الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا بدّ من رضاهم

رضا محافظي

2006 / 2 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم تشأ الارادات المتصرفة في شؤون العالم أن ينهي بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني مروره على رأس أكبر مؤسسة مسيحية في العالم دون أن ينحني أمام الرغبة اليهودية في تبرئة اليهود مما لصق بهم لقرون عديدة – في الفكر المسيحي- حول قتل المسيح عليه السلام . و قد تم ذلك فعلا و قدم البابا اعتذاره باسم المؤسسة المسيحية و باسم المسيحيين كافة . و ان كان البابا السابق قام بذلك في سنواته الأخيرة على رأس الفاتيكان فان البابا الحالي بينيديكت السادس عشر فضل طرق باب رضا اليهود في بداية عهدته و عبر خلال اجتماعه مؤخرا بحاخام روما الأكبر عن قلقه من انتشار معاداة السامية .

الفاتيكان ليس مؤسسة دينية عادية يمكن التاثير عليها بسهولة من طرف حكومة من الحكومات أو فئة من الفئات و قولها كما هو معروف نافذ لدة المجتمع المسيحي . و ان كان وصل الأمر الى حد ضبط ساعتها على ساعة تل أبيب فان ذلك مؤشر واضح على السيطرة التي وصل اليها اليهود على العقل الغربي سواء في أروبا – بما فيها الفاتيكان - أو في أمريكا . صحيح أن الأمر يُعرضُ على عامّة الناس على أنه مبادرات من الطرفين من أجل محاربة الحقد و المعاداة بين الديانات و الحضارات لكن الحقيقة بعيدة عن ذلك بكل تأكيد . لو كان الامر بذلك الصفاء لتناولت المبادرات محاربة موجات همجية من العنصرية البشرية تعرفها بلدان عديدة في الشرق و الغرب . و بالحديث عن المسيحية و اليهودية تبرز الى المخيلة مباشرة صورة المسلمين الذين اضطهدتهم و نكلت بهم و ذبحتهم القوات الصربية في يوغسلافيا خلال السنوات القليلة الماضية على مرأى و مسمع العالمين المسيحي و اليهودي على حد سواء . المجازر كانت تحدث في قلب القارة الأوربية على مشارف الفاتيكان و لا صوت حر ينبري للدفاع عن أولائك الضعفاء . و لم ينج هؤلاء من همجية أدعياء التحض سوى ارادتهم المجتمعة على صد الظلم . أما في فلسطين ، فان صور الاعتداء الصهيوني اليومي على الشعب الفلسطيني و على الارض الفلسطينية بالقتـل و التدميـرلا تنقطـع عـن الأنظـار و لا تمـر نشرة أخبار يومية دون أن تفتتح بها . و مع ذلك لا حديث عن معاداة العرب و المسلمين و لا حديث عن الرجوع الى العقل و الاحتكام الى الضمير الحي .

أكبر الآثام العالمية اليوم مثلما يصورها لنا الآخرون – و التي قد تدخل يوما من الأيام في قائمة الجرائم ضد الانسانية في القانون الدولي - هي معاداة السامية . أما معاداة العرب و المسلمين و احتقارهم و سحقهم و طمس هويتهم فهي السبيل – عند أولائك - الى القضاء على الهمجية و الى تطهير الارض من قوم متوحشين خطر على الحضارة و على هنــاء البشريـــــة و راحتها . نبي المسلمين يشار اليه علنا في أيامنا هذه بسوء في أوربا المتسامحة و المتسامية على الحقد و الضغائن و لا يتحرك أحد ، اللهم الا بعض التصريحات هنا و هناك التي يستحي و يخاف أصحابها رفع أصواتهم بها خشية أن يتهموا بأنهم ضد الحريات العامة و الحريات الشفردية و ضد حرية الصحافة و حرية التعبير . ليتنا نعرف كيف سيكون تصرف العالم الغربي لو أن أحد مقدساته الدينية مست بسوء بتلك الصورة في العالم العربي و الاسلامي .

البشرية اليوم تشهد ربما أقسى و أظلم تفريق بين الأمم و احتقار للمستضعفين . صارت الحكمة للغالب لا للعقل و الضمير الانساني . القواعد الموضوعة الآن و التي تحكم العالم لا هم لها سوى حماية مصالح معينة ، ايديولوجية و مادية ، حتى لو تطلب ذلك افناء أمم بذاتها ، و هي ليستت في الحقيقة قواعد بقدر ما هي سموم ضخها في جسم البشرية أشخاص مرضى النفوس قد يصلون بالعالم الى نهايته . القاعدة الأساسية الآن في هذا العالم الغريب تقول أنه لا بد من رضا الغالب ، و الغالب اليوم معروف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah