الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيت الطاعة ام بيت القناعة

احمد جابر محمد - العراق

2017 / 6 / 2
المجتمع المدني


هنالك الكثير من الفروقات بين الاحكام الالهية والاحكام الوضعية، التي أُسست من قبل البشر، وربما هنالك بعض القوانين تكاد تكون قد تجازوت كل الخطوط الدينية، وتناقضت مع القوانين الاسلامية ووضعتها خلف الظهر، متحججة بان النظام العام ليس نظاما اسلامياً مطلقا والقوانين الموضوعة في هذا الجانب تتناسب مع عدم اسلامية النظام .
ونحن لسنا من اصحاب التخصص لكننا نتطرق اليها ونحصرها في زاوية معينة لانها منافية بشكل كبير وواضح للعيان، وباستطاعة المطلع على سير بعض القضايا الحكم عليها بالسلب قبل الايجاب .
ولا نحتاج هنا الى اي تخصص اكثر من حاجتنا الى مقارنتها مع كتاب الله لنجد ذلك الفارق الواضح بين هذه القوانين والقوانين الالهية، التي استمدينا منها المنهاج في التطبيق لورودها في كتاب الله وفي الاحاديث النبوية الشريفة وعن اهل البيت (عليهم السلام)، ومن هذه القوانين التي عانى ولايزال يعاني منها المجتمع، (بيت الطاعة ) الذي يعتبر من اكثر القوانيين تجاوزا وأهانة للمرأة، ففي الوقت الذي ضمن فيه الاسلام حرية المرأة وكرامتها، نجد هذا القانون يعيد تقييدها من جديد، فحينما ترفض المراة الاستمرار بالحياة مع رجل وصلت معه حد الكره والنفور، لاسباب حقيقية لايمكن التغاضي عنها او تجاوزها، يجبرها هذا القانون ظلما للعودة الى ذلك السجن، فان قبلت كان بها ،وان رفضت ستضيع جميع حقوقها ولايمكنها المطالبة باي شيء مستقبلا وتعتبر ناشزا، لان القانون هنا يعتبرها قد خرجت عن نطاق طاعة الزوج بالحياة المستقرة، وهل مفهوم الاستقرار والحاجات حصر في السكن المنفرد والاثاث، هذا ان لم يكن قد خرج عن نطاق ودائرة التحايل .
ان السير وفق هذه النظم والقوانين التي لايمكن السكوت عنها، لانهاستنعكس سلبا على المجتمع، وستؤثر عليه بشكل مريع، فالقضية هنا لايمكن حصرها بين شخصين انما بين عائلتيين، ناهيك ان كان هنالك في مسالة التناحر هذه ضحية اطفال، والذين سيسحقون بين اقدام تلك العوائل واهوائهم ويعتبروهم ورقة ضغط في تلك المعركة الشرسة، وتجعل منهم قنبلة موقوتة محملة بالعقد النفسية ستنطلق شرارتها للمجتمع باقرب فرصة تتوفر لها .
ان السجلات في المحاكم تشير الى ارقام مخيفة، ونسب تجعلنا نقف ونعيد النظر في كل تلك القضايا وان ياخذ كل منا من موقعه حماية تلك الاسر من الضياع، فالباحث الاجتماعي والقاضي ياخذ دوره بالشكل الحقيقي وكذلك المحامي _مع فائق احترامنا وتقديرنا لهم ولمجهودهم _يجعل صوب عينيه مخافة الله، والا يقبع بعضهم اسيرا للمغريات المالية التي سيستحصل عليها جراء التحايل والالتفاف على القانون، بوضع مطبات واستدارات في صلب الموضوع لكي تتزيف الحقيقة ويفوز الموكل اليه بالقضية بمكاسب باطلة لاتتناسب مع جوهر حقيقة القضية .
هنالك الكثيرمن القوانين لاتحتاج فيه الى تعديل وانما الى مسالة الغاء، لانها لا تستمد ولا تستند في حكمها الا على الباطل، وهذا بدوره سيجعلنا نقبع في متاهات مظلمة جراء تلك القوانيين وتكثر الضحايا حينها في المجتمع، وبدلا من ان يكون الفرد هو منطلق للايجابية في المجتمع، يصبح ذلك الفرد عبئا يعاني من الضياع باحثا عن كل ما من شانه تفنيد تلك الاحكام وايضا باسلوب ملتوي من اساليب التحايل على القانون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تدابير جديدة من بايدن لتسهيل أوضاع آلاف المهاجرين


.. نشرة الخامسة | مباحثات لمنع حرب بين إسرائيل ولبنان.. وبايدن




.. تصاريح إقامة وعمل للمهاجرين المتزوجين.. تدابير جديدة من بايد


.. المتحدث باسم اليونيسف: أهل غزة صامدون وهناك روح لم أرها من ق




.. غرق عشرات المهاجرين بعد تحطم سفينتين قبالة إيطاليا