الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضائح العقل الملحد - خيمةُ الزواج و خيمة داوكنز

عادل عبدالله

2017 / 6 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فضائح العقل الملحد
( خيمةُ الزواج و خيمةُ داوكنز)*
1-
كبائعٍ متجول يحمل في حقيبته مجموعةً من العقاقير السحرية، تأكدتْ له قدرتها العجبية على شفاء الناس من أمراض الدين والروح والأخلاق والفلسفة، هكذا كان ريتشارد داوكنز ينادي على بضاعته جموعاً من القرّاء – المؤمنين منهم و الملحدين على حدّ سواء - داعيا كلّ واحدٍ منهم الى الذهاب مباشرة نحو ردهة الفصل المتخصص بعلاجه من نوع ذلك المرض الذي يعانيه، يقول داوكنز في اوّل فقرة من كتابه يعرضها على قرّائه من خلال حكاية قصيرة يبيّت في متنها لأعلان المهمة الكبرى لكتابه - أيْ مهمة إعادة السعادة الى النفس البشرية من خلال مساعدتها على التخلي عن الدين، بمعونة مباشرة من كتابه هذا: (لأنهم تربّوا على دينٍ ما و ليسوا سعداء معه .. أناس يشعرون بحنينٍ ضعيف لترك دين آباءهم ]آبائهم[ ويتمنون لو استطاعوا لذلك سبيلا لكنهم لا يدركون أنّ ذلك أحد الخيارات الممكنة بالفعل)
أمّا لماذا هو خيار ممكن لهم، فيبدوا أنّ السبب، هو مساعدة كتاب داوكنز لهم بوصفه المخلّص الذي سيعينهم – بكل تأكيد – على إنجاز هذهِ المهمة لذواتهم إكراماً لنزعة الإلحاد التي يتوقْون لها، لذا – يقول داوكنز: (لو كنتَ واحداً منهم فهذا الكتاب من أجلك)
ذلك لأنّ الغاية من كتابه هي ( لفتُ الانتباه لحقيقة أنّ الإلحاد هو تطلعٌ واقعيٌ وشجاعٌ ورائع)
هذهِ هي الرسالة الأولى التي يهيأ داوكنز قرّاءه لاستقبالها مع تأكيده أنّ هناك (ثلاث رسائل اخرى) ستأتي لاحقاً.
اما لماذا يسعى داوكنز الى إعلان هذهِ المهمة للناس متطوعاً بنفسه لها وغيرَ منتدبٍ من قبل أحد، فلأنه يريد لنفسه و لهم أنْ يعيشوا في (عالمٍ بدون دين) لأنّ الدين – كما يعتقد – هو ( مصدرُ الشرّ في العالَم) وهكذا يمضي داوكنز خلال فقرته الأخرى لذكر فضائع الدين (عالم بدون أنتحاريين او تفجيرات 11 أيلول بلا تفجيرات لندن أو حملات صليبية، بدون تقسيم للهند أو حرب فلسطينية اسرائيلية، بدون مذابح الصرب والكروات للمسلمين ... بدون جرائم شرف .. تخيل انه لا وجود لطالبان ليفجروا تماثيل بوذا الأثرية. لا قطع للرؤس بشكل علني للكفار ولا سياط على جسم المرأة.)
