الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملحدون بلا الحاد

جواد كاظم الدايني

2017 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دين وكفر وانباء تقص وفر
قان وتــــوراة وانــجــيـــل
في كل جيل اباطيل يدان بها
فهل تفرد يوما بالهدى جيل ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس اسهل على شخص, لا يعرف قيمة الكلمة, ولا يعي او يدرك المسؤولية الانسانية والاخلاقية التي يمكن ان يترتب عليها, من ان يلقي الكلام جزافا وجهلا. وهو عادة يشبه بمن يلقي حجرا من اعلى قمة جبل, ولا يقدر ما يمكن ان يجره هذا الحجر معه الى القاع. بالتأكيد ان هذا الوصف لهكذا نوع من البشر وهكذا نوع من الكلام, ينطبق تماما على السيد عمار " الحكيم ", حين اتحفنا, كما هو دائما, بتصريح يحذر فيه امته المؤمنة من شيوع ظاهرة الالحاد, وهو كان قد قرنها في سياق كلامه مع ظاهرتي الفساد والمخدرات. ربما هو اكثر علما بظاهرتي الفساد والمخدرات, لكن لا اعتقد انه يملك ادنى درجة من الالمام بموضوع الالحاد, سواء كونه ظاهرة انسانية اولا, او اذا كان هناك سعيا منه لفهم الاسباب التي تقف خلفها ثانيا. فلا اعتقتد انه يملك دراسات احصائية وتحليلية او يقف على مؤشرات معتبرة, ليقرر على اساسها ان الالحاد اصبح ظاهرة متفشية في المجتمع العراقي. وكان يكفيه النظر الى الممارسات المذهبية الواسعة والثقافة الدينية والاخلاق الاجتماعية والاعراف العشائرية ليعرف من يشكل ظاهرة خطيرة على المجتمع من سواها. وسواء اجتهد في الاطلاع على مجموعة من المواقع الالكترونية على الفيسبوك, من التي لا تخفي جهرها بفكرة الالحاد, او ان حاشيته الفذة صورت له هذا الموضوع بالشكل الفج الذي ظهر فيه تصريحه. فبالحالتين فان مستوى التسطح الفكري قد طغى على تقييم هذا الموضوع وفيما اذا اصبح حقا يرقى لمستوى كونه " ظاهرة ". فاذا لم يكن كذلك, وهو بالفعل, فان ما يخيف السيد عمار, هي الافكار التي يطرحها الالحاد, ليس اهمها بالطبع انكار وجود الله, وانما قدرته على تعرية الفكر الديني, واحراج عقليته امام القيم الانسانية والحقائق العلمية والطبيعية. فالالحاد كانت ردة فعل طبيعية, على حجم الكذب والزيف الذي مارسته الاديان بحق العقل البشري والسلوك الانساني. اكاد اجزم ان الزاوية الوحيدة التي نظر فيها الحكيم في طرحه, وهو توجسه من ان يصيح الالحاد ظاهرة حقا, فلا يعد لهم لجاما يلجمون به عقول الناس اويستعبدون اراداتهم, ولن تعود للعمامة شرعية مقدسة يخدعون بها العامة من الناس البسطاء. ما يعتبر ظاهرة وحالة خطيرة على المجتمع هو الممارسة السياسية تحت الغطاء الديني وليس الالحاد كموقف فكري, والا فان هناك مجتمعات واسعة ودولا عدة يشكل الالحاد ظاهرة طبيعية وصحية للدولة, تنعم معها بالكثير من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي, في مقابل دول متدينة, تعاني التخلف السياسي وشيوع ظاهرتي الفساد والتطرف, مما يخلق مشاكل في التعايش السلمي, والقبول بالاخر.
لا اميل للظـــــن بان كلام الحكيم هو زلة لسان " عفوية " ولا معنى لها, فهي جاءت في سياق ونسق ثقافي يذكرنا بالنسق الثقافي لنظرية الـــ (7x7) فتلاوية الذكر, وهو نسق تبريري قبيح, تستطيع ان تضفي معه شرعية لقول او فعل لا يمكن ان يوجد معه اي رادع انساني او اخلاقي, سوى انك تحرض " غرابيب " الطائفية على الاخرين.
انها كوميديا بائسة وفجة, فحين يوهمون الناس بان " الالحاد " هو عدوهم القادم, فلكي يقنعونهم " فقط " بان مجتمعاتهم هي مجتمعات متدينة, وبالتالي تكون بامس الحاجة, لنظام سرمدي من العمائم قائم على الوصاية المطلقة على عقلية الناس والغاء ارادتهم, الكوميدية الحقيقية اننا لسنا مجتمعات متدينة, وانما نعشق هذا النوع من الوصاية التي تكفينا مشقة التفكير واستخدام العقل. فليس هناك بعد من قلق سيدي العزيز "عمار", فلا تخف علينا من الالحاد, فنحن لا ندين بشيء, اننا فقط عراقيون.
جواد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah