الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسقط عاصمة الثقافة.. تقاطع مثقفيها

بسمة الكيومي

2006 / 2 / 1
المجتمع المدني


تشهد سلطنة عمان هذه الأيام احتفالات بتدشين عاصمتها مسقط عاصمةً للثقافة العربية للعام 2006 وسط تغييب واضح لأبرز مثقفيها وكتابها عن برنامج الفعاليات المزمع تنفيذها احتفالا بهذه المناسبة. يأتي هذا التغييب ليثير أسئلة عديدة حول مدى التزام المؤسسة الرسمية بتحرير المناخ الفكري والإبداعي وتفعيل دور المثقف العماني في رسم المشهد الثقافي في السلطنة في ظل الاحتكار الرسمي لأدواته.

برنامج الفعاليات ، الذي استغرق سنوات من التخطيط والإستعدادات، جاء هزيلاً لايرقى لمستوى تطلعات الشارع العماني بمختلف أطيافه ولا يعكس بأية حال من الأحوال المستوى المشرف الذي وصل إليه المثقف العماني وقدراته الحقيقية رغم وجوده في بيئة لا تكفل الإبداع ولا تسمح بحريته. عمان التي تخلو معظم مناطقها ومدنها الرئيسية من مكتبة عامة أو مسرح ثقافي جعلت على رأس أولويات برنامج الفعاليات هذا العام تغيير مسمى أحد شوراع عاصمتها ليصبح شارع الثقافة بالإضافة إلى إقامة مجسم تذكاري للمناسبة وإصدار طوابع بريدية تخلد هذا الحدث. فيما عدا ذلك، جاءت الفعاليات بلا جديد مميز لتشمل المعارض والمهرجانات الدورية التي تقيمها البلاد منذ سنوات والتي يحظى معظمها بحضور جماهيري ضئيل نظرا لسوء التخطيط و ضحالة محتواها الفكري، بالإضافة إلى مشاريع تم تأجيلها منذ سنوات، كمشروع المجمع الثقافي، وتقرر البدء فيها هذا العام ربما لتغطي الهزال المتوقع لفعاليات عام الثقافة.
وزارة التراث والثقافة التي أكدت أنها لا تألوا جهدا في دعم الكاتب العماني، أعلنت أنها قد أجازت طباعة 9 كتب فقط بهذه المناسبة ، الأمر الذي أثار خيبة أمل كبيرة في أوساط الكتاب العمانيين الذين لازال معظمهم يغامر بنشر كتبه خارج السلطنة على نفقته الخاصة في ظل محدودية الدعم الحكومي وعدم وجود دور نشر متخصصة. بينما تستمر لجنة الرقابة التابعة للوزارة في حظرعدد من الكتب ومنع توزيعها في الأسواق دون أن تجد نفسها مضطرة لتقديم أية مبرر لأصحابها.

من جهة أخرى، فشلت مسقط، عاصمة العرب الثقافية لهذا العام، في أن توفر لكتابها كيانا يجمعهم بعد أن عرقلت الحكومة، على مدى سنوات عدة، تأسيس جمعية للكتاب والأدباء العمانيين، فعلى الرغم من النظام الأساسي للدولة الذي يكفل حرية التعبير والتجمع، يقف قانون الجمعيات حجر عثرة في طريق تأسيس أي مؤسسة أهلية مستقلة تعنى بهموم المثقف واهتماماته.

المثقفون العمانيون بدورهم أعربوا عن خيبة أملهم الكبيرة في بيان أصدروه بهذه المناسبة وضمنوه مطالباتهم "بإصلاح القواعد والقوانين المنظمة للعمل الثقافي" في السلطنة، وانتقاداتهم الحادة لأسلوب تعامل المؤسسة الرسمية مع حدث ثقافي بهذا المستوى كان يفترض به أن يمثل "مناسبة لانفتاح ثقافي يستجيب لقيم الشفافية والشراكة والإختلاف، بدلا من الاحتكار، والسيطرة الرسمية المطلقة التي تعلي من شأن المديح والتبرير الجاهز لكل قصور وسوء تخطيط في إدارة الشأن الثقافي. وكيل الإتهامات والمزايدة على المثقف الذي يواجه التهميش والإقصاء، وتعقد أوضاعه الإعتبارية والحقوقية." هذا وقد أكد الموقعون على البيان أن لا صلة لهم بكل ما سيصدر عن هذه المناسبة معتبرين أن " التصور الذي أقر للتعامل مع الحدث لا يعبر عن طاقات وإمكانيات البلاد ومثقفيها ولا يليق بعراقتها وتطلعاتها الحضارية."

جدير بالذكر أن العام المنصرم شهد ذروة تأزم العلاقة بين المثقف العماني والمؤسسة الرسمية على اثر اعتقال بعض الكتاب والتحقيق معهم ومنع آخرين من الكتابة بالإضافة إلى محاكمة البرلمانية السابقة طيبة المعولي وسجنها بسبب كتابات لها نشرت على الانترنت لتصبح أول سجينة رأي عمانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرارات المحكمة الجنائية الدولية وانعكاساتها على حرب غزة | #غ


.. كيف رد إسرائيل على طلب الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغال




.. مدعي عام الجنائية الدولية لشبكتنا: تقدمنا بطلب مذكرات اعتقال


.. تعرف إلى إجراءات المحكمة الجنائية الدولية لإصدار وتنفيذ مذكر




.. بايدن ونتنياهو يعلقان على مذكرة المحكمة الجنائية الدولية