وهكذا نرى أنّ داوكنز لا يفرّق في قائمته المعدّة لسرد فضائع الدين، بين حقيقة الدين، أيّ دينٍ، وبين تمثّل الحركات التكفيرية و الارهابية لذلك الدين و نشر الفساد و العنف باسمه. وليس لهذا الموضوع أهمية تُذكر، لا لمضممون كتاب داوكنز ولا لنقدنا له، لأنّ المهم هنا، هو أنّ داوكنز ما زال يعلن عن بضاعته السحرية – مرغّباً و مغويا قارءه بالإقدام على شرائها، يقول داوكنز في نصّ من المقدمة أيضا (ربما تفكّر هنا بأن اللا أدرية هي الموقف المعقول وأنّ الإلحاد هو توجهٌ عقائدي تماماً كالتوجه الديني؟ في هذهِ الحالة فأنا أعتقد أنّ الفصل الثاني من هذا الكتاب سيغيّر رأيك، وذلك بإقناعك بأنّ فرضية الإله، هي عبارة عن فرضية عن الكون)
هلّموا هلّموا، إليّ، أيها القرّاء الكرام فما زال هناك الكثير من البضاعة المغرية مما لم يعلن داوكنز عنها بعد، فإذا كنتَ قد (درستَ بأنّ الفلاسفة وعلماء الدين لديهم العديد من الأسباب المقنعة للإيمان بالله، لو كنتَ ممن يفكر ذلك، فربما أنك ستستمتع بقراءة الفصل الثالث الذي يناقش الدليل على وجود الإله وفيه يظهر الضعف المدهش لهذهِ الأدلّة)
اما إذا كنت تعتقد أيها القارئ الكريم – القارئ الذي يتوجه اليه داوكنز بكتابه - (بأنّ وجود الإله هو من المسلّمات الواضحة، وإلّا فكيف خُلق الكونُ ووصل الى ما وصل اليه الآن؟ وكيف يمكن تفسير الحياة وتنوّعها الغني، وكل كائن حي يبدو كما لو كان مصمماً؟ لو أنّ تفكيرك طابق ما ذُكرَ في السطور السابقة فأتمنى أنْ يجيب الفصل الرابع: لماذا الإحتمال الأكبر هو عدم وجود الله ... بناء على نظرية الانتخاب الطبيعي لداروين .. إنّ قوّة نظريةٍ كالإنتخاب الطبيعي وقدرتها على رفع مستوى الوعي هي ثاني رسالة للفلت الإنتباه من الرسائل الأربعة)
لكن، ماذا لو كنت تعتقد ايها القارئ الكريم المنتدب لقراءة كتاب داوكنز (بأن الوجود الألهي هو إحدى الضرورات، لأنّ علماء التاريخ والحياة أخبرونا بأن المؤمنين كانوا العامل الأكبر في نشوء وأرتقاء كل الحضارات الإنسانية، لو وجدت هذهِ الفكرة متصنّعة فأرجوا أن تقرأ الفصل الخامس عن جذور الدين الذي يشرح سبب إنتشار الإيمان في كل مكان)
اما إذا كنت – أيّها القارئَ المدعو لوليمة كتاب داوكنز - (تعتقد بأنّ وجود الدين ضروري لتقويم الإنسان وإيجاد أسس اخلاقية حصينة؟ فأقرأ الفصلين السادس والسابع لمعرفة أنّ الأمر ليس كذلك أبداً)
لكن ماذا (لو أنك فقدت إيمانك ولكنك لا تزال تفكّر بأنّ وجود الدين شيء جيّد في الحياة؟ إذن في الفصل الثامن، ستعرف لماذا أنّ وجود الدين بحدّ ذاته أمرٌ مضرٌّ للبشرية)
هلمّ أيها القارئ الكريم، فما زال هناك الكثير من بضاعة السحر الفلسفي الناجحة لعلاج امراض الدين، منها، (إذا كنتَ تشعر بأنك عالقٌ في الدين الذي تربيت عليه إذن فأنّ السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف تم ذلك؟ الجواب تجده عادةً في التلقين الذي تتلقاه في مراحل الطفولة. لو أنك متدينٌ فالاحتمال الأكبر أنك على دين آبائك. لو أنك ولدت في أركنساس ستفكر بأنّ المسيحية هي الدين الحق والاسلام كذبة كبرى وتعلم تماماً بأن العكس هو الصحيح فيما لو كنت مولوداً في أفغانستان لهذا فأنت ضحية تلقينٍ ديني من مرحلة الطفولة في كلّ من أركنساس وأفغانستان)
أمّا أذا كنت ايها القارئ الكريم مصاباً بالشعور الذي أفصح عنه مضمون هذهِ الفقرة فأن (الفصل التاسع يعالج الدين والطفولة بشكلٍ خاص والذي يتضمن رسالتي الثالثة للفت الانظار)
اما الرسالة الرابعة للفتِ الأنظار فهي (مسألة أنّ الإلحاد ليس بالشيء الذي يدعو للخجل، على العكس إنه شيء يدعو للفخر بشموخ للمواجهة مع الأفق البعيد) امّا لماذا فلأنّ الإلحاد (طالما كان مصحوباً باستقلالية صحّية للعقل وابداع عليه تفكير بنّاء)
هذه هي المضامين الكاملة لكتاب داوكنز، تلك التي حاول من خلال عرضها في مقدّمة كتابه، إغواءَ القارئ بالدخوال على الفور الى عالمه السحري للتزود بها سبيلاً لدخوله (مؤمناً) من بابها الشرقي، ليخرج من بابها الغربي طاهراً بريئاً من خطايا الدين كلها، سعيداً معلناً على الملأ إلحاده بكل فخرٍ وإعتزاز، بعد أنّ عمّده (كاهن الالحاد) بمائه المضاد للقداسة الماورائية أياً كان نوعها.
