الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول استفتاء الشعب الكردي في اقليم كردستان العراق

رعد موسى الجبوري
(Raad Moosa Al Jebouri)

2017 / 6 / 15
القضية الكردية


ان الظرف التاريخي الذي يمر به الشعب العراقي حاليا ظرف حرج جدا، ان كان على المستوى الداخلي ام على المستوى الاقليمي ناهيك عن المستوى الدولي.
فعلى المستوى الداخلي يعاني المجتمع العراقي من وضع اقتصادي متردي وبطالة متفشية وتناقضات اجتماعية حادة نتيجة ضعف دور اجهزة في الحياة العامة مما فسح المجال الى ازدياد نفوذ بل سيطرة مجموعات وعصب مليشياوية متناحرة وتعمل على اساس الولاء لها وانحسار الولاء للوطن. وهذا التفكك الاجتماعي ليس بمعزل عن الوضع الاقليمي المتشنج بل هو احد نتائجه.
في مثل هذه الظروف الداخلية الصعبة يحتاج المجتمع الى دور قوي وحاسم للدولة، ويجب ان لا نفهم هذا بانه قمع قسري للفرد بل على الدولة ان تلعب دورها الاساسي في حماية امن المواطن وتنظيم حياته وتقديم الخدمات الاساسية له، والدفاع عن حرياته العامة وحقوقه في مجتمع ديموقراطي، للاسف نجد ان نظام حكم الطوائف السائد حاليا في العراق لم يستطع تحقيقها بل ادى حكمهم الى عكس ذلك.
بالرغم من ان منطقة اقليم كردستان قد قطعت مسافة كبيرة باتجاه تطور المجتمع الكردستاني العراقي في اصعدة مختلفة تمايزت به عن بقية مناطق العراق الاخرى التي شهدت تراجع كبيرا في مستوى حياة الفرد وحرياته نتيجة سيطرة الحكومات المركزية المتعاقبة ، تحاول الحكومة المركزية في بغداد ترحيل اغلب مشاكلها ونتائج حكمها السلبي الى مناطق اقليم كردستان، مما انعكس على الحياة الاجتماعية في كردستان ويضع العوائق في طريق تطورها.
وعلى المستوى الاقليمي تزداد حدة التنافس بين الدول المتصارعة في المنطقة من اجل بسط نفوذها وهذا الصراع ينعكس على الوضع الاجتماعي في العراق. وتلعب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدور الاكبر في التنافس ومحاولة الهيمنة على شؤون شعوب المنطقة وتحت شعارات مذهبية طائفية عكستها في دستورها كهدف لدولتها. ومن منطلق هذه الاهداف في التوسع في المنطقة وتصدير فكرها الاسلامي المذهبي وفرضه على شعوب المنطقة والعالم تعمل ايران على عدم الاستقرار في اقليم كردستان وعرقله تقدمه. وللاسف تغض حكومة بغداد المركزية النظر عن تخرصات المليشيات المنفلتة والتي تتبع اهداف ايران وقيامها باعمال تستهدف التقدم الذي حصل في اقليم كردستان.
كما وتحاول ايران استخدام اراضي اقليم كردستان كمعبر للمناطق السورية ودعم النظام السوري البعثي الديكتاتوري.
وكذلك تقف تركيا ضد طموحات جزء كبير من المجتمع التركي من الاكراد وتقوم باضطهادهم وتدمير مناطقهم. ولتركيا اردوغان طموحات للسيطرة على المنطقة ونشر فكر اخوان المسلمين وتقوية نفوذهم.
وتشهد الحالة السورية صراعا اقليميا ودوليا وتجاوز هذا الصراع المنطقة العربية وتم اقحام الشعب الكردي في هذا الصراع المسلح.
تاريخيا تأسست دول المنطقة على اساس تقسيم ارث الدولة العثمانية من قبل الدول المنتصرة في الحرب الكونية الاولى خدمة لمصالحها ولضمان نفوذها، ولم تتم مراعاة خصائص شعوب المنطقة وطموحاتها.
ليس امام الشعب الكردي في اقليم كردستان الا خياريين : اما البقاء ضمن دولة العراق وهذا يعني بذل الجهد وتقديم التضحيات في النضال مع بقية مجاميع الشعب العراقي من اجل عراق فدرالي ديموقراطي تعددي بشكل حقيقي وهذا سيعني الوقوف امام مخططات ايران واتباعها في العراق. او الانفصال وتكوين دولتهم واقتصادهم المستقل وحفظ امنهم واستقلالهم عن مخططات دول المنطقة.
هذا ماسيحدده الشعب الكردي في الاستفتاء القادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


.. تفاعلكم الحلقة كاملة | عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أم




.. كل يوم - خالد أبو بكر يعلق على إشادة مقررة الأمم المتحدة بت


.. حاكم ولاية تكساس يبدل رأيه في حرية التعبير في الجامعات: المت




.. الأخبار في دقيقتين | مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش غزو رفح ومف