء لاحق لهم بجنة ولا بالحياة ,,, وكأنه لم ياتي رسول ,, وكأنه ,, لم تاتي رسالة بلا فرق بين اعجمي وعربي الا بالتقوي,, لا ن الفرق لازال ,,موجودا ,, ونراه راى العين دائما فى كل معاملة ,, وفى كل حوار وفى كل مناقشة ,, فلا الاعجمي تساوى مع العربي ,, ولا الاسود ,, تساوي مع الابيض ,, وحين قيل فى لحظة غاب بها الزمن ,, متي استعبدتم الناس ولقد ولدتهم امهاتهم احرار,,, ردوا على قائل هذا القول ,,, بل يا سيدي ولدتهم امهاتهم عبيدا وجواري ,, بملكيتنا لامهات هؤلاء الناس او اباءهم ,,,

شرق بغداد دائما ,, الضعيف والثائر فى نفس الوقت ,, شرق بغداد دائما ,, الساكن والمتفجر فى نفس الوقت ,, شرق بغداد دائما,,, الذي يثير الريبة معظم الوقت ,,شرق بغداد دائما ,,, الذى يقدم كل التضحيات ,, ولا ينال من الغنائم شي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان يدين موجة العنف ضد اللاجئين السوريين ويلقي باللائمة


.. ألمانيا والسويد تعتقلان سوريين يشتبه بتورطهم بجرائم حرب




.. بريطانيا تحاول عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية.. ما القصة


.. نقل أطفال مصابين في القصف الإسرائيلي على مدرسة النازحين في خ




.. In defence of free expression and peaceful assembly in solid