لكن، ولأنّ داوكنز عالم متخصص بالبيولوجيا، يتعامل مع تفاصيل حياتية بالغة الدقة كالأحماض الأمينية والبروتينات والخلايا والـ D.N.A الأمر الذي يعني أنّه لا يغفل شيئاً من التفاصيل الدقيقة المتعلقة بمضمون كتابه يكتب لنا – منوهاً عن سبب اختياره لهذا العنوان (وهم الإله) دون غيره من العناوين فيقول أولاً، محاولاً تبرير استعماله لهذهِ الكلمة بالذات (وهم):
يعرّف القاموس كلمة "وهم" كالتالي: إيمان خاطئ أو مزيف. وللمفاجأة، فأن الشرح المصاحب للكلمة هو من مقولة لفيليب جونسون- الذي يعرّف هذهِ المفردة- من خلال الدارونية التي هي ( قصة تحرير الإنسان من الوهم القائل بأن مصيره مرتبط بقوة أعلى منه)
ولما كان فيليب جونسون هذا نفسه قد (قاد حملته للإعتقاد بالخالق) وكان (قاضي الدارونية في أمريكا) الأمر الذي يعني أن كلمة (وهم) التي أستخدمها داوكنز نقلاً عن تجربة حياتية لفيليب جونسون لتعني على نحو بالغ الوضوح هنا، بأن الدارونية هي الحلّ الذي سيتبنى على عاتقه مهمة تحرير الإنسان من (وهم الإله) ولذا يقول داوكنز (بغض النظر عن المعنى الذي قصده جونسون، سأكون سعيداً بتبنّي العبارةَ كما هي حرفيّاً) مضيفاً (يعرّف القاموس المرافق لبرنامج مكروسوفت للكتابة بكلمة الوهم بـأنها (الإعتقاد الخاطئ والمستمر بفكرةٍ بعناد في وجه أدلة قوية معاكسة تنفيها، وخاصة كأعراض لأمراض نفسية)
وعلى الرغم من وضوح القصد في التعريف الذي اختاره داوكنز من مكروسوفت لتعريف كلمة الوهم، أعني اشارته الواضحة الى أنّ الدين هو أحدُ أمراض النفس البشرية، فأنه لا يحجم عن التذكير بذلك، عبر نقل الإشارة من وضعها الضمني تلميحاً، الى وضعها العلني تصريحاً. حيث يقول: ( القسم الأول من التعريف ينطبق بدقة على حالة الإيمان الديني فيما يخص الجزء الخاص بالمرض النفسي، فأنا أميلُ لاتباع روبرت بيرسيغ في قوله: الجنون صفة لشخص واحد يعاني من وهم ما، اما عندما يعاني العديدون من نفس الوهم، يدعى هذا الوهم ديناً)
ولأنّ ثقة داوكنز – أولاً – بقدرة كتابه على إنجاز مهمته العظيمة على نحو أكمل، ثقة لا حدّ لها كما يبدو، يقول موضحاً ذلك (إذا كان فعل هذا الكتاب كما أتصوره أنا، فأن القارئ المتديّن الذي يفتح هذا الكتاب سينهيه وقد أصبح ملحداً) ولأنّه – من بعد – على درايةٍ كاملةٍ بخطورة موضوع كتابه على متلقيه – المؤمنين خاصة – يكتب متوجّساً من إعراضهم عن قراءته لأسباب غير معقولة – من وجهة نظرة - مفادها ( ومن أشدّ اجهزة المناعة نجاحاً تحذيرات خطرة لتجنب حتى فتح كتابٍ مثل هذا والذي هو بالتأكيد من عمل الشيطان.)
مضيفاً : ( لكنني مؤمنٌ بأنّ هناك العديد من العقول النيّرة هنا وهناك، عقولٌ لم يتمّ اقفالها بالتلقين في عمر الطفولة او لأسباب أخرى لم يصابوا بالعدوى، أو أذكياء لدرجة تغلبهم على العدوى هذه. عقول نيرة كتلك يكفيها القليل من التشجيع كي تتحرر من كل رجال الدين وتعاليمهم، على أقلّ تقدير، آمل أنْ لا يقول أحدُ ما بعد قراءة هذا الكتاب، ]أي بعد تخليه عن دينه وعن كونه مؤمناً مكتشفاً أنه كان بوسعه ان يصبح ملحداً منذ زمن بعيد[ عرفت أنّي كنت أستطيعُ فعل ذلك.)
بهذا تنتهي مقدمة داوكنز لكتابه (وهم الاله) المقدمة التي تشير بوضوح الى جميع مضامين كتابه، فضلاً عن إشارتها الى معنى اختياره لعنوان كتابه من جهة ولمخاوفه من إعراض القراء المتدينين عن الإقدام على قراءة كتابه – من جهة اخرى – و هنا أجد من المناسب جداً أنْ أختتم المقدمة الأخيرة هذهِ، بعبارات داوكنز نفسها، أعني تلك التي عبّر بها عن مخاوفه من إعراض القراء (المتدينين) عن قراءة كتابه، لكن مع تغيير جذري في معناها، اقدّم له بالقول، إنّ مخاوفي – أنا – إنّما ستكون من إمكان إعراض القراء (الملحدين) عن قراءة نقدي لكتاب داوكنز لذا سأقول لهم:
إنّ أجهزة المناعة التي يحظى بها المتدينون – وأنا منهم بكل تأكيد – لهي أجهزة موثوقة مجرّبة، لا يمكن أنْ تنطلي عليها أكاذيب كهذهِ، ذلك لأنها لم تعد مسلّحة بالايمان الديني وحده أو بالاعتقاد العقلي معه – و هما عاملان كافيان جدا - بل إنها قد أصبحتْ الآن مسلحة أيضاً بالعلم وفلسفته، وأنها بما أصبحَ لديها من عدّة معرفية علمية رائعة حديثة، لقادرة لا على منع (عدوى داوكنز) حسب بل على إثبات تهافتها وسطحيتها و حمقها، وأنها نوع دعوى لا تستند على أية حججٍ قوية بطبيعة الحال، لذا سأقول للقراء – قراء كتابي المؤمنين هنا – بعد الفراغ من قراءته، نعم إنكم قادرون على أنْ تفعلوا ذلك، اي أنْ تثبتوا لداوكنز أنّ دعوته لتبني خيار الإلحاد لم تكن مقنعة أبداً، وأننا سنبقى متمسكين بأيماننا الديني الى أنْ تأتينا بحججٍ أكثر إقناعاً لنا حيث سيكون في حينها لكل مقالٍ مقال، لكن – وهذا كلّ ما أطلبه من قرائي: - الملحدين هذه المرة – هو أن تقرأوا الكتابين بموضوعية عالية أعني أن تحتكموا الى مضمون الكتابين حسب، دونما أيّ مشاعر او أحكام نفسية سابقة تحول دون تحقيق بلوغكم للحظة القراءة الموضوعية المنصفة.
2 -
هذه هي المقدمةُ الإعلانية لداوكنز عن بضاعته المعرفية، وهي نوعُ مقدمةٍ، أحالتني بلا شك الى مقطعٍ رائع سبقت لي قراءته في إحدى روايات (كازنتزاكي) يردُ فيه ما مفاده: أنّ بائعاً متجولاً محتالاً يطوفُ على القرى النائية لينصب في أطرافها خيمةً يكتبُ على بابها ( تعلّم أسرار الزواج ) مستدرجا شبّانها العزّاب للدخول فيها بعد دفعهم لمبلغٍ معيّن لقاءَ تعّلمهم تلك الأسرار، و هكذا نجح المحتالُ هذا بجعل شباب القرية يقفون في طابورٍ طويل ينتظرُ كلّ منهم دورَه لتعلّم أسرار الزواج، غير أنّ المفارقة المدهشة تحدثُ عندما يدخل أحدُ أولئك الشباب من باب الخيمة الأمامي و يخرج من بابها الخلفي دون أنْ يعثرَ على أيّ شيئ له علاقة باسرار الزواج المفترضة التي دفع نقودَه من أجل تعلّمها. أما المفارقة الأكثر دهشة فهي، أن الشاب الذي يدخل الى الخيمة ثم يخرج منها خالي الوفاض من تعلّم أيّ شيئ يمكن أنْ يمتّ بصلة ما لأسرار الزواج، لا يستطيع أنْ يخبرَ الآخرين المنتظرين دورهم في الطابور بأنه قد تمّ خداعه، ربّما حياءً من الآخرين و احتراما لنفسه من الفضيحة، فضلا عن القول بأن هذا الشاب الممكور بعقله إذا ما تمّ له إخبار الآخرين بأنه قد خُدع، فإن أحدا من الواقفين في الطابور لن يصدّقه، ربّما لإعتقادهم بأنه قد شاهد أشياءَ مهمة أو تعلّم أسرارا عظيمة، و لذا فهو يبخل بها عليهم و يمنعهم بادعائه الخديعة من متعة معرفتها .
الآن دعونا نتسائل عن نوع الفرق، لا بين إعلانَي داوكنز وبطل رواية كازنتزاكي عن بضاعتهما فحسب، بل عن نوع مشتريها أيضاً، اعني أولئك الصبية الذين دخلوا الخيمة بعد أن غرّر بهم صاحبُها بخدعة الزواج، فاستجابوا لدعوته متوخّين إشباع غرائزهم من جهة، وعن جمهور قرّاء داوكنز الذين غرّرت بهم دعوته للتخلص من عقولهم ومن تاريخهم ومن ... ومن، و هو الأمر الذي سيكتشفونه بأنفسهم حتماً و بكل وضوح بعد خروجهم خاليي الوفاض من خيمة داوكنز أعني كتابه " وهم الإله " متمنياً عليهم أمرأً واحداً فقط هو: أن لا يقتدوا بفعل أولئك الصبية الذين خرجوا من خيمة " محتال كزنزاكي " صامتين، إنّما عليهم أنْ يخبروا الآخرين بحقيقة اسرار " خيمة داوكنز " و ما تضمّنتهُ من بضاعة زائفة أنفقوا كثيرا من وقتهم في البحث عن صلةٍ ما، يمكن لهم عقدها بين عنوان كتابه و مقدمته و بين المضمون الذي لا صلة له أبدأً، لا بعنوان الكتاب و لا بحفاوة الدعوة.
بقي أنْ أضيف هنا – قبل الإنتقال الى المقدمة الأخيرة - مسألتين مهمتين، أولاهما: أن كتاب داوكنز هذا بحسب قوله، ( يقوم جزئياً على البرنامج الوثائقي التلفزيوني "اصل الشر" البرنامج الذي كان داوكنز نفسه معدّاً و مقدّما له على القناة الرابعة للبي بي سي عام 2006. كما يشير داوكنز لذلك في مقدمة كتابه .
أمّا المسألة الثانية فهي: إن جميع العبارات المقتبسة من كتاب داوكنز – قيد البحث – تحديدا تلك التي سيتبين القارئ الكريم ركّتها و ضعفها الأسلوبي و بناءها البلاغي الهش، إنّما هي عبارات تقع على مسؤولية المترجم. فضلاً عن القول بأن هناك الكثير جداً من الأخطاء الإملائية و النحوية الموجودة في ترجمة الكتاب، و التي عملت على تصحيح الكثير منها. و هو أمرٌ أضطرني في كثير من الأحيان الى مراجعة نصّ الكتاب بطبعته الإنكليزية، لكن و رغم ذلك قررت الإعتماد على الطبعة العربية منه من أجل أن أتيح للقارئ الكريم فرصة مراجعة النصوص التي اتناولها بالنقد من خلال الطبعة العربية للكتاب حسب .
* المدخل السادس من الفصل الأول ( بائع الالحاد المتجول ) من كتابي (فضائح العقل الملحد )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير