الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يستطيع ٱلشعب ٱلفلسطيني حماية ٱختياره؟

سمير إبراهيم خليل حسن

2006 / 2 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تُعرف ٱلسلطة فى بلاد ٱلشَّام علىۤ أنها حقّ تاريخىّ وإلٰهىّ لأهل ٱلسلطة. فأهل ٱلسلطة لا يقبلون بتغيير إلا بأمر قاهر لهم كٱلانقلاب ٱلعسكرىّ أو ٱلتدخل ٱلخارجىّ. وما حدث فى فلسطين بٱلأمس هو كسر لذلك ٱلحقّ. وقد حدث هذا ٱلكسر بٱلانتخابات ٱلتى لم تكن ممكنة لولا ٱلمساعدة ٱلخارجية ٱلتى جآءت فى هيئة ضغوط على ٱلسلطة ٱلفتحاوية.
وبسبب ما هو مسجل على سلطة فتح من تسلط بزعم حقّ تاريخىّ فى ٱلسلطة. ومن أعمال ٱلفساد وٱلسرقة للأموال ٱلموجّهة من قبل ٱلدول ٱلمانحة لمساعدة ٱلشعب ٱلفلسطينىّ. فقد توجّه ٱلشعب لاختيار حركة حماس بسبب فراغ ٱلمجتمع ٱلفلسطينىّ من ٱلقوى ٱلسياسية ٱلأخرى ٱلتى يمكنها منافسة فتح على ٱلسلطة فى ٱلانتخابات. وما فعله ٱلشعب ٱلفلسطينىّ هو ٱستبدال سلطة حركة مسلحة بأخرى. هو بذلك كسر ٱحتكار سلطة حركة فتح وألغى حقّها ٱلتاريخىّ ٱلمصنوع بتسلطها عليه.
هذا ٱلتغيير هو ٱلأول من لونه فى بلاد ٱلشَّام. وعلى ٱلرّغم من أهميّة هذا ٱلحدث ٱلغريب فى تاريخ ٱلشعوب ٱلشَّاميّة. فإنّ حركة حماس قد تدخل بٱلشعب ٱلفلسطينى فى نفق ٱلتطرف وتضيّع عليه فرصة توطيد وتثبيت ٱستقلاله ٱلوطنىّ ٱلمهزوز. وهذا ما لا يأمل به محبّ. إلاۤ أنّ ٱلشعب ٱلفلسطينى ٱلذى دخل فى عملية ٱنتخاب للسلطة لم يكن أمامه غير هذا ٱلاختيار لكسر ٱحتكار فتح ووقف نهبها لثرواته ونهبها ٱلأموال ٱلمدفوعة لمساعدته. وكذلك للخروج من سياسة ٱلمراوغة فى مسألة ٱلتفاوض من أجل ٱلحلّ ٱلنهآئىّ. إلاۤ أنَّه فى ٱختياره يبدو وكأنَّه ٱختار ٱلتطرف ٱلذى تمثله حركة حماس. فإذا كان ٱلشعب ٱلفلسطينىّ لا يريد لهذا ٱلتطرف أن يحكم توجّه ٱلسلطة ٱلجديدة فعليه أمر متابعة ٱختياره فى مراقبة مستمّرة للسلطة ومنعها من ٱلتحول إلى سلطة تاريخية. كما عليه أن يقلّم سياساتها ٱلمتطرفة ويمنعها من جرّه إلى حرب مع إسرآءيل لن يأتيه منها سوى ٱلدمار وزيادة ٱلفقر وٱلجهل.
إنّ حركة حماس بشعاراتها ٱلسياسية ٱلتى كانت عليها قبل ٱنتقالهاۤ إلى موقع ٱلسلطة لا تصلح لتوطيد وتثبيت ٱلاستقلال ٱلوطنى حتى فى هيئته ٱلمهزوزة. وإذا لم تغيّر ما فى نفسها من مفاهيم ستكون ٱلسبب فى خراب وطنى قد لا تُعرف عواقبه. خصوصا وأنّ ٱلقوى ٱلأمنية ٱلفلسطينية هى قوى فتحاويّة. وستعمل هذه ٱلقوى على زرع ٱلعوآئق أمام ٱلسلطة ٱلجديدة وأمام ٱلشعب ٱلفلسطينى. وقد تتخذ من ٱلتطرف أسلوبا للمزايدة على حماس لدفعها فى طريق تطرف يسوقها إلى هاوية. فحركة فتح لديها كتآئب شهدآء ٱلأقصى ٱلمسلحة. وقد تتحول فتح إلىۤ أعمال تزيد من حرج حماس وميلها نحو سياسة ٱلممكن.
إنّ لحماس قوّة تفاوضية مع إسرآءيل لم يكن رأس فتح يملكها بسبب فساد ذلك ٱلرأس وتمسكه بمكاسب ٱلفساد. وحماس تستطيع أن تنجز ٱستقلالا تامًّا للشعب ٱلفلسطينىّ إذا ما سارت فى وجهة ٱلتفاوض وٱلاعتراف بدولة إسراءيل. فهى ليست ملوثة بٱلفساد ٱلذى يكبّل ٱلفاسدين. وسياسة ٱلممكن هى ٱلسياسة ٱلتى تحقق بها حماس ٱنفراجا فى حياة ٱلشعب ٱلفلسطينى. أمَّا إذا تمسكت بسياسة غير ٱلممكن ٱلتى تتمثل بشعارات لا يملك أصحابها لها من سبيل فستوقع نفسها وشعبها فى مجهول وخيمة عواقبه.
أرجو من حماس. ٱلتى ترفع أعلام ٱلإسلام عبر شعاراتها. أن ترجع إلى كتاب ٱللَّه ودستور دولة ٱلمدينة ٱلمنورة وتهتدى فى سياستها بهما. وسوف تجد نفسهاۤ بعيدة عن مصآئد فتح ومزايداتها. وستكون أقدر على ٱلتفاوض وأقدر على صناعة ٱستقلال تام لشعبها ٱلمسلوب ٱلحقوق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa