الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة والسلم الأهلي

زيد كامل الكوار

2017 / 6 / 7
المجتمع المدني




أخذت المصالحة حصة الأسد من البحث والتنظير من جانب الكثيرين من المهتمين في الشأن السياسي والاجتماعي والأمني، فكانت الدراسات والمقالات والبحوث العديدة التي أغنتها بحثا وتمحيصا، وأشبعتها نقدا وتحليلا وتنظيرا، لكن الذي استجد بعد كل تلك البحوث والمقالات هو ما أفرزته الأحداث العسكرية والأمنية والسياسية ، وما تركته من انطباع واضح لدى المراقب العراقي والعربي من أن لحمة الشعب العراقي وانصهاره في بوتقة الانتماء الوطني ونبذه كل أشكال العنف والإرهاب متمثلا في النفير الذي تداعت له مكونات الشعب العراقي بعامتها لتنفر حشود المتطوعين لمحاربة الخطر الإرهابي الداهم الذي عاث في أرض العراق فسادا وفي مجتمعه الوادع الآمن ذبحا وتقتيلا، فكانت الحشود العريضة الكبيرة الجاهزة لمقاتلة العدو المشترك وتحرير الأرض والعرض من براثن الوحشية والهمجية والتطرف. فهنا حشد فتوى المرجعية وهناك حشد الكلدانيين وهناك حشد التركمان وحشد العشائر في الأنبار وصلاح الدين و هناك حشد الإيزيديين وحشد عشائر شمر في الموصل وحشد العبيد في كركوك، وللمرة الأولى منذ سنين يجتمع الأخوة عربا وكردا في جيش واحد كتفا لكتف مع بعضهم فقوات البيشمركة جنبا إلى جنب مع إخوانهم من أبطال الجيش العراقي والقوات الأمنية، فاختلطت دماؤهم الزكي لتروي أرض العراق العطشى دوما للدم المسفوح ملبية نداء الواجب والوطنية في الدفاع عن الأرض والعرض. ولم يبال هؤلاء الأبطال بما تؤول إليه مباحثات ونشاطات وجولات لجان المصالحة المنبثقة عن جهات حكومية عديدة، لا لسبب إلا لأنهم متصالحون مع بعضهم أصلا وليسوا في حاجة لمن يصلح في ما بينهم، فضربوا أروع أمثلة التكاتف والصمود والتضحية والإيثار كشعب واحد. بل تركو المصالحة وما يتبعها من مسميات أخرى للمختلفين أصلا من السياسيين والمتنفعين من كوارث الفرقة والاحتراب الداخلي، تركوهم يحاولون الاصطلاح في ما بينهم، لأن هؤلاء السياسيين هم الأمَسُّ حاجة إلى المصالحة والتفاهم، فالسلم المجتمعي في العراق متحقق أصلا ولا تنغصه إلا جرائم فردية خبيثة مخطط لها يمارسها أدوات الكتل والأحزاب السياسية التي تغذي الفرقة والانقسام لأطماع حزبية انتخابية مقيتة قميئة. لقد شهدنا بأم أعيننا نحن الذين عشنا معاناة الشارع العراقي ولم تعزلنا أو تفصلنا عنه الكتل الكونكريتية العالية ولا المناطق المحصنة خضراء كانت أم حمراء، فرأينا الشارع العراقي قد غادر الفتنة الطائفية المفتعلة منذ أمد بعيد بعد أن فهم اللعبة وعرف المكيدة الخبيثة التي نصبت له، فليتصالح المتحاربون على المكاسب والمغانم من خيرات البلد وليتركوا هذا الشعب المسكين الطيب متصالحا مع نفسه ويلعق جراحه نادبا حظه وقدره القاسي، فالسلم الأهلي والمجتمعي متحقق كأحسن ما ينبغي له أن يكون، ولا تشوبه إلا محاولات المجرمين من الارهابيين وأجنداتهم الخبيثة الرامية إلى تعكير صفو السلم الأهلي بين حين وآخر بعملياتهم الارهابية الجبانة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون أمام منزل بيني غانتس لإتمام صفقة تبادل ا


.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة




.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم


.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا




.